26 أبريل، 2024 11:57 م
Search
Close this search box.

بذريعة استخدام “الكيماوي” .. واشنطن تستثمر معركة “إدلب” لتحقيق مكاسب خاصة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

“عملية إدلب”.. لن تكون بالسهلة؛ وإنما يتداخل عليها الكثير من الأطراف التي تحاول استثمارها سياسيًا للحصول على مكتسبات داخلية، حتى وإن كان ذلك على حساب أرواح المدنيين، فمع إقتراب شن “الجيش السوري” عملية عسكرية في “إدلب” لتحريرها من آخر معاقل لـ”جبهة النصرة” وباقي المعارضة السورية، توالت التهديدات المختلفة، ليس من الجانب الأميركي وحده، بشن ضربة عسكرية ضد سوريا، وإنما استخدمت ذريعة استخدام “الكيماوي” كواحدة من أسباب التدخل من جانب “فرنسا”؛ ليعلن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، استعداده لضرب “دمشق” في حال استخدامها للكيميائي، ومن قبله حاول وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، بتأليب المجتمع الدولي بنفس الذريعة؛ وهي استخدام “السلاح الكيميائي”، وذلك لوقف أي تقدم أمام “الجيش السوري” لينهي معركته الأخيرة لتحرير “إدلب” من الإرهاب.

إنذار بالرد على استخدام “الكيماوي”..

وأنذرت “واشنطن ولندن وباريس”، الثلاثاء الماضي، “النظام السوري”، بأنها “سترد بشكل مناسب على أي استخدام آخر للأسلحة الكيميائية”.

وأكّدت الدول الثلاث، في بيان وزعته بعثاتها الدائمة لدى “الأمم المتحدة” على الصحافيين في “نيويورك”، أن “موقفها من استخدام نظام، بشار الأسد، للأسلحة الكيميائية لم يتغير”.

وجاء الإنذار؛ بمناسبة الذكرى الخامسة للهجوم الكيمائي الذي شنه نظام “الأسد” على “الغوطة” الشرقية بريف دمشق، في 21 آب/أغسطس 2013.

ثم حذر مرة أخرى مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، “جون بولتون”، الأربعاء الماضي، بأن الولايات المتحدة سترد “بقوة شديدة” في حال استخدام “دمشق” أسلحة كيمائية في سياق هجوم للسيطرة على محافظة “إدلب”.

وقال “بولتون”، خلال مؤتمر صحافي في “القدس” المحتلة، إنه يأمل في أن تكون ضربات أميركية سابقة ضد “سوريا”، شكلت رادعًا عن استخدام أسلحة كيمائية، مضيفًا: “لتكن الأمور واضحة: إذا استخدم النظام السوري أسلحة كيمائية، فسنرد بقوة شديدة، ومن المستحسن بهم أن يفكروا مليًا قبل إتخاذ أي قرار”.

مدمرة أميركية تستعد لضرب “سوريا”..

وفي خطوة أميركية عملية تجاه ذلك؛ كشفت “وزارة الدفاع” الروسية عن وصول المدمرة الأميركية، “روس”، إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، وعلى متنها 28 صاروخًا من طراز (توما هوك)، التي تستطيع الوصول إلى جميع الأراضي السورية.

وقالت الوزارة الروسية، في بيان: إنه “في 25 آب/أغسطس وصلت مدمرة، “روس”، بالتزامن مع دخول مدمرة، “ساليفانز”، الأميركية؛ التي تحمل على متنها 56 صاروخًا مجنحًا إلى مياه الخليج سابقًا، بالإضافة إلى نقل قاذفة (B-1B) الإستراتيجية الأميركية، وهي تحمل 24 من صواريخ (JASSM) المجنحة من نوع “جو-سطح”، إلى قاعدة “العديد” الجوية في قطر”.

واعتبرت الوزارة الروسية أن التعزيزات الأميركية تأتي ضمن استعدادات “الولايات المتحدة” لإطلاق صواريخ مجنحة في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا “سوريا”.

استفزاز جديد..

وأضافت “وزارة الدفاع” الروسية؛ أن “هذه الإجراءات تتخذ في إطار استعدادات جارية للقيام باستفزاز جديد في محافظة إدلب السورية بذريعة هجوم كيميائي مفبرك”.

وأردفت الوزارة الروسية؛ بالقول: “هذه الاستعدادات تمثل دليلاً جديدًا على خطط الولايات المتحدة لاستغلال، “الهجوم الكيميائي”، المفبرك الذي يعده مسلحو “هيئة تحرير الشام”، (جبهة النصرة سابقًا)، في محافظة إدلب، بمشاركة نشطة للاستخبارات البريطانية”.

و”محافظة إدلب” هي أبرز معاقل فصائل المعارضة السورية و”هيئة تحرير الشام”، وهي ضمن مناطق خفض التوتر التي أقيمت خلال مفاوضات السلام في “آستانة”، برعاية “روسية-تركية-إيرانية”.

وحذرت “هيئة تحرير الشام”، (جبهة النصرة سابقًا؛ والمصنفة بالإرهاب)، من أن “النظام السوري” يستعد لشن هجوم على “محافظة إدلب”.

أسباب ومتغيرات الضربة الأميركية..

حول ذلك؛ يرى الباحث في القضايا الجيوسياسية والإستراتيجية، الدكتور “سومر صالح”، أن هذه التهديدات الأميركية بضربة عدائية ضد “سوريا” توضع ضمن ثلاثة احتمالات:

الاحتمال الأول: هو تهديد بعمل عسكري عدائي كامل لقلب الموازيين في المنطقة.

الاحتمال الثاني: هو التهديد الاستعراضي على شاكلة ضربات “مطار الشعيرات” العسكري، في نيسان/أبريل 2017، تعبيرًا عن الانسحاب النهائي من الأزمة، والتسليم برؤية وخطة “روسيا” للتسوية.

أما الاحتمال الثالث: هو عمل عسكري عدائي عرضي؛ للعودة إلى مسرح التسوية من البوابة العسكرية، ولفرض وجهة نظرها حول “جينيف” وليس “سوتشي”.

وأوضح “صالح”؛ أنه لترجيح أحد الاحتمالات علينا أن نبحث العلاقة التي تربط حدثين مهمين بمتغيرين هم: المتغير الأول: هو إجراءات عزل الرئيس الأميركي بعد صفعة، (كوهين-مانفورت)، أي انتهاك قانون تمويل الحملات والتهرب الضريبي لـ”مانفورت”. والمتغير الثاني: هو انتخابات “الكونغرس” الأميركي، في تشرين ثان/نوفمبرالمقبل.

ويؤثر حدثان مهمان على هذين المتغيرين؛ هما: الحدث الأول: “صفقة القرن” لترتيبات السلام المقترحة أميركيًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في 19 أيلول/سبتمبر 2018، والتي سيطرحها الرئيس “ترامب” من على منصة “الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

والحدث الثاني: هو التهديدات الأميركية ضد “سوريا”، والبيان الثلاثي أيضًا ضدها.

الاستثمار بالضغط العسكري..

وأضاف “صالح”؛ أنه “بربط الحدثين بالمتغيرين يتضح جلّيًا أن هدف الإدارة الأميركية هو الاستثمار بالضغط العسكري على “سوريا”، إضافة لاستثمار “صفقة القرن” لتحشيد اليهود والإيباك مع الكتلة الترامبية في انتخابات مجلس النواب الأميركي؛ تفاديًا لحدوث خرق انتخابي يؤثر على مستقبل “ترامب” سياسيًا، وبالتالي البدء بإجراءات العزل إذا نجح “الجمهوريين” بأغلبية النصف زائدًا واحد. هذا من جهة، ومن جهة أخرى تستثمر الإدارة الأميركية في الضغط عسكريًا على “سوريا” إعلاميًا وبالتحشيد العسكري.

ثانيًا؛ لتمرير “صفقة القرن” بمعنى التهديد بحرب ضد “سوريا”، إذا تمت الممانعة السورية لهذه الصفقة، بمعنى تمسك “سوريا” بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقوق الشعب الفلسطيني. فالتهديدات الأميركية، وإن بدت جدية، فهي لأغراض انتخابية وسياسية تريدها إدارة “ترامب”، ولكن، ماذا لو تم عزل الرئيس “ترامب”؛ حينها تصبح تلك التهديدات بداية لقلب الموازين العسكرية في الشرق الأوسط والإحتكاك مع “روسيا” بشكل مباشر. وبدأنا نرى إرهاصتها بانقلاب “البنتاغون” على اتفاقيات “هلسنكي” بعد 16/7/2018.

حماية الإرهابيين التابعين لهم..

من جانبه؛ كشف “عمار الأسد”، النائب بالبرلمان السوري، عن حقيقة هدف “الولايات المتحدة الأميركية” من توجيه ضربة جديدة داخل الأراضي السورية.

وقال “الأسد”؛ إن الهدف الحقيقي وراء الضربة الأميركية، التي ترددت بعض الأنباء عنها، تهدف لحماية الميليشيات الإرهابية والجماعات المسلحة في “إدلب”، خاصة أن “الولايات المتحدة” تلعب رأس الحربة بالنسبة للجماعات المسلحة في سوريا.

وتابع؛ أن الحلفاء الروسي تحدثوا عن “مسرحية كيميائية” جديدة تعد لها الجماعات المسلحة بمعاونة “جماعة الخوذ البيضاء” في “إدلب”، كما حدث في السابق في “خان شيخون” وفي “الغوطة” وكافة المناطق التي استخدم فيها “السلاح الكيميائي” من قبل الجماعات الموالية للدول المعادية، لإستدعاء “الولايات المتحدة” للتدخل المزعوم، وأن ما يتم الإعداد له خلال الفترة الحالية هو نفس السيناريو المتكرر لحماية حلفاء “الولايات المتحدة” من الإرهابيين على الأرض.

وأكد على أن التجهيزات العسكرية السورية التي تطوق “إدلب” ستحسم المعركة في وقت قريب، وأن مزاعم “أميركا” بتوجيه ضربة عسكرية لن تثني “الجيش السوري” والحلفاء عن عملية التحرير، التي لن تبقي أيً من الإرهابيين على التراب السوري بعدها.

وأوضح أن “تحرير إدلب سيحسم فشل مشروع تقسيم سوريا، الذي وضع من أجل حماية إسرائيل، وكانت تشرف عليه الإدارة الأميركية من خلال الإرهابيين التابعين لها ومن الكيان الصهيوني ومن بعض الدول التي تساند الإرهاب وتدعمه بكافة الأشكال المادية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب