خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تنطلق المباحثات بين “لبنان” و”إسرائيل” لترسيم الحدود البحرية بينهما، يوم الأربعاء المقبل، في مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، (اليونيفيل)، في قرية “الناقورة” على الجانب اللبناني من الحدود.
(القناة 12) العبرية؛ ذكرت مساء الخميس، بأن: “المفاوضات بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود البحرية ستبدأ، في 14 تشرين أول/أكتوبر في الناقورة، الأربعاء المقبل، وذلك بوساطة السفير الأميركي في الجزائر، جون ديروشر”.
وأضافت القناة بأن: “الوفد الإسرائيلي سيرأسه مدير عام وزارة الطاقة، أودي أديري، وممثلون عن الجيش ووزارة الخارجية، وسيلتقي الوفد الإسرائيلي بوفد عسكري لبناني وبمشاركة قائد قوة (اليونيفيل)؛ وكذلك مبعوث الأمم المتحدة إلى لبنان”.
وقالت القناة إن: “طواقم المفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين والوسطاء سيجلسون في نفس الغرفة، لكن لن يتبادلا الحديث بشكل مباشر، وإنما سيوجه كل طرف حديثه للوسطاء الأميركيين وممثلي الأمم المتحدة”.
وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، “نبيه بري”، خلال مؤتمر صحافي، عن نص: “اتفاق الإطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود”، وجاء فيه إن: “الولايات المتحدة تدرك أن حكومتي لبنان وإسرائيل مستعدتان لترسيم الحدود البحرية بالاستناد إلى التجربة الإيجابية للآلية الثلاثية المعتمدة منذ تفاهم نيسان/إبريل عام 1996، وحاليًا بموجب القرار (1701)، والتي حققت تقدمًا في مجال القرارات حول الخط الأزرق”.
وأشار الاتفاق إلى أنه: “في ما يخص الحدود البحرية سيتم عقد اجتماعات في الناقورة، (مقر الأمم المتحدة عند الحدود اللبنانية-الإسرائيلية)، تحت راية الأمم المتحدة برعاية فريق المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، لإعداد محاضر الاجتماعات بصورة مشتركة ستوقع وتقدم إلى إسرائيل ولبنان للتوقيع عليها”، على أن يتولى الجيش اللبناني إدارة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
ونص الاتفاق على أن: “الولايات المتحدة تعتزم بذل قصارى جهودها للمساعدة في تأسيس جو إيجابي وبناء والمحافظة عليه لإدارة المفاوضات واختتامها بنجاح في أسرع وقت ممكن”.
ويخوض “لبنان” نزاعًا مع “إسرائيل” على منطقة في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كم مربعًا، تعرف بالبلوك (رقم 9) الغني بالنفط والغاز، وأعلنت “بيروت”، في كانون ثان/يناير 2016، إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب فيه.
“حزب الله” سيحاول اختراق التفاهمات..
تعليقًا على هذا الاتفاق، قال سفير الولايات المتحدة السابق في بيروت، “غيفري فيلتمان”، إن (حزب الله) سيحاول اختراق التفاهمات بين لبنان وإسرائيل، وهو معني بعرقلتها بأي ثمن.
وأضاف: “توصلنا إلى اتفاق إطاري، برعاية أميركية، بين لبنان وإسرائيل لبدء محادثات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وهذه فرصة جيدة للبلدين للسماح لهما باستخدام مواردهما الطبيعية في البحر”.
وتابع أن (حزب الله) سيبقى في “مزارع شبعا”، مواصلاً الإحتفاظ بترسانته العسكرية مما يشكل خطرًا حقيقيًا على لبنان.
وتوقع أنه في وقت لاحق من المفاوضات، سيقوم (حزب الله) بأفعال مزعجة للحكومة اللبنانية من شأنها وقف تخريب المفاوضات ووقفها.
لا علاقة له بالسلام معها..
فيما أعلنت الكتلة البرلمانية عن (حزب الله) اللبناني، أمس الخميس، أن التفاوض مع “إسرائيل” على ترسيم الحدود البحرية لا علاقة له بصنع سلام معها.
قائلة كتلة (الوفاء للمقاومة) في البرلمان اللبناني، وفق موقع تليفزيون (الجديد) اللبناني، خلال اجتماعها الدوري بمقرها في حارة “حريك”، أمس الخميس؛ أنه: “خلافًا لكل الكلام الذي قيل هنا وهناك، أنّ الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتصل بحدودنا البحرية الجنوبيّة واستعادة أرضنا وصولاً إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنيّة، لا صلة له على الإطلاق لا بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين ولا بسياسات التطبيع التي انتهجتها مؤخرًا وقد تنتهجها دول عربيّة لم تؤمن يومًا بخيار المقاومة ولم تمارسه ضدّ عدوّ الأمّة في يومٍ من الأيام”.
خطوة ضرورية لكن ليست كافية..
كما قال رئيس مجلس النواب اللبناني، “نبيه بري”، في لقاء مع قناة (الميادين)، في وقت سابق؛ بشأن اتفاق ترسيم الحدود البرية والبحرية مع “إسرائيل”، إنها: “خطوة ضرورية، لكنها ليست كافية، يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد من ما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فاتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل، وكفى بيعًا للمياه في حارة السقايين”.
تجميد النزاع وتوقف الخروقات الإسرائيلية..
(الجريدة) الكويتية؛ اعتبرت أن: “خطوة اتفاق الإطار، الذي صدر من بيروت بالموافقة على مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل، من شأنها تجميد النزاع وتوقف الخروقات الإسرائيلية، إذ لا يمكن أن تتم المفاوضات في ظل ضغط عسكري تمارسه إسرائيل”. وتساءلت: “هل ستوقف خرقها اليومي واستهداف الحزب في سورية ولبنان، وهل لتوسيع مهمة (اليونفيل) استنادًا إلى القرار (1701) وانتشارها في المرفأ أي رابط بينه وبين المفاوضات ؟”.
ولفتت إلى أن: “المفاوضات بحد ذاتها لا تؤدي الى التطبيع بين لبنان وإسرائيل، إلا أنها قد تسفر عن إراحة الساحة اللبنانية، إذ قد تتضمن الاتفاقية بندًا حول تخفيف التوتر على الحدود (اللبنانية-الإسرائيلية)، وأن توقف إسرائيل أيضًا تحليق المُسيّرات وطائرات التجسس فوق لبنان”، متسائلة عن: “طلب (اليونيفل) المساعدة في رفع أنقاض مرفأ بيروت”، مستغربة: “عدم حصول ردة فعل كبيرة من جهة (حزب الله)، لأن هذا الانتشار يدخل ضمن إطار توسيع مهام (اليونيفل)”.
وأشارت إلى أن: “توسيع مهام (اليونيفل) خطوة باتجاه إعطائه ما كانت تطالب به الولايات المتحدة، أي المساعدة على مراقبة الحدود، فالأمور ستتوضح لاحقًا وما إذا كان ستتراجع (اليونيفل) وتخرج من المرفأ أم سيتم إيجاد مهام جديدة تسمح لها بالتمركز، ومن المؤكد أن هناك توسيع مهام، والتي كانت مشكلة كبيرة في تجديد (اليونيفل) مؤخرًا. ويبدو أن الأميركيين قبلوا بتأجيل توسيع المهام على أساس أن يتم تغييرها على الأرض، ما يعني حصول اتفاق ثان. وبداية هذا الاتفاق التغيير على الأرض رويدًا رويدًا، خاصة أننا لم نشهد ردة فعل من جهة محور الممانعة، وهذا يعني الاتفاق الضمني على هذا الأمر”.
تسعى لاختراق الشرق الأوسط من جديد..
فيما قال موقع (واللا)، العبري؛ إن: “الإدارة الأميركية تسعى إلى إحداث اختراق آخر في الشرق الأوسط عبر الضغط مجددًا لإنطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان، بدعوى حل تحديد المياه الاقتصادية لكل منهما، وحل الخلاف حول قضية التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط”.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين القول إن هناك إنطباعًا بأن الجانب اللبناني أصبح أكثر مرونة للدخول في اتصالات بشأن هذه القضية، وذلك في أعقاب الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية في لبنان، والانتقادات الداخلية لـ (حزب الله).
وأشار الموقع الإلكتروني العبري إلى أنه لم تجر مفاوضات (لبنانية-إسرائيلية) مباشرة منذ 30 عامًا، وأن الإدارة الأميركية تحاول إعادة هذه المفاوضات من جديد.
مرحلة مختلفة من الصراع مع إسرائيل..
من جهته؛ قال الناشط السياسي اللبناني، “أسامة وهبي”، إن: “اتفاق الإطار لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، والذي أعلن عنه الرئيس، نبيه بري، يوحي بأننا قادمون على مرحلة مختلفة من الصراع العربي الإسرائيلي، واللبناني الإسرائيلي”.
مضيفًا أن: “بري قال، خلال كلمته، ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، دون أن يستخدم كلمة فلسطين المحتلة؛ كما كان في السابق، خاصة أن هذا الفريق لطالما حسب على المقاومة، ورفع شعارات تحرير فلسطين”.
وأكد أن: “هذا يعني اعتراف بالكيان، وأننا دخلنا في مرحلة جديدة نبحث فيها عن حقوقنا فقط، ما يعني أن في حال النجاح بترسيم الحدود سينتهي الصراع (اللبناني-الإسرائيلي)، وهذا أول مطالب التطبيع”.
وأشار إلى أن: “لبنان ذاهب إلى مرحلة أقل عداوة مع إسرائيل، وهذا قد يسبق التطبيع، أو هدنة طويلة، لبنان يدفع ثمن أزماته السياسية والاقتصادية، حيث أن الطبقة الحاكمة مهددة بأموالها وثرواتها”.
ومضى قائلًا: “نجحت أميركا في استغلال الأوضاع لجر لبنان للجلوس على طاولة تفاوض بشروط (أميركية-إسرائيلية)، والاعتراف بإسرائيل وحدودها ومياهها الإقليمية، وهذا ثمن بقاء الطبقة الحاكمة في سدة الحكم”.