وكالات- كتابات:
دخلت حكومة “إقليم كُردستان العراق” على خط الوسّاطة بين كل من “تركيا” و(قسد)، مُطلقةً مساعيَ لتوحيد الصف الكُردي في “سورية”؛ بعد سقوط نظام “بشار الأسد”، وذلك بهدف نزع فتيل التوتّر، والتوصل إلى تفاهمات على آلية إدارة مناطق شمال شرق “سورية”، والتي تسيَّطر عليها “الإدارة الذاتية” منذ أكثر من عقد، بحسّب ما ذكرت صحيفة (الأخبار) اللبنانية.
وتُرجم ذلك بزيارة أجراها؛ “حميد الدربندي”، مبعوث رئيس الحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ “مسعود بارزاني”، رُفقةَ المبعوث الأميركي المقيم في شمال شرق سوريا؛ “سكوت بولز”، إلى “سورية”، حيث التقى مسؤولين من (قسد) و”الإدارة الذاتية” و”المجلس الوطني” الكُردي، في محاولة لرأب الصدع في ما بينهم، والتوصّل إلى صيغة لتشكيل وفد كُردي موحّد، يتبّنى المطالب الكُردية في المحافل المحلية والدولية بعد سقوط نظام “الأسد”.
والتقى “الدربندي”؛ بشكلٍ منفصل، كلًا من: “القائد العام” لـ (قسد)؛ “مظلوم عبدي”، ورئاسة (المجلس الوطني) الكُردي، للاطلاع على وجهة نظر كلٍ منهما حيال المستَّجدات الأخيرة في “سورية”، وأيضًا طبيعة العلاقة المأمولة مع السلطات الجديدة في العاصمة.
ووفقًا لبيان (قسد)، فإن “الدربندي”: “نقل إلى عبدي رسالة من الرئيس؛ مسعود بارزاني، شدّد فيها على أهمية توحيد الصف الكُردي لمواجهة التحديات الراهنة في سورية”، فيما شدّد “عبدي” على أن: “المرحلة الحالية تتطلّب تضافر جهود جميع الأطراف الكُردية لتحقيق الاستقرار وضمان حماية مصالح ومكتسبات الشعب الكُردي”.
ومن جهته؛ أكد “الدربندي”، للصحافيين، أن: “الرئيس بارزاني؛ سيقدّم الدعم والمساندة للكُرد من أجل مستقبل أفضل لهم في سورية الجديدة”.
وفي هذا السيّاق، أكّدت مصادر مطّلعة على الاجتماعات، أن: “مبعوث بارزاني ناقش مع (قسد) ملفات مهمّة تتعلّق بمستقبل عناصر حزب (العمال الكُردستاني) في سورية، ومصير عناصر (بيشمركة روجافا) من السوريين المتواجدين في أربيل”، لافتة إلى أنه: “اطّلع أيضًا على فحوى المباحثات بين (قسد) والإدارة السورية الجديدة، وشكل العلاقة التي تسعى (قسد) للوصول إليها مع دمشق”.
وكشفت المصادر أن: “مبعوث أربيل قد يتوجّه إلى العاصمة دمشق؛ للقاء مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة، ليستمع منهم إلى خطط إدارتهم لمناطق شمال شرق سورية، حيث يتواجد الكُرد”، مشيرة إلى أن: “الدربندي؛ حثّ كلّ الأطراف الكُردية على الابتعاد عن نقاط الخلاف”، داعيًا إلى: “ضرورة التوحّد لتقوية الموقف الكُردي في أيّ مفاوضات حول مستقبل سورية السياسي والإداري والعسكري”.
ورجّحت المصادر أن: “يعمل الرئيس بارزاني؛ على الضغط على (قسد) لدفعها إلى الاتفاق مع تركيا والفصائل المدعومة من قِبلها، ومنع تدمير مناطق الوجود الكُردي في سورية”.
وبالتوازي؛ تتواصل الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين ممثّلين عن (مسد) و”الإدارة الذاتية” ومسؤولي الإدارة السورية الجديدة، بهدف التوصّل إلى نقاط مشتركة تؤسّس لاتفاق شامل حول إدارة مناطق شمال شرق “سورية”، خاصة بعد التصريحات التركية عن منح “دمشق” فرصةً للتفاهم مع (قسد).
وكشف نائب الرئاسة المشتركة لـ (مسد)؛ “علي الرحمون”، في تصريحات إعلامية، أن: “قيادة (قسد) والإدارة السورية الجديدة توصّلتا إلى اتفاق خلال اجتماع عُقد أخيرًا في دمشق على تشكيل لجان عسكرية وأمنية واقتصادية وإدارية لبحث كل الإشكالات والخلافات التي يمكن حلّها عن طريق الحوار”، لافتًا إلى أنه: “من المنتظر أن تصل هذه اللجان إلى نتائج توافقية حقيقية لبناء سورية المستقبل”.
وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر أن: “(مجلس سورية الديمقراطية) بدأ العمل على فتح مكتب رسمي له في دمشق لمتابعة ملفات الحوار مع الإدارة السورية الجديدة، ولتكريس نفسه كطرف سياسي يمثّل مناطق شمال شرق سورية، بحكم كونه الذراع السياسية لـ (قسد)”، مشيرة إلى أن: “فتح المكتب إنْ تمّ، يعطي مؤشرات إضافية إلى رغبة الطرفين في التوصّل إلى حلول سياسية والتأسيس لإدارة مشتركة لمناطق شمال شرق سورية، والتي تمثّل نحو ثُلث مساحة البلاد”.
ورأت المصادر أن: “الطرفين لا يستعجلان الاتفاق، مع اعتبارهما مؤتمر الحوار الوطني؛ المزمع عقده خلال الفترة المقبلة، نقطة مهمّة لمناقشة مستقبل البلاد”، مسَّتدركة بالقول إن: “السبب الرئيس للتريّث، رغبة تركيا في معرفة وجهة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب؛ دونالد ترمب، حيال هذا الملف، بعد تسلمها لمهامّها رسميًا”، بحسّب الصحيفة.