19 أبريل، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

بخطوة إستباقية .. “واشنطن” تتفق مع “تركيا” على وقف إطلاق النار مع الأكراد دون رغبة “دمشق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فيما يبدو أنها خطوة لضرب المصالح الروسية في “سوريا”، بعدما كثر الحديث حول التقارب (السوري-الكُردي) برعاية روسية، قامت “أميركا” بخطوة إستباقية تثبت من خلالها استمرار وجودها رغم إعلانها انسحاب قواتها أيضًا لحفظ ماء وجهها بسبب ما تعرضت له من ملامة علي هذا القرار، وفيما يبدو تراجعًا واضحًا من جانب الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، عن موقفه المتعنت من استمرار عمليته العسكرية الدموية ضد الأكراد، والذي يعزو البعض السبب الأساس لهذا التراجع هو دخول الجيش السوري لأول مرة من 7 سنوات إلى الشمال السوري لمواجهة الغزو التركي بهذه المنطقة، حيث أعلن نائب الرئيس الأميركي، “مايك بينس”، وقف “تركيا” للعملية العسكرية في شمال “سوريا”، خلال 5 أيام.

وقال “بينس”، في مؤتمر صحافي في العاصمة التركية، “أنقرة”، إنه توصل لاتفاق مع الجانب التركي، بعد مفاوضات استمرت لخمس ساعات، لإنقاذ ملايين الأرواح في شمال “سوريا”، وبموجب الاتفاق، فإن القوات التركية ستنسحب إلى نحو 20 ميلًا من الحدود (التركية-السورية).

وبحسب ما أعلنه نائب الرئيس الأميركي؛ فإن الاتفاق يسمح لـ”وحدات حماية الشعب” الكُردية الانسحاب من “المنطقة الآمنة” في شمال “سوريا”.

وأكد “بينس”، في المؤتمر الصحافي، أنه لن يكون لـ”الولايات المتحدة” أي جنود على الأرض في شمال “سوريا”، مشددًا على موقف بلاده الرافض للعملية العسكرية التركية في شمال “سوريا” منذ بدايتها.

إلغاء العقوبات شرط وقف إطلاق النار..

وفيما يتعلق بالعقوبات، التي كان من المنتظر أن تقرها “الولايات المتحدة” على “أنقرة”، أعلن أن الاتفاق الجديد مع الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بوقف إطلاق النار، سيلغي كافة “العقوبات الأميركية” على “تركيا”.

وفي إجابته على سؤال، عما قدمته “الولايات المتحدة” من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق، أكد نائب الرئيس الأميركي، على أن بلاده لم تقدم سوى التراجع عن العقوبات الاقتصادية الأميركية على “تركيا”.

واعتبر نائب الرئيس الأميركي؛ أن: “ما تم الاتفاق عليه سيخدم مصلحة الأكراد في سوريا ويؤسس لمنطقة عازلة طويلة الأمد”.

وكشف “بنس” عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تضمن البنود التالية :

– وقف “تركيا” العملية العسكرية للسماح بانسحاب “وحدات حماية الشعب” الكُردية خلال 120 ساعة.

– “الولايات المتحدة” ستعمل مع الوحدات الكُردية لتأمين انسحابها بعمق 32 كيلومترًا، (20 ميلًا)، عن الحدود (السورية-التركية).

– الاتفاق يتضمن عدم دخول “تركيا” في عمل عسكري بمدينة “كوباني” السورية التي دخلتها قوات سورية.

– إنهاء العملية العسكرية التركية عند إكتمال انسحاب الأكراد.

– “الولايات المتحدة” لن يكون لها جنود على الأرض في “سوريا”.

– “أميركا” و”تركيا” تلتزمتان بالتوصل لاتفاق سلمي بشأن “المنطقة الآمنة” في “سوريا”، يضمن أمن “أنقرة” والأكراد.

– حماية الأقليات في شمال “سوريا”، وحماية السجون هناك.

– هزيمة تنظيم (داعش) هو الهدف المشترك.

– “الولايات المتحدة” تتراجع عن فرض عقوبات إضافية على “تركيا”.

أنقذ أرواح الأكراد..

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد قدم الشكر للرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، على خلفية التوصل لاتفاق بين نائبه والرئيس التركي.

وكتب “ترامب”، في تغريدة له على (تويتر)، قبيل لحظات من المؤتمر الصحافي لنائب الرئيس الأميركي: “نبأ عظيم من تركيا. أخبار المؤتمر قريبًا، بينس وبومبيو، شكرًا لإردوغان، سيتم إنقاذ ملايين الأرواح”.

وغرد مرة ثانية قائلًا: “هذه الصفقة كان لا يمكن أن تتم قبل 3 أيام. إذ كانت تستلزم وجود بعض الحب (الصعب) لإنجازه. إنه أمر عظيم وفخور بالجميع !”.

كما اعتبر “​دونالد ترامب” أن الاتفاق على وقف إطلاق النار في “سوريا” مع تركيا “نتيجة مذهلة”، وأنه “أنقذ أرواح الأكراد”.

ووصف “ترامب”، نظيره التركي “إرودغان”، بأنه: “رجل صعب المراس، (عنيد)، وقد فعل الشيء الصحيح”، مضيفًا إن: “إردوغان صديق لي؛ وأنا سعيد لأننا لم نواجه مشكلة لأنه بصراحة زعيم فذّ”.

وقال وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، إن الاتفاق مع تركيا “نجاح كبير وسينقذ حياة الملايين”.

اتفاق غامض.. و”إردوغان” معتدٍ ينشر فكر “الإخوان”..

وفي أول تعليق منها على الاتفاق (الأميركي-التركي) على وقف إطلاق النار شمال شرق “سوريا”، اعتبرت “دمشق” أنه غامض، واصفًة رئيس تركيا، “رجب طيب إردوغان”، بأنه: “معتدٍ ينشر فكر الإخوان المسلمين”.

وقالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية، “بثينة شعبان”، في حديث لقناة (الميادين)، مساء أمس، إن: “الاتفاق (الأميركي-التركي) المعلن غامض”، مضيفة أن: “مصطلح منطقة آمنة غير صحيح، فهي ستكون منطقة محتلة”.

وأشارت “شعبان” إلى أن: “العالم برمته وقف ضد العدوان التركي على سوريا”، مشددًة على أن “إردوغان”؛ “رجل خطير ومعتدٍ تجب مواجهته”.

وأضافت: “إردوغان ينشر فكر الإخوان المسلمين في المنطقة وفي أوروبا. وهو بالنسبة لنا محتل لأرضنا وهو معتدٍ على بلادنا”.

واعتبرت مستشارة الرئيس السوري أنه: “لولا مساعدة تركيا؛ لما وصل آلاف الإرهابيين إلى سوريا”، مشددة على أن اتفاقية أضنة، المبرمة بين تركيا وسوريا عام 1998، يمكن أن تحل المشكلة على الحدود إذا كان إردوغان يريد فعلًا الحل”.

ولفتت إلى أن: “دمشق تعتبر أن كل السوريين يجب أن يدافعوا عن بلدهم ضد الغزاة”، فيما أردفت أن الخطوات التي إتخذت في العلاقة مع “قوات سوريا الديمقراطية” هامة وليس مطلوبًا حل كل المشاكل دفعة واحدة.

وتابعت: “لا يمكن أن تقبل دمشق بنسخ نموذج كُردستان العراق في بلدنا، ومعظم الأخوة الأكراد جزء عزيز من الشعب السوري”.

ووجهت “شعبان” انتقادات إلى مواقف العالم العربي تجاه بلادها، قائلة إن: “العدوان على سوريا هو نتاج السياسات العربية الفاشلة”.

وأوضحت مستشارة الرئيس السوري: “لا توجد رؤية إستراتيجية للسياسة العربية؛ بل ردود أفعال تجاه تركيا بسبب الخلاف معها”.

استعداد كُردي للإلتزام بالاتفاق..

إلا أن الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، “رياض درار”، عبر، أمس، لوكالة (سبوتنيك) الروسية عن وجهة نظره حول الاتفاق (الأميركي-التركي)، قائلًا أن: “تفاصيل الاتفاق لم تصلنا بعد، لكن ما يهمنا هو وقف إطلاق النار وخروج كافة المقاتلين الذين دخلوا للأراضي السورية … حتى الآن الحديث هو فقط بين نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية التركي؛ ولم تصلنا التفاصيل”.

وأضاف المتحدث: “المهم بالنسبة لنا هو التوصل لاتفاق لا يتضرر منه أحد، ووقف إطلاق النار لاستمرار حالة الأمان لشعبنا”.

وتابع: “نحن على بُعد 5 كيلومتر وفي بعض المناطق 14 كيلومتر، وليس لدينا مشكلة في الإبتعاد لنقاط أبعد قليلاً لحماية أهلنا … حتى الآن لم يتوقف إطلاق النار؛ وحتى عندما تحدث بينس كان هناك إطلاق صواريخ على مشفى”.

وختم “درار” قائلاً: “الأميركان تواصلوا مع قادتنا العسكريين ولا يفعلون أي شيء دون التواصل مع قيادات (قسد)”.

من جهته؛ أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية، “مظلوم عبدي”، استعداد قواته للإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار، قائلًا في اتصال هاتفي مع قناة (روناهي) الكُردية: “نحن مستعدون للإلتزام بوقف إطلاق النار”، حسب ما ذكرت وكالة (فرانس برس).

وأوضح أن الاتفاق يشمل المنطقة الممتدة بين “رأس العين”، (شمال الحسكة)، و”تل أبيض”، (شمال الرقة)، حيث شنت “تركيا” هجومها، لافتًا إلى أنه لم تتم مناقشة مصير بقية المناطق.

كما صرح ممثل الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، “شفان خابوري”، لـ (سكاي نيوز عربية)، بأنهم ينظرون إلى اتفاق وقف إطلاق النار بـ”إيجابية”، كونه سيحقن دماء المدنيين.

من الجهة الضامنة ؟

هذا؛ وقال المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية، “أمجد عثمان”: “أستمعت لما قاله الرئيس الأميركي عقب إعلان الاتفاق، وحقيقة أجد أن المديح الذي يكيله ترامب، لإردوغان، بهذه البساطة يدعو إلى الاستغراب.. الأمور ما تزال غير واضحة حتى الساعة”.

وأضاف أنه: “سيتم إصدار بيان رسمي لإعلان موقفنا من هذا الاتفاق.. لا أود هنا أن أرتجل المواقف قبل أن تتضح الصورة بشكل كامل”.

وأردف قائلًا: “وقف إطلاق النار والحديث عن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية غير مفهوم.. هل هناك صفقة جديدة بين ترامب وإردوغان ؟”.

كما تساءل عن الجهة الضامنة لهذا الاتفاق، وما إذا كان سيشهد “تلاعبات”، على حد قوله.

الاتفاق على جمع الأسلحة وتدمير المواقع وليس وقف إطلاق النار..

فيما قال وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، إن “أنقرة” اتفقت مع “أميركا” على جمع الأسلحة الثقيلة من “وحدات حماية الشعب” الكُردية، (قسد) وتدمير مواقعها.

وأوضح “غاويش أوغلو”، في تصريحاته نقلتها وكالة (رويترز)؛ أن هذا لا يمكن وصفه بأنه: “وقف لإطلاق النار”، مضيفًا “الهدنة تعقد بين جانبين مشروعين فقط”.

وأردف: “أوقفنا العملية فقط، من أجل مغادرة المنظمة الإرهابية للمنطقة الآمنة”.

وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده ستناقش مع “روسيا” وضع “منبج” ومناطق أخرى.

وقال “غاويش أوغلو” إن “تركيا” علقت عملية “نبع السلام” لمدة 120 ساعة، ليتم خروج (قسد) من “المنطقة الآمنة”.

وأردف: “توصلنا إلى تفاهم مع الجانب الأميركي حول سيطرة تركيا بشكل كامل على المنطقة الآمنة”، وأن تمتد “المنطقة الآمنة” لعمق 32 كيلومترًا في “سوريا”؛ من “شرق الفرات” وحتى الحدود العراقية.

وكان الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قد أعلن أن بلاده أطلقت عملية عسكرية باسم “نبع السلام”، شمال شرقي “سوريا”، “لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين”، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” الكُردية، التي تعتبرها، “أنقرة”، ذراعًا لـ”حزب العمال الكُردستاني” وتنشط ضمن “قوات سوريا الديمقراطية” التي دعمتها “الولايات المتحدة” في إطار حملة محاربة (داعش).

وجرى إطلاق هذه العملية، التي تعتبر الثالثة لـ”تركيا” في “سوريا”، بعد أشهر من مفاوضات غير ناجحة بين “تركيا” و”الولايات المتحدة” حول إقامة “منطقة آمنة” شمال شرقي “سوريا” لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد سلميًا، لكن هذه الجهود لم تسفر عن تحقيق هذا الهدف بسبب خلافات بين الطرفين حول عمل هذه الآلية.

وبدأت “تركيا” تنفيذ عمليتها الجديدة بعد إعلان “الولايات المتحدة”، عن سحب قواتها من شمال شرقي “سوريا” بقرار من الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في خطوة انتقدها الأكراد بشدة على الرغم من وعده بتدمير اقتصاد “تركيا” حال “تجاوزها الحدود”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب