10 أبريل، 2024 3:27 ص
Search
Close this search box.

بدعوته لمليونية الصلاة .. “الصدر” يلعب دور المنقذ وينذر بالتحول للمعارضة الشرسة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تصعيدية جديدة، دعا زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، إلى تنظيم وقفة سلمية غاضبة، من أجل بناء “عراق جديد”، وذلك لفشل الكتل الفائزة في البرلمان حسم الكتلة الأكبر؛ مما أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية في البلاد، بعدما حدد الرئيس العراقي، “فؤاد معصوم”، الاثنين المقبل، موعدًا لعقد الجلسة الأولى للبرلمان المنتخب.

وقال “الصدر”، في بيان له، الأربعاء 29 آب/أغسطس 2018، إن “المؤمنين في العراق يستعدون لإقامة صلاة موحدة، بمناسبة إقامة أول صلاة جمعة في مسجد الكوفة”، مضيفًا أنه: “على المؤمنين أن يهبوا لنصرة مرجعهم، ووليهم بكل هيبة ووقار”، طالبًا منهم إرتداء الأكفان كما لبسها وتدرع بها والده من الظالمين.

وخاطب “الصدر” أتباعه؛ قائلاً: “هبوا لنصرة مصلح العصر، محمد الصدر، وجمعته التي تمثل معركة الطف، التي أبى فيها المصلحون الضيم، هبوا لتقولوا قولتكم بكل سلم وسلام، هبوا بصلاة مليونية يرجف منها الفاسدون، هبوا لتقولوا قولتكم كلا للطائفية، وكلا للفساد وكلا للمحاصصة، وكلا للإرهاب وكلا للمحتل”.

ولفت “الصدر” إلى أن “العراق بحاجة ماسة لوقفة سلمية غاضبة تكون أول بوادر بناء عراق جديد، بعيد عن كل فاسد وظالم وكل معتد ومحتل أثيم”، داعيًا إلى “تلبية نداء الحوزة والمراجع”.

وأكد “الصدر” على “ضرورة نصرة الدين والعراق، لكي يجعل العراقيين أسيادًا لا ذيولاً تابعين للأجنبي والمحتل”.

دعوة مبطنة..

ويرى خصوم “الصدر” السياسيون أنها “دعوة مبطنة” لإمكانية النزول إلى الشارع ما لم تتشكل الحكومة وفقًا للرؤية التي يريدها “الصدر”، طبقًا لما قاله مصدر سياسي، طلب عدم الكشف عن اسمه، مبينًا في الوقت نفسه أن “الشعارات التي وردت في بيان الصدر، والخاصة بمحاربة المحتل، لا بد أن تنصرف إلى الولايات المتحدة التي هي قوة الاحتلال، غير أن واشنطن هي التي تدعم حاليًا تولي العبادي إلى ولاية ثانية، وهو ما يعني بالضرورة دعم محور نواة الكتلة الأكبر؛ الذي يتكون من النصر بزعامة العبادي وسائرون التي يدعمها السيد الصدر، بالإضافة إلى الحكمة والوطنية”.

لن ينفعهم بشيء..                           

وفيما لم يعلق أي مصدر صدري حول دعوة “الصدر” إلى صلاة مليونية، الجمعة، فإن عضو ائتلاف دولة القانون، “سامي العسكري”، كان قد اعتبر، في وقت سابق، أن تهديد زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، وتحالف “سائرون”؛ بالنزول إلى الشارع في حال عدم تمكنهم من تشكيل الحكومة الجديدة “لن ينفعهم بأي شيء”.

وقال “العسكري” إن “التهديد بالنزول إلى الشارع بغرض فرض إرادات معينة، لن ينفع بأي شيء، والجهات السياسية لن تلتوي ذراعها بهذه التهديدات إطلاقًا”.

وينافس “الصدر”، الداعم لتحالف “سائرون” ضمن تكتّل يضمّ حتى الآن تحالف “النصر”؛ بزعامة رئيس الوزراء الحالي، “حيدر العبادي”، و”تيار الحكمة”؛ بقيادة “عمار الحكيم”، وائتلاف “الوطنية”؛ بقيادة “إياد علاوي”، جبهة مضادّة تضم بالخصوص تحالف “الفتح”، الذي يعتبر ذراعًا سياسية لـ”الحشد الشعبي”، يتزعمه “هادي العامري”، قائد “منظمة بدر”، وائتلاف “دولة القانون”؛ بزعامة رئيس الوزراء السابق، “نوري المالكي”.

وعسّر تقارب النتائج التي أفرزتها الانتخابات العامّة، التي جرت في آيار/مايو الماضي، عملية تشكيل الكتلة الأكبر، وأبقت على حظوظ المتنافسين على ذلك شبه متساوية.

ويحاول كل طرف في قطبي التنافس الكبيرين استخدام “أوراق جانبية” ضدّ الطرف المقابل.

ومؤخّرًا اتهمت أطراف سياسية عراقية قادة بـ”الحشد الشعبي” باستخدامه في الضغط على رئيس الوزراء، من خلال التهديد بسحب مقاتلي “الحشد” من مناطق بشمال وغرب العراق، يشارك هؤلاء المقاتلون في حفظ الأمن بها بعد مشاركتهم في استعادتها من تنظيم (داعش).

ومن شأن ذلك؛ فيما لو تم تنفيذه، أن يمثّل إرباكًا كبيرًا لـ”حيدر العبادي” في فترة بالغة الحساسية يواجه فيها غضب المحتجين على سوء الأوضاع وتردّي الخدمات، بينما يشارك هو نفسه في المنافسة على تشكيل الكتلة الأكبر أملاً في الفوز بولاية ثانية على رأس الحكومة.

لعدم اشتراكه السابق في السلطة..

وما يزال زعيم التيار الصدري يمتلك قدرًا من الجماهيرية؛ مأتاها أنّ تياره لم يشارك بفعالية في السلطة ما يجنّبه تحمّل النتائج السلبية الكثيرة التي ترتّبت عن تجربة الحكم الجارية في العراق، منذ سنة 2003، والتي تثير غضب العراقيين من الطبقة السياسية.

لكن مأتى القدر الأكبر من جماهيرية “الصدر” هو سلطته الروحية المستمّدة من إرث أسرته ذات المكانة في مجال التدين الشيعي بالعراق.

وحتي الآن نجح تحالف “سائرون”، المدعوم من “الصدر” وشركائه الثلاثة في تشكيل ما سمّوه “نواة الكتلة الأكبر”، معبّرين عن ثقتهم في استكمال تشكيل تلك الكتلة. ونُقل، الأربعاء، عن عضو في “تيار الحكمة”؛ الشريك في تشكيل تلك النواة، قوله إنّ طرفين سياسيين آخرين، لم يسمّهما، إنضما إلى التحالف الرباعي.

وقال “محمد حسام الحسيني”: إن “هناك حراكًا سياسيًا متقدّمًا جدًا، وسيكون نضوجه أكبر قبل الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد” المقرّرة ليوم، الإثنين القادم.

المنافسون مدعومون من أميركا..

وفي المقابل بدأ محور “العامري-المالكي”؛ المدعوم من “إيران”، يشكو تعرّضه ما يسميه ضغوطًا خارجية ملمّحًا إلى أنّ منافسيه في محور “الصدر-العبادي-الحكيم-علاوي”، مدعوم “أميركا”.

وقال عضو ائتلاف دولة القانون، “عمار الشبلي”، الأربعاء، إنّ ضغوطًا تمارسها جهات خارجية وداخلية على بعض الكتل لمنعها من الإنضمام لمحور “دولة القانون” وائتلاف “الفتح”.

ويحاول المحور الأخير خلق رأي عامّ مضاد للمحور المقابل بإبراز اعتماده على دعم “واشنطن”.

احتجاج على تدخل أميركا في تشكيل الحكومة..

وفي الوقت ذاته؛ تظاهر العشرات، الأربعاء، أمام مدخل “المنطقة الخضراء” وسط “بغداد”، احتجاجًا على “تدخل” مبعوث الرئيس الأميركي، “بريت ماكغورك”، بمفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر.

وردد المتظاهرون هتافات “كلا كلا أميركا”، “كلا كلا إسرائيل”، وهددوا بعدم السكوت على “تدخل” السفارة الأميركية بتشكيل الحكومة، ودعوا الأطراف “المؤيدة” للسفارة إلى الكف عن ذلك.

واعتبر المتظاهرون أن “من يجلس مع ماكغورك، الذي جاء للعراق ليحرك الدمى الأميركية، خائن لدماء الشهداء”، محذرين “عملاء أميركا بأن إرادة الشعب ستزيلهم”.

يعكس حدة الأزمة..

المراقبون السياسيون في العاصمة العراقية، “بغداد”، يرون أن تزايد حدة الصراعات والخلافات قبيل إنعقاد جلسة البرلمان، والتي يتزامن معها تصاعد الضغط الأميركي والإيراني لجهة تشكيل الكتلة الأكبر التي تسجل يوم عقد الجلسة، إنما يعكس حدة الأزمة السياسية في ظل استمرار الفساد وتفاقم المخاطر من إمكانية عودة تنظيم (داعش) لشن هجمات جديدة.

سيكون معارضًا شرسًا إذا لم يشارك في تشكيل الحكومة..

كما يعتبرونها دعوة “الصدر” رسالة بأنّه في حال عدم نجاحه في المشاركة بتشكيل الحكومة الجديدة، وصعود خصومه مجدّدًا إلى السلطة، فسيكون معارضًا شرسًا لهم، وسيستخدم في ذلك الشارع الغاضب والمتحفّز بطبيعته للاحتجاج بفعل سوء الأوضاع المعيشية.

فيقول المحلل السياسي العراقي، “عصام الفيلي”: “إن السيد مقتدى الصدر بدعوته للصلاة المليونية، أراد أولاً إرسال رسالة دينية لإحياء نهج وتعاليم والده، ثانيًا أراد أن يوصل رسالة إلى الأطراف الأخرى أيضًا بأنه صاحب الحق في تشكيل الحكومة لكونه يملك المقاعد الأكثر، وبذلك هو يريد حكومة وطنية بعيدة عن أي ظروف وإملاءات خارجية، في وقت تتزاحم الإرادات الإقليمية بإتجاه تشكيل الحكومة”.

لإنقاذ الحياة السياسية الحالية..

وأوضح الدكتور “قصي المعتصم”، ممثل التظاهرات العراقية في الخارج، إن دعوة “الصدر” لمليونية الجمعة القادمة، تصب في دائرة إنقاذ الحياة السياسية الحالية التي ثار عليها العراقيون.

مضيفًا “المعتصم” أن “الصدر”؛ “لن يستطيع تغييرالنظام السياسي الحالي نظرًا لحجم الفساد الذي تعاني منه البلاد، والذي حولها إلى ما يشبه البيت الآيل للسقوط، لذا يجب أن يبنى هذا البيت من الأساس لأنه بني بشكل خاطيء ولا يمكن إصلاحه بأي من الطرق، فالجميع مشترك بالفساد”.

وأكد “المعتصم” على أن “إيران لن تسمح بإزاحة الموالين لها عن المشهد السياسي العراقي، وإنما جاءت دعوة الصدر الأخيرة لدعم الموقف الذي يؤمن به من الإصلاح والتغيير وحكومة خدمات جيدة ومحاسبة المفسدين، وتلك التظاهرة هي تأييد لما قدمه، لكن في الحقيقة أن الصدر لن يكون قادرًا على بناء النظام السياسي في العراق من جديد أو تكوين حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة الحزبية، والنظام السياسي الحالي عكس أمنيات ورغبات الصدر، فمكونات البرلمان ووجود الميليشيات بشكل كبير لن تسمح بحصوله على الأصوات لإحداث تغيير في الواقع السياسي والمفاهيم السائدة بالمجتمع العراقي اليوم”.

يلعب دور المنقذ..

وأوضح “المعتصم” أن “تحرك الصدر في تلك اللحظات الفارقة ناتج عن إحساسه بأنهم سيفقدون الحكم، لذلك يلعب الصدر دور المنقذ للوضع السياسي الراهن، وقد لعب هذا الدور عدة مرات في السابق، ومنع العملية السياسية من السقوط، والتي كان آخرها في العام 2015؛ عندما دخل البرلمان ومجلس الوزراء وأنقذ الحكومة في اللحظة الأخيرة”.

مشيرًا إلى أن “الوضع السياسي في تلك الفترة خطير جدًا ويأتي في أعقاب عمليات تزوير للانتخابات وتم تمريرها وتظاهرات في الشارع وبلد يفتقد كل شيء، والمحافظات الجنوبية جميعها تمثل وحدة متماسكة ضد هذا النظام السياسي والذي تتغير وتتبدل فيه الوجوة فقط دون إحداث تغيير حقيقي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب