13 مارس، 2024 4:14 ص
Search
Close this search box.

برسم “الخطوط الحمراء” .. “ماكرون” يبحث عن دور في المنطقة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

جدد الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، التأكيد على عزمه توجيه ضربات إلى نظام الرئيس السوري، “بشار الأسد”، في حال ثبت الحصول على دلائل عن استخدامه أسلحة كيماوية ممنوعة ضد المدنيين.

قائلاً “ماكرون”، أمام جمعية الصحافة الرئاسية، إن “فرنسا ستضرب مناطق فى سوريا في حال الحصول على دلائل دامغة عن استخدام أسلحة كيميائية ممنوعة ضد مدنيين من قبل النظام في سوريا”.

التقيد بالخط الأحمر..

أضاف “ماكرون”: “سنضرب المكان الذي خرجت منه، (هذه الأسلحة)، أو حيث تم التخطيط لها. سنضمن التقيد بالخط الأحمر”، موضحاً: “إلا أننا اليوم لا نملك الدليل، بشكل تؤكده أجهزتنا، على استخدام أسلحة كيماوية تحظرها الاتفاقات ضد سكان مدنيين”، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع: “فور توفر الدليل سأقوم بما أعلنته”، مع تأكيده على أن “الأولوية تبقى لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين”.

ودعا “ماكرون” إلى عقد اجتماع دولي في شأن سوريا، معرباً عن أمله أن يعقد الاجتماع “في المنطقة”، إذا أمكن، معلناً تقديمه بإقتراحات عدة. وليس لديه هاجس بعقد اجتماع في شأن سوريا في باريس.

استخدام الكيماوي يدفع باريس للرد الفوري..

كان الرئيس الفرنسي قد قال، لدى استقباله نظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، في باريس في 29 آيار/مايو الماضي، إن “أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا من أي جهة سيدفع فرنسا للرد فوراً”، معتبراً أنه “خط أحمر واضح جداً من جانب فرنسا”.

روسيا أحبطت كل محاولات الإدانات..

أحبطت روسيا كل محاولات الدول الغربية في “مجلس الأمن” لإدانة هجمات يتهم نظام “الأسد” بشنها بالأسلحة الكيماوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وذكرت موسكو أنه لا توجد أدلة على إدانة نظام “الأسد”، فيما اتهم الغرب، روسيا بالعمل على حماية “الأسد” من مواجهة عواقب جرائمه.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن وضع خط أحمر للرئيس السوري فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، إذ إن الرئيسان الأميركي، “دونالد ترامب”، والفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، وضعا مؤخراً “خطوطاً حمراء” في ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكن جدية هذه الخطوط أصبحت موضع إختبار الآن، لاسيما مع الإتهامات بمواصلة نظام “بشار الأسد” لاستخدام تلك الأسلحة.

وأعلنت فرنسا، الأربعاء الماضي، على لسان وزير خارجيتها، “جان ايف لودريان”، أن “كل الدلائل” تشير إلى استخدام النظام “الكلور” ضد قوات المعارضة.

في حين قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، “نيكي هايلي”، الإثنين الماضي، خلال اجتماع لمجلس الأمن حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا: “هناك أدلة واضحة من عشرات الضحايا” تؤكد استخدام “الكلور” في الهجمات على “الغوطة الشرقية” في ريف دمشق ومحافظة “إدلب”.

توجيه الضربات سيدمر الحل السياسي..

يقول المحلل السياسي والعضو السابق في مؤسسة التعاون الدولي للسلام، “جان جاك نوي”، إن “نظام الأسد لطالما إختبر جدية الدول الغربية – التي اعتادت رسم الخطوط الحمراء – في معاقبته على استخدام الأسلحة الكيميائية؛ وهو بات يعلم المسار الذي تتخذه الأمور”، معتبراً أن “الدول الغربية، وبينها فرنسا والولايات المتحدة، تعتقد أن توجيه أي ضربات سيدمر الحل السياسي، وهذا ما يمنعها من الإقدام عليها”.

“أوباما” أول من رسم “خط أحمر” عام 2012..

كان الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، أول من رسم “خطاً أحمر” في 2012، حين حذر “الأسد” من أن استخدام أو التحرك لاستخدام أسلحة كيميائية، وقال إن ذلك سيضطر الولايات المتحدة للجوء إلى ضربات عسكرية إنتقامية.

ولكن بعد هجوم بـ”غاز السارين”، في العام التالي، ضد “الغوطة الشرقية” قتل فيه نحو 1500 مدني في ريف دمشق، تنازل “أوباما” عن اللجوء إلى الضربات الإنتقامية وعوضاً عن ذلك توصل لاتفاق مع روسيا لتفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.

وفي نيسان/إبريل 2017، تسبب هجوم كبير بـ”غاز السارين” في “خان شيخون”، قتل فيه 88 شخصاً، بغضب دولي عارم وأدى لإصدار “ترامب” أوامر بشن ضربات جوية على “قاعدة الشعيرات” العسكرية التابعة لقوات النظام في ريف “حمص”، وقالت واشنطن إن الهجوم إنطلق منها.

بعد انتخاب “ماكرون” بشهر تعهد بإنتقام من فرنسا..

بعد شهر واحد من انتخابه رئيساً لفرنسا، حدد “ماكرون”، «خطاً أحمر واضحاً جداً»؛ في ما يتعلق بهذه القضية، متعهداً بـ”إنتقام ورد فوري من فرنسا” إذا تم استخدام أسلحة كيميائية من قبل النظام.

واتفقت باريس وواشنطن على استعدادهما للرد بشكل منسق على أي هجوم كيميائي يشنه نظام “الأسد”.

تم تجاوز الخط الأحمر..

قال “برونو تيرتراي”، مساعد مدير مؤسسة البحوث الاستراتيجية في باريس، في تصريحات صحافية مؤخراً: إن “الخط الأحمر الذي وضعه ماكرون تم تجاوزه تماماً”، مضيفاً: “حين حدد خطه الأحمر من المحتمل أن يكون قد فكر في هجوم كبير مثل الهجمات الفتاكة في الغوطة أو خان شيخون، التي نفذها عملاء باستخدام السارين”.

الشراكة ضد الحصانة..

كان رد الفعل الفرنسي؛ إطلاق باريس، في كانون ثان/يناير 2018، “الشراكة ضد الحصانة”، وهي مبادرة وافقت عليها نحو 20 دولة لضمان تقديم مرتكبي الهجمات الكيميائية في سوريا إلى العدالة، معلنة أنها ستضع على لائحة سوداء الشركات والأفراد الذين يشتبه بإرتباطهم بالبرنامج السوري للسلاح الكيميائي.

أما واشنطن؛ فأعلنت “كما قال الرئيس «ترامب» في نيسان/إبريل الماضي، هو مستعد للنظر في جميع الخيارات” المتاحة، رافضة “التكهنات” حول ردود الفعل المحتملة.

ومثل فرنسا، تركز الولايات المتحدة جهدها على المسار السياسي، فيما تطالب روسيا بردع حليفها “الأسد” من استخدام السلاح الكيميائي.

الأميركيون لا يعتبرون “الكلور” سلاحاً كيميائياً..

بدوره يقول “فرنسوا هايسبورغ”، رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إن “الأميركيين لا يعدون «الكلور» سلاحاً كيميائيا حقاً. لذا يتجنبون أي رد فعل”، وحذر من أن يكون ماكرون “قد جازف” بتحديده خطاً أحمر، مضيفاً: “إذا قلنا وكررنا أن هناك هجمات كيميائية، فإننا نلزم أنفسنا برد فعل”.

وفي تناقض واضح مع تأكيدات وزير الخارجية الفرنسية استخدام “الأسد” للأسلحة الكيماوية، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية، “فلورنس بارلي”، الجمعة الماضي، إن “عدم تأكيد حصول هجمات كيماوية مفترضة في سوريا، يحمل على القول إنه لم يتم تجاوز الخط الأحمر الذي حدده الرئيس ماكرون للقيام برد فرنسي”.

وأضافت؛ رداً على سؤال لإذاعة (فرانس انتر)، حول الخط الأحمر الذي حدده الرئيس “ماكرون”، قائلة: “حتى الآن، ونظراً لإنعدام تأكيد حول ما حصل، وعواقب ما حصل، لا يمكننا أن نقول أننا في المكان الذي تتحدثون عنه”.

وأوضحت وزيرة الجيوش الفرنسية: “لدينا مؤشرات عن إحتمال استخدام الكلور، لكن لا يتوافر لدينا تأكيد قاطع. لذلك فإننا نعمل مع آخرين على التحقق، لأن من الضروري تأكيد الوقائع”.

مازال “مجلس الأمن” عاجز عن إعلان هدنة إنسانية..

مازال “مجلس الأمن” عاجزاً عن التوصل إلى نتيجة ملموسة حول إعلان هدنة إنسانية في سوريا، إذ فشل أيضاً، الخميس الماضي، في إتخاذ قرار حاسم بهذا الشأن لتبقى سوريا، وفقاً لتوصيف صحف فرنسية، “سوريا المسكينة” وليست “سوريا المفيدة” أو “المضرة”؛ كما درج الساسة الغربيون على إسباغ توصيفات لأجزاء منها من دون أخرى.

يبحث عن دور لفرنسا..

حول أهداف “ماكرون” من تكرار التهديدات، يقول الإعلامي والكاتب السياسي رئيس تحرير موقع (ميد لاين نيوز) في باريس، “طارق عجيب”: إن “ماكرون يبحث عن دور أكبر لفرنسا، أو يبحث عن  دور جديد لفرنسا بعد أن أصبحت غير فاعلة بالشكل الذي يريده الفرنسيون في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، بعد أن غيبت في الفترة الماضية وكانت تابعة، والآن يحاول ماكرن أن يكون شريكاً للولايات المتحدة الأميركية، ونحن نعلم أن أول من رفع ورقة الكيماوي وأعادها إلى الصدارة في مجلس الأمن هو الجانب الأميركي، والآن الأميركي عاد يبحث عن شريك له، وهو الشريك الأوروبي، وتظهر فرنسا حالياً بعد غياب بريطانيا لتصبح الشريك الأوروبي، وفرنسا تسعى وبجهد كبير لكي تعود لتأخذ مكاناً مهماً على الساحة العالمية وفي منطقة الشرق الأوسط، وهناك معطيات جديدة كثيرة في المنطقة لها صلة، وخاصة لجهة العلاقات مع تركيا ومحاولة فتح بعض الخطوط مع إيران، ولكن الشريك الأول والأساس هو الأميركي في هذه الملفات، ولهذا ماكرون يحاول أن يجد لفرنسا مخرجاً من هذه الحالة التي وصلت إليها من هذا الإرهاب الذي إمتد إلى الأراضي الفرنسية”.

يحاول إعادة وزنه على الساحة العالمية..

أشار “عجيب” إلى أن “تمسك فرنسا صراحة بمشروعها وأهدافها وغاياتها الخاصة في العالم، وخاصة في سوريا، هو الذي يؤثر ويؤخر الإنتصار على الإرهاب في المنطقة والعالم، لذا ماكرون يتوجه نحو الواقعية السياسية ليعيد وزنه على الساحة العالمية وفي منطقة الشرق الأوسط عبر البوابة السورية، والآن الأميركي يرفع الملف الكيماوي؛ ولهذا من هنا تسطيع فرنسا تسجيل نقطة نحو العلاقة مع الولايات المتحدة أو على الساحة العالمية على أنها ضد إستخدام السلاح الكيماوي، الدور الفرنسي كان يحاول تمرير اللجنة الخاصة بالملف الكيميائي من أجل أن يمرر تبريراً لمن يرد الإعتداء على سوريا، وكان الروسي بالمرصاد ، والآن يريدون خلق مناخ جديد ليكون جاهزاً للحدث الذي سيجري، والذي يتم التحضير له قبل ذلك بتصعيد إعلامي وتحضير الرأي العام العالمي، وهناك «منظمة الخوذ البيضاء» دائماً جاهزة في مكان القصف بالسلاح الكيميائي بصدف عجيبة مع كاميراتها الحديثة وتصويرها المتقن، وهذا أيضاً تساؤل لماذ لا تتواجد «منظمة الخوذ البيضاء» في مناطق أخرى تتعرض للقصف ؟.. وإنما تتواجد في مناطق القصف وتواجد للسلاح الكيميائي…!!!.. هناك تساؤلات كثيرة حول هذه المسرحيات التي لابد من وضع حد لها لكي لا يكون هناك قراراً يمرر يتم من خلاله الإعتداء على الدول وشعوبها”.

إعادة إعمار سوريا..

الخبير في شؤون الشرق الأوسط من لبنان، “أنطوان شربنتيني”، يرى أن “ماكرون يريد شيئاً واحداً؛ هو المشاركة في إعادة أعمار سوريا، وهو حاول بعدة طرق الدخول في هذ المجال، ولكن لم ينجح، فالسوريون والروس يرفضون مشاركة فرنسا في إعادة الإعمار، وماكرون لا يعرف شيء في السياسة، هو ليس سياسياً، بل هو اقتصادي بالدرجة الأولى، واليوم يعيدون كرة الملف السلاح الكيماوي لتهديد سوريا وللضغط على روسيا، بمعنى أنه يمكننا تجديد هذا الملف إن لم تسمحوا لنا بالمشاركة في إعادة إعمار سورية، وهذا دليل تخبط فرنسي داخلي وفي العلاقة مع حلف «الناتو»، وماكرون لا يعرف أي طريق يجب عليه أن يسلكها ليحقق أهدافه ومصالحه”.

يعجز عن الدخول للملف السوري..

أشار “شربنتيني” إلى أنه “يجب القول أن ماكرون عاجز عن الدخول إلى الملف السوري؛ وعاجز عن إيجاد حل بخصوص الملف السوري، وسيبقى عاجزاً طالما الولايات المتحدة مهيمنة على السياسة الخارجية الفرنسية والسياسة الخارجية الأوروبية، وماكرون بهذه التصرفات يتذرع بحجة الأمن القومي الفرنسي، وهناك فلسفات عدة في فرنسا بهذا الخصوص، هم يتهمون الآخرين بأنهم يستعملون الأسلحة الكيميائية كما هو الحال في سوريا، هم يتهمون سورية باستخدام هذا السلاح، ولكنهم  لا يملكون الدلائل والبراهين على أن الحكومة السورية، التي لا يستطيعون الهيمنة عليها، بأنها استخدمت هذا السلاح”.

يستغلون سوريا لحماية مصالحهم..

أضاف “شربنتيني”: “هم أرسلوا أو سهلوا أو تركوا الإرهابيين يذهبون إلى سوريا لتدميرها وغضوا النظر عنهم وعن أفعالهم، والآن عندما إنتصرت سوريا يريدون التعاون الأمني لكي يحموا مجتماعاتهم وهم يريدون العلاقات الأمنية أولاً، وهذا غير صحيح فالعلاقات بين الدول تبنى بالدرجة الأولى على الدبلوماسية وليست على أسس أمنية لحماية مصالح خاصة، لذا ما هم يقومون به ليس محبة بسوريا وإنما يريدون استغلال سوريا، هم يريدون حماية أنفسهم ومصالحهم بالدرجة الأولى، هم لا يريدون تقديم إعتذار أو إعترافاً بنصر سوريا على المشروع الشيطاني الذي هاجمها منذ سبع سنوات، وإن كان ماكرون يريد حلاً أو علاقات مع سوريا فعليه أن يعتذر أولاً، وقبل أن يعتذر عليه أن يخرج من تحت هيمنة حلف الناتو لتعيد فرنسا إستقلالها وسيادتها وبالتالي يمكنه الإعتذار من سوريا ويستطيع حينها إقامة علاقات جيدة مع باقي دول الشرق الأوسط التي ساهمت فرنسا بتدميرها أو تسهيل الحروب فيها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب