24 مارس، 2024 3:16 م
Search
Close this search box.

برؤية أميركية .. مسرح “سادلرز ويل” البريطاني يجسد “ليلى والمجنون” بعرض راقص !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

على مسرح “سادلرز ويل” في “لندن”، إنبهر الجمهور بأداء العرض المسرحي (ليلى والمجنون)؛ في عروض يومية استمرت حتى السابع عشر من تشرين ثان/نوفمبر الجاري، حيث استمتعوا بقصة الشاعر العربي الشاب، “قيس بن الملوح”، الذي عشق “ليلى”، وأكتسب في سبيل ذلك لقب “المجنون”، بعدما فقد عقله في حبها ومُنع من أن يرتبط بناءًا على رغبة والديها.

إلتقت صحيفة (ميدل إيست أي) البريطانية مع صُناع العرض الدرامي الراقص، والذي هو من بنات أفكار مصمم الرقصات والمخرج الأميركي، “مارك موريس”، ومن إنتاج مجموعة “مارك موريس للرقص”؛ بالتعاون مع “فرقة طريق الحرير” المشهورة عالميًا، والفنان البريطاني، “هوارد هودغكين”، الذي صمم الديكور والأزياء.

قال “موريس” للصحيفة إن الشيء الأكثر إقناعًا بقصة (ليلى ومجنون) هو: “الحب والإخلاص والإبداع العميقين”.

وكان قد شبه لورد “بايرون”، الشاعر الرومانسي البريطاني في القرن التاسع عشر، قصة (ليلى والمجنون) على أنها (روميو وغولييت) الشرق، على الرغم من أن هذه القصة تسبق رائعة “شكسبير” بأكثر من ألف عام.

ومن بين القصص المستحدثة عن موضوع “ليلى والمجنون”، أغنية (ليلى)، لعام 1971، التي كتبها عازف الغيتار الإنكليزي، “إيريك كلابتون”، وسيمفونية (المجنون)؛ للمؤلف الموسيقي الأميركي، “آلان هوفهانس”، عام 1973، وأغنية 1999 المأخوذة من ألبوم غنائي يحمل نفس الاسم، (يا مجنون)، للمغنية السورية، “آصالة”.

حكاية عالمية..

رأت الصحيفة البريطانية أن عرض (ليلى والمجنون) يشبه دراميًا، إلى حد كبير، قصة حب “روميو وغولييت” المأساوية، حيث ينقسم العرض إلى خمسة فصول، وهما: حب وإنفصال، رفض الأبوين، حزن ويأس، حفل زفاف “ليلى”؛ ثم أخيرًا هلاك العشاق.

وأخذت الصحيفة في وصف العرض، حيث قالت أن الإثنى عشر راقص الذين أدوا العرض، كانوا يبدون وكأنهم  يطفون على خشبة المسرح بخفة ورشاقة وسط أنغام الموسيقى الإذربيغانية التي ملأت المكان. كان يجلس الموسيقيين وأمامهما مغنيان مع الآلات الموسيقية الآسيوية التي جعلت الصورة كاملة تبدو للرائي وكأنها قاعة “ديوان فاخرة”.

ويمثل شخصيات، “ليلى” و”قيس”، 5 ممثلون مختلفون، يظهر كل منهما في فصل، حيث ينتقل الوشاح الأبيض الذي يرمز لـ”قيس” من راقص إلى آخر؛ وينتقل الوشاح البرتقالي من الذي يرمز لـ”ليلى” من راقصة إلى أخرى، ويحاكون بحركاتهم غناء المطربة، “فرغانا قاسموفا”، ووالدها، “عليم قاسموفا”، وهو مؤدي غنائي إذربيغاني بارز وأحد منظمي “الأوبرا”.

ويتناوب الراقصون على الأدوار في العرض؛ والتي تتنوع بين دور الآباء والأصدقاء، أو ربما المجتمع. ويعتبر البعض أن القصة منتشرة وعالمية وترمز لحب كل جنس للآخر، بينما يعتقد بعضًا آخر أنها  تمثل بشكل أكبر التصوف والروحانية والإخلاص لله.

قال “موريس”: “قمت بتوزيع الأدوار لـ (ليلى والمجنون) على راقصين استعراضيين لتوضيح مرورهم عبر الزمن ومراحل نضج العلاقة، ولم يحتاج الممثلون للتلامس كثيرًا، لأن الأمر كان يتعلق فقط بالملاحظة وبإيلاء الاهتمام بكل الحواس”.

وعن اختيار ألوان الديكور، قال “موريس”؛ أن خاصية انفجار الألوان أضفت بعض العمق والدفء للتجربة: فالنساء كانوا يرتدين فساتين كاملة الطول بلون اللهب، والرجال يرتدون اللون النيلي، والموسيقيين يرتدون ملابس بألون من الذهب والبني، ويكمل الشكل ألوان الزمرد والقرمزي المنبثقة بحرية في خلفية الممثلين.

منتشرة في ثقافات متعددة..

تغلغلت قصة (ليلى والمجنون)، في الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا لمئات السنين؛ وهي موجودة على هذا النحو في التاريخ الشفوي “الهندوسي” و”الإسلامي” و”الصوفي” و”العلماني”، وكان من روج للقصة الشاعر الفارسي، “نظامي كنغوي”.

وتدور حول وقوع “قيس” و”ليلى” في حب بعضهما البعض منذ الطفولة، لكن أهل “ليلى” يجبرونها على الزواج من رجل ثري ثراءً فاحشًا وضحل فكريًا، تاركة “قيس” في عذاب شديد من تلك التجربة الأليمة في حبه لها، مما دفعه لتأليف أشعار عن حبه اليائس مع “ليلى”. ولم يجتمع الحبيبان قط رغم محاولاتهما المتكررة للقيام بذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب