15 مارس، 2024 2:45 م
Search
Close this search box.

برعاية أممية .. هل تنجح مساعي لململة “البيت الكُردي” في حلحلة الانسداد السياسي في العراق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في الوقت الذي تنفي فيه حكومة “إقليم كُردستان” الأنباء التي تحدثت عن طلب تقدمت به رئاسة الإقليم إلى “مجلس الأمن الدولي” بشأن الخلافات العالقة مع “بغداد”، بدأت منذ ثلاثة أيام، في “أربيل” وبمشاركة مسؤولة بعثة الأمم المتحدة؛ “جينين بلاسخارت”، اجتماعات المكتبين السياسيين للحزب (الديمقراطي الكُردستاني) و(الاتحاد الوطني الكُردستاني).

اجتماعات المكتبين السياسيين في “أربيل”؛ عاصمة “إقليم كُردستان”، جاءت بناءً على المبادرة التي يتبناها رئيس إقليم كُردستان؛ “نيجيرفان بارزاني”، التي حملها معه أوائل هذا الأسبوع إلى مدينة “السليمانية”. ورغم الخلافات بين الحزبين التي لا تتعلق فقط بتمسك كل طرف بمرشحه لمنصب رئيس الجمهورية، بل تتصل بالانتخابات البرلمانية الوشيكة في الإقليم والحاجة إلى الاتفاق على الآليات الخاصة بذلك سواء فيما يتعلق بسجل الناخبين أو قانون الانتخابات.

ليس هذا فقط، وإنما تأتي هذه الاجتماعات في وقت يتواصل فيه الانسداد السياسي في “العراق” بسبب عدم قدرة الأطراف السياسية على تشكيل حكومة عراقية جديدة، رغم مرور 07 أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة؛ أواخر تشرين أول/أكتوبر 2021.

مصدر الصورة: آسوشيتد برس

فرصة لتجاوز الإنغلاق السياسي..

وكان رئيس إقليم كُردستان؛ “نيجيرفان بارزاني”، الذي يتولى رعاية مبادرة التقارب “الكُردي ـ الكُردي” أكد أن الفرصة مواتية لتجاوز الانسداد السياسي الحاصل في “العراق” شريطة توفر القرار والإرادة من قبل الأطراف والقوى السياسية. وقال “بارزاني”، خلال لقائه؛ الثلاثاء، “مارك برايسون”، سفير بريطانيا لدى العراق، وطبقًا لبيان صادر عن رئاسة الإقليم، إن: “هناك فرصة لتوصل الأطراف السياسية إلى حل جامع يؤدي إلى تجاوز الإنغلاق والانسداد السياسي”.

وبحسب البيان، فإنه تم خلال الاجتماع: “بحث سُبل تعزيز علاقات بريطانيا مع العراق وإقليم كُردستان، وآخر مستجدات العملية السياسية في العراق، والأوضاع الداخلية لإقليم كُردستان، والحرب على الإرهاب وتحركات (داعش)، خصوصًا في مناطق المادة (140) الدستورية، بالإضافة للتغير المناخي وتأثيراته في العراق وإقليم كُردستان والمنطقة”.

كما أكد الجانبان: “ضرورة وجود رؤية وفهم مشتركين بين الأطراف العراقية من أجل التوصل إلى حل”.

نتائج إيجابية وفعالة..

وأعرب القيادي في (الاتحاد الوطني الكُردستاني)؛ “ملا بختيار”، عن سعادته بمبادرة رئيس الإقليم ولقائه الأحزاب الكُردية. وقال، خلال مؤتمر صحافي، إن: “مبادرة الأخ رئيس إقليم كُردستان؛ نيجيرفان بارزاني، كانت خطوات جيدة ومهمة، وكان تعاطي الأطراف السياسية معها جيدًا وكانت نتائجها إيجابية وفعالة”.

وحول دور “الأمم المتحدة” في تقريب وجهات النظر، قال “بختيار” إن: “تحرك الأمم المتحدة أسهم كذلك بتحريك الأوضاع في الإقليم، خصوصًا بعد طرح ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مخاوفها”، مبينًا أن: “اجتماع ممثلة الأمم المتحدة مع الأطراف الكُردية سيتم خلاله طرح حقائق دقيقة حول قضايا خلافية، فالإقليم ليس بمعزل عن العالم، وينبغي أن تعي القيادات الكُردية أنه من الضروري الكف عن المناكفات السياسية”.

وأوضح القيادي الكُردي أن: “من يقول لا توجد مخاوف على الإقليم في هذه المرحلة أو المرحلة المقبلة؛ فأنا أقول إنه لا يفهم شيئًا في السياسة”.

الخلافات تمددت بسبب الحكومة الاتحادية..

وحول دور الحكومة الاتحادية في المشكلات العالقة بين “بغداد” والإقليم، بيّن “ملا بختيار” أن: “الحكومة الاتحادية هي من تسببت بتمدد المشكلات العالقة، بسبب عدم تطبيقها بنود الدستور العراقي؛ مثل المادة (140) وقانون النفط والغاز وحصة الإقليم ورواتب الموظفين، كما يقع على حكومة الإقليم عاتق تضحيتها بالوقت الماضي دون الضغط على حكومة المركز لتنفيذ تلك المواد المتعلقة بالشعب الكُردي، فكان على الإقليم التوجه للعالم وإخباره بحجم التقصير الحاصل بحق الإقليم، فتقصير الإقليم يكمن في تأخير طرح تلك القضايا”.

وبشأن الخلاف حول مرشح رئاسة الجمهورية، أوضح “ملا بختيار” أن: “المشكلة الرئيسة ليست حول منصب الرئيس في بغداد، بل هناك مشكلات عميقة داخل البيت الشيعي حول منصب رئيس الوزراء، لكن القوى الكُردية أخطأت حينما ذهبت إلى بغداد بأربعة وفود مختلفة”.

الجلوس على طاولة المفاوضات هو الحل..

من جهته؛ يقول مستشار رئيس الحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ “مسعود حيدر”، إنه: “ليس أمام الحزبين الكُرديين سوى الجلوس إلى طاولة التفاهمات بحكم التاريخ الطويل بينهما والتجارب التي اختبراها على امتداد 05 عقود”.

مصدر الصورة: رويترز

ويُشير “حيدر”، في تصريح لـ (العين) الإخبارية، إلى أن: “الحزبين (الديمقراطي) و(الاتحادي الوطني) استطاعا في مراحل ماضية تجاوز خلافات وأزمات أعمق وأكبر، وبالتالي فإن بوادر الحل لحسم منصب رئيس الجمهورية هو أقرب للإنكشاف وإنتهاءً للانسداد الدائر”.

طرح مقترح “توفيقي” لإنهاء الخلاف..

يُذكر أن القيادي الكُردي وسكرتير المكتب السياسي للحزب (الديمقراطي)؛ “فاضل ميراني”، كان قد رجح في تصريح متلفز طرح مقترح وصفه: بـ”التوفيقي”، لإنهاء الخلاف بين الأطراف الكُردية بشأن منصب رئيس الجمهورية.

وعزز ذلك عضو الحزب (الديمقراطي)؛ “صبحي المندلاوي”، الذي يؤكد وجود بوادر لطرح سيناريو شامل تمتد معالجاته حدود الإقليم ليشمل أطراف الخلاف السياسي في “بغداد”.

ويقول “المندلاوي” لـ (العين) الإخبارية، إن: “الأجواء في كُردستان باتت مهيأة لتوالد الحلول وإيجاد المخارج للأزمة السياسية عقب تبادل الزيارات بين نيجرفان بارزاني؛ (نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني)، وبافال طالباني؛ (الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكُردستاني)”.

المشكلة تكمن في “البيت الشيعي”..

وبشأن تعليق تعثر المشهد السياسي في “العراق” وربطه بالخلاف الكُردي حول منصب رئاسة الجمهورية، يرى “المندلاوي” أن: “المشكلة تكمن في البيت الشيعي وليس في فرقاء كُردستان، ولكن توافق الإقليم وتنضيج مواقف موحدة من شأنه التسريع بعملية الحلحلة وتحريك المشهد السياسي”.

ومنذ أول انتخابات متعددة شهدها “العراق”؛ في 2005، يعود منصب رئيس الجمهورية تقليديًا إلى الأكراد، بينما يتولى الشيعة رئاسة الوزراء، والسُنة “مجلس النواب”.

مصدر الصورة: آسوشيتد برس

وكانت الاصطفافات السياسية لما بعد انتخابات تشرين أول/أكتوبر الماضي؛ قد أفرزت انضمام الحزب (الديمقراطي الكُردستاني) إلى تحالف (إنقاذ وطن)؛ الذي يتزعمه “مقتدى الصدر”، و(الاتحاد الوطني) ضمن عباءة (الإطار التنسيقي).

ويدفع (الديمقراطي الكُردستاني) بمرشحه لرئاسة الجمهورية؛ “ريبر أحمد”، فيما يُقدم (الاتحاد الوطني)؛ “برهم صالح”، لولاية ثانية، وسط خلاف محتدم على أحقية المنصب ساهم بشكل كبير في تعثر إنعقاد جلسة نيابية مكتملة النصاب القانوني لتمرير أسماء المرشحين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب