20 يناير، 2025 12:58 ص

بدء انتخابات كردستان وسط خلاف مع بغداد وتوتر بالمنطقة  ‏

بدء انتخابات كردستان وسط خلاف مع بغداد وتوتر بالمنطقة  ‏

‏ بدا اكراد العراق صباح السبت الادلاء باصواتهم في انتخابات تشريعية لاختيار برلمان جديد لاقليم ‏كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، وسط خلافات متواصلة مع بغداد ومعارك تخوضها مجموعات ‏كردية في سوريا المجاورة.‏

وتنظم هذه الانتخابات في ظل تساؤلات حول مستقبل الاكراد الموزعين تاريخيا على مجموعة دول ‏متجاورة يبدي بعضها استعداده لمناقشة مطالبهم، بينما تعصف ببعضها الاخر صراعات دامية، معبدة ‏الطريق امام الاكراد لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية.‏
ويشارك اليوم 2,8 مليون كردي يتوزعون على محافظات الاقليم الثلاث، السليمانية واربيل ودهوك ‏الواقعة جميعها في شمال العراق، في العملية الانتخابية التي تشمل المنافسة على 111 مقعدا في ‏برلمان محلي يشرع قوانينه الخاصة.‏
وما ان فتحت صناديق الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (04,00 تغ)، حتى بدا ‏الناخبون الذين ارتدى معظمهم اللباس الكردي التقليدي التوافد الى مراكز الاقتراع.‏
وقال غازي احمد لوكالة فرانس برس بعدما ادلى بصوته في مركز انتخابي في اربيل “الوضع كان ‏سيئا خلال فترة حكم النظام البعثي”، في اشارة الى نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.‏
واضاف احمد (56 عاما) “الحياة افضل اليوم (…) ونامل بان تتحسن الاوضاع اكثر في المستقبل”.‏
وتركزت الحملة الانتخابية التي سبقت عملية الاقتراع على مكافحة الفساد، وتحسين مستوى الخدمات ‏الرئيسية، وكيفية انفاق العائدات النفطية.‏
وابرز الاحزاب المتنافسة في اول انتخابات في محافظات الاقليم الثلاث منذ اكثر من اربع سنوات، ‏حزبا الرئيس العراقي جلال طالباني الغائب عن الساحة السياسية لتلقيه منذ نهاية العام الماضي علاجا ‏في المانيا من جلطة دماغية اصيب بها ورئيس الاقليم مسعود بارزاني، الى جانب حركة التغيير ‏‏”غوران” بزعامة نوشيروان مصطفى الذي انشق عن حزب طالباني.‏
ويتوقع مراقبون ان يفوز الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني بالعدد الاكبر من مقاعد ‏البرلمان الجديد، في وقت يواجه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني منافسة من قبل ‏‏”غوران” خصوصا في ظل الغموض الذي يحيط بالوضع الصحي للرئيس العراقي (80 عاما).‏
وتسلط هذه الانتخابات الضوء على المحاولات الكردية على مدار السنوات الاخيرة التي تصب في ‏اتجاه الاستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد.‏
ويشكل التقدم الذي احرزه الاكراد في الاقليم، علامة فارقة مقارنة بالعقود المنصرمة التي كان ‏الناشطون الاكراد يواجهون فيها الاعدام في تركيا وسوريا وايران والعراق.‏
وقد سعت سلطات الاقليم الغني بالنفط الى بناء خط انابيب يربطها مباشرة بالاسواق العالمية، وعملت ‏في موازاة ذلك على تصدير النفط الى جارتها تركيا، ووقعت عقودا مع شركات اجنبية على راسها ‏اكسون موبيل الاميركية وتوتال الفرنسية.‏
ويعتمد الاقليم في سعيه هذا بشكل اساسي على صورته كمنطقة امنة في العراق، على عكس المناطق ‏الاخرى من البلاد التي تعاني من اعمال عنف يومية، وعلى اقتصاده الذي يشهد نموا سريعا.‏
وتثير محاولات الاقليم الكردي تحقيق استقلال نفطي واقتصادي وسياسي متزايد غضب حكومة بغداد ‏التي تخوض مع سلطاته صراعا متواصلا حول مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها محافظة ‏كركوك الغنية بالنفط والتي تحتضن خليطا من الاتنيات والقوميات.‏
في موازاة ذلك، يجد اقليم كردستان نفسه منخرطا في الصراع الدامي في سوريا المجاورة.‏
فقد دفعت الاشتباكات التي خاضتها الشهر الماضي مجموعات كردية مع اخرى جهادية تحاول ايجاد ‏ممر امن الى العراق، عشرات الاف الاكراد السوريين للجوء الى اقليم كردستان العراق.‏
وكان بارزاني هدد بالتدخل في الصراع في سوريا بهدف حماية الاكراد هناك، رغم ان المسؤولين ‏الاكراد يحاولون التقليل من وقع هذه التهديدات.‏
والى جانب برلمانه الخاص، يملك اقليم كردستان العراق قواته الامنية الخاصة ويعتمد تاشيرة دخول ‏مغايرة لتلك التي تعتمدها بغداد، بالاضافة الى مجموعة اخرى من المسؤوليات الرسمية التي تتولاها ‏حكومة الاقليم.‏
ورغم ان سلطات اقليم كردستان تزعم ان مواطني المحافظات الثلاث، تتمتع بحريات اكبر من تلك ‏التي يتمتع بها العراقيون في المناطق الاخرى، تتعرض هذه السلطات لانتقادات متزايدة وسط اتهامات ‏بانتهاك الحقوق.‏
وقبيل انطلاق الانتخابات، قتل شخص واصيب اخرون بجروح في هجوم طال مناصرين لحركة ‏‏”غوران”. ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة