خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خطوة قد تكون بمثابة الحل للأزمة القائمة بين “إيران” و”أميركا” بسبب “الاتفاق النووي”، إلا أنها ستكون أزمة كارثية بالنسبة لـ”إسرائيل”، أكد الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، خلال اجتماع الحكومة، أمس، بأن بلاده وافقت على مقترح “فرنسا” من أجل إنهاء الأزمة مع “الولايات المتحدة”؛ إذا ما قدمت ضمانات لبلاده، ولكن “الولايات المتحدة” أفشلت هذا المشروع، مضيفًا بأنه إذا وافقت “أميركا” على رفع كافة العقوبات عن “إيران” وبدأنا في تصدير “النفط” واستلام عوائده عندها تعود العلاقات طبيعية.
وأشار “روحاني” إلى أن الأوروبيون قالوا بأن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مستعد للعمل ضمن المقترح الفرنسي، ولكننا طالبنا بضمانات. للموافقة عليه.
وقال الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، في وقت سابق، إن الرسائل المتضاربة التي تتلقاها “إيران” من “الولايات المتحدة” فيما يتعلق بالعقوبات، تقضي على إمكانية إجراء محادثات ثنائية.
وقال “روحاني”، في كلمة أذاعها التليفزيون الإيراني على الهواء؛ إنه من غير المقبول أن يقول الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في العلن إنه سيكثف العقوبات، بينما تبلغ قوى أوروبية، “طهران”، في أحاديث خاصة باستعداده للتفاوض.
وكانت تقارير صحافية سابقة، نقلاً عن مصدر دبلوماسي، قد كشفت بأن رئيس فرنسا، “إيمانويل ماكرون”، تقدم بمقترح إلى نظيره الأميركي، “دونالد ترامب”، يقضي بالسماح لـ”إيران” بتصدير “النفط الخام” لفترة محددة في مقابل التوقف عن تخصيب (اليورانيوم).
تأتي موافقة “روحاني” على المقترح الفرنسي؛ بعد محادثات مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، على هامش “قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي”، في العاصمة الأرمينية، “يريفان”.
تعتقد بعدم امتلاكها شروطًا للحوار..
من جهته؛ أكد “بوتين”، على أن “إيران” تعتقد أنها لا تملك شروطًا متساوية للحوار مع “واشنطن”، لكنها بالتأكيد ترغب في تسوية العلاقات مع “الولايات المتحدة الأميركية”.
وقال “بوتين”، خلال كلمة ألقاها، أمس، في الجلسة العامة لأسبوع الطاقة الروسي: “إن إيران وبسبب العقوبات الأميركية، غير قادرة على تجسيد إمكانياتها، الأمر الذي يضر بالاقتصاد والطاقة العالميين، وتمتلك إيران إمكانات هائلة، فهي لاعب كبير جدًا في سوق الطاقة العالمي، لكن مع الأسف، بسبب سياسة العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية، لا يمكن لإيران أن تجسد قدراتها بشكل كامل، وفي رأيي، هذا ضار جدًا للاقتصاد العالمي ككل، وللطاقة العالمية، لأنها (العقوبات) لا توفر فرصة لضمان التشغيل المستقر لهذا القطاع”.
كما أكد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أن “روسيا” ضد إلقاء اللوم على “إيران” فيما يخص هجوم “أرامكو”، مشيرًا إلى عدم وجود أي دليل.
وقال “بوتين”: “ندين هذا، لكننا نعارض إلقاء اللوم على إيران، حيث لا يوجد دليل على ذلك”.
روسيا فرضت نفسها في الشرق الأوسط..
حول اللقاء؛ قال “فلاديمير ليبيخين”، مدير معهد الاتحاد الاقتصادي الأوروبي-الآسيوي: “إن مشاركة روسيا في جميع الأعمال المتعلقة بالشرق الأوسط؛ وإيران واعدة للغاية، التغيرات في السياسة الخارجية التي ترغب القيادة الأميركية في تحقيقها في الشرق الأوسط وإيران يتم تنفيذها من خلال المبادرة الروسية، لأن ترامب لا يستطيع القيام بذلك بشكل مباشر وهو الآن في موقف صعب، وخاصة أن الديمقراطيين يشنون حملة ضده عشية الانتخابات، لذلك يتعين على ترامب أن يتخذ قرارًا وخاصة بعد الهجوم على منشآت النفط السعودية الحليف للولايات المتحدة، وفي هذا السياق حصلت القيادة الروسية على ثقة من مختلف دول المنطقة، بعد مشاركتها في حماية السلطات الشرعية السورية، لذلك من الطبيعي أنه لا يمكن لأحد أن يعيد تنظيم المنطقة باستثناء بدون روسيا”.
مخاوف من الموقف الأوروبي المتجدد..
من جهته؛ قال الكاتب والإعلامي الإيراني، “محمد غروي”، أن: “روسيا لديها مواقف مشرفة تجاه إيران والاتفاق النووي، كما أدانت روسيا خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، ويبدو أن العلاقات تزداد عمقًا بين إيران وروسيا في هذا الإطار … إيران مطمئنة من الموقف الروسي فيما يخص الاتفاق النووي وهناك تنسيق دائم بين الأطراف في موسكو وطهران”.
ولدى سؤاله عن ثقة “إيران” بمواقف الدول التي تبقّت في صيغة “الاتفاق النووي”؛ اعتبر “غروي” أن: “إيران تضمن بعض هذه دول، لكن المخيف هو الموقف الأوروبي المتجدد”، مضيفًا أن: “الأوروبيون يقولون إن إيران يجب ألا تقلص تعهداتها في الاتفاق النووي، وفي الوقت نفسه يعتبرون إن الولايات المتحدة أخطأت عندما خرجت من الاتفاق”.
يعادي إسرائيل..
وكان موقع (Ynetnews) الإسرائيلي قد انتقد المقترح الفرنسي الذي يتم بموجبه تسليم خطوط ائتمان بنحو 15 مليار دولار لـ”إيران”، مقابل إمتثالها الكامل لـ”الاتفاق النووي”، وأكد الصحافي، “بن درير يميني”، في مقال على الموقع، أن العرض الفرنسي “المغري” يعادي “إسرائيل” في جوهره، لأنه يُعد بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لـ”طهران” حتى تثبت دعائمها أكثر في المنطقة، ما يعني المزيد من القواعد العسكرية في “العراق” و”سوريا”، ومساعدات أكثر لـ”حزب الله” ولعمليات “الحرس الثوري” خارج الأراضي الإيرانية، وفقًا لما ذكرته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية الروسية.
وزعم “يميني”، أن الموارد المالية التي استفادت منها “إيران”، عقب رفع العقوبات عنها في السابق، وُجهت لتطوير أنظمة الصواريخ (الباليستية) ودعم قوات “حزب الله” على حساب رفاهية الشعب الإيراني، مشيرًا إلى أن “العقوبات الأميركية”، التي فرضت على “إيران” قبل توقيع “الاتفاق النووي” سنة 2015، تسببت في أضرار وخيمة لاقتصاد البلاد، لكن اقتصاد “إيران” حقق نموًا بـ 12.3% في السنة التي تلت التوقيع.
إسرائيل قلقة من موقف واشنطن..
وأضاف أن الإسرائيليون “قلقون” من العرض الفرنسي، خاصة بعد تأخر “البيت الأبيض” في إبداء موقف رافض واضح تجاه المقترح، وفقًا لما ذكرته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية الروسية. وفي تعليقهم على المقترح الفرنسي، أكد مسؤولون في “البيت الأبيض” أنهم لم يروا لحد الآن أي مقترح ملموس من شأنه أن يتماشى مع “العقوبات الأميركية” المفروضة على “طهران”.
وكان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد قال في وقت سابق، إن “الولايات المتحدة” تسعى إلى تجاوز التوتر الحاد في العلاقات مع “إيران” عبر الدبلوماسية، مضيفًا، خلال كلمة ألقاها في جامعة “كانزاس” الشهر الماضي: “الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن أنه سيكون سعيدًا بلقاء القيادة الإيرانية. يمكن أن كلمة سعيد تمثل مبالغة لدرجة معينة، لكنه بالتأكيد مستعد للاجتماع معهم، لأننا، في نهاية المطاف، نسعى إلى حل هذه القضية بواسطة الدبلوماسية”.