25 أبريل، 2024 5:32 م
Search
Close this search box.

“بحر إيغه” .. يؤجج الاستفزازات “التركية-اليونانية” بتهديدات متبادلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

استمرارًا لمسلسل الاستفزازات “التركية-اليونانية”، التي ما تلبث أن تسكن قليلاً لتعود إلى الأثارة من جديد، والتي كان آخرها ما دعا به وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو”، اليونان، إلى “ضبط” وزير دفاعها، “بانوس كامينوس”، الذي وصفه بـ”الطفل المدلل”، لمنع وقوع أي حادث مع القوات التركية في “بحر إيغه”.

قائلاً، خلال مؤتمر عقد، الأربعاء الماضي، في مقر رئاسة “أكاديمية خفر السواحل” و”قوات الدرك”، في العاصمة التركية، “أنقرة”، متطرقًا إلى المفاوضات حول “قبرص”: “إن الذين يحلمون بحل دون أي ضامن أو تواجد عسكري، نؤكد لهم: أستيقظوا، أنتم تحلمون”.

وتابع؛ وزير الخارجية التركي، مهاجمًا “كامينوس”: “نوجه تحذيرًا لليونان. لديكم طفل مدلل، تسمونه وزيرًا لدفاعكم. أضبطوا طفلكم المدلل، لكي لا يقع أي حادث تنخرط فيه قواتنا، ولذلك نقوم بهذا التذكير”.

لن تسمح بفرض أمر واقع في “بحر إيغه”..

وشدد “تشاووش أوغلو” على أن “تركيا”؛ لن تسمح أبدًا بفرض أمر واقع في “بحر إيغه”، واعتبر أن هذا التحذير “ودي للغاية”، من جانب “تركيا” لـ”اليونان”.

وأردف قائلاً: “إطلاق خطابات تزيد التوتر أو قيام بزيارة صخرة أو جزيرة صغيرة؛ لن تجلب لكم أية فائدة، ولذلك نقوم باللازم إزاء حماية مصالحنا في مسألة تقييم احتياطي المحروقات على وجه الخصوص في بحر إيغه والبحر المتوسط”.

تركيا تنقب في المنطقة الاقتصادية..

وأضاف؛ أن “تركيا” تنفذ، في الوقت الراهن، أعمال تنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وفي المناطق التي دعتها إليها “جمهورية شمال قبرص التركية”، المعلنة بطرف واحد، والمعترف بها فقط من قِبل “أنقرة”.

مشيرًا إلى أن بلاده، كانت في السابق، تجري أعمال التنقيب عبر سفينة “بربروس خيرالدين باشا”، أما اليوم فلديها منصة تنقيب، وشدد على أن سلطات بلاده ستحمي حقوق “تركيا” و”القبارصة الأتراك” في شرق المتوسط وفي “بحر إيغه” حتى النهاية.

تركيا تخترق الحدود الجوية في “بحر إيغه”..

جاءت تصريحات “وزير الخارجية التركي”؛ ردًا على اتهامات وجهها “كامينوس”، إلى “تركيا”، باختراق الحدود الجوية في “بحر إيغة”، حيث أعلنت “هيئة الأركان اليونانية”، الاثنين 17 كانون أول/ديسمبر 2018، إنتهاك “سلاح الجو التركي” للأجواء الوطنية.

وبحسب العسكريين اليونانيين؛ فإن مجموعة من الطائرات الحربية التركية، (طائرتان من طراز F-4 وطائرتان من طراز F-16)، حلّقت فوق جزيرتي “أنثروبوفاغوس” و”ماكرونيسي”، في الجزء الشرقي من “بحر إيغه”.

وأشارت “هيئة أركان الجيش”، إلى أن مقاتلات يونانية أقلعت لإعتراض الطائرات التركية؛ بعد التعرف على هوية الأخيرة، وتم طردها من أجواء “اليونان” وفقًا للقواعد الدولية.

خلاف “تركي-قبرصي” حول الموارد الطبيعية..

ومنذ العام 1974؛ تعاني “الجزيرة القبرصية” من الانقسام بين شطرين، وهما ما يسمى بـ”جمهورية شمال قبرص الشمالية” و”جمهورية قبرص”، المعترف بها دوليًا، والتي تقطنها أغلبية يونانية.

ويشكل الخلاف بين “تركيا” و”قبرص”، حول الموارد الطبيعية في “البحر المتوسط”، عاملاً ملموسًا يعقد الجهود لإعادة توحيد الجزيرة بعد إنهيار المفاوضات الأخيرة، التي أجريت العام الماضي لحل النزاع المستمر، منذ 44 عامًا.

إعلان جزيرة قريبة من تركيا منطقة اقتصادية..

ومنذ أسبوعين؛ أعتزمت “اليونان” الإعلان عن جزيرة، تبعد عن الشواطيء التركية مسافة ميل فقط، منطقة اقتصادية خالصة لها.

وقال وزير الدفاع اليوناني، “بانوس كامينوس”، إن جزيرة “كاستيلوريزو” الصغيرة، على بُعد 1.6 كم من الساحل التركي، “لها أهمية خاصة لاقتصاد بلدنا”، وفق ما ذكرت صحيفة (حرييت) التركية، الجمعة 21 كانون أول/ديسمبر 2018.

وأضاف الوزير أن “اليونان” تسعى إلى استغلال “الغاز الطبيعي” الموجود في الجزيرة، مشيرًا إلى أن الجزيرة تحتوي على حقول غاز كبيرة، تلبي احتياجات الأجيال القادمة.

ويبلغ عدد سكان الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 12 كيلومترًا مربعًا، حوالي 500 شخص فقط، وتقع ضمن المناطق والجزر المتنازع عليها في “بحر إيغة”، بين “آثينا” و”أنقرة”، منذ سنوات.

وعادة ما تشكل العديد من الجزر سببًا للخلاف بين “اليونان” و”تركيا”، وكان آخر مظاهره بدء “أنقرة” الحفر في شرق البحر المتوسط مؤخرًا؛ بحثًا عن “الغاز”، الأمر الذي أثار غضب “اليونان”.

وفي 14 كانون أول/ديسمبر 2018، شدد وزير الدفاع التركي، “خلوصي أكار”، على أهمية حماية حقوق “تركيا” في “بحر إيغه” و”شرق البحر المتوسط”، في رسالة على ما يبدو موجهة لأي تحرك يوناني في المنطقة.

قائلاً، خلال احتفال في “أنقرة”: “سنواصل حماية حقوقنا في بحر إيغه وفي شرق البحر الأبيض المتوسط”.

وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي، قال وزير خارجية اليونان الأسبق، “نيكوس كوتزياس”، إن بلاده تخطط لتوسيع مياهها الإقليمية في جنوب “بحر إيغه”، لكنها لم تذكر منطقة اقتصادية بعينها.

تحذير من محاولة الهيمنة الاقتصادية..

وكان الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قد تعهد، خلال شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بعدم سماح بلاده لأي جهة بالهيمنة على مناطق في شرق المتوسط، محذرًا “اليونان” و”جمهورية قبرص” من تداعيات “سلوكهما المتهور”.

وقال “إردوغان”، في كلمة ألقاها في “أنقرة” أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا: “السلوك المتهور لليونان وإدارة قبرص الرومية في شرق المتوسط؛ بات يُشكل مصدر خطر وتهديد عليهما بالدرجة الأولى”.

وأضاف أنه: “لن نساوم على مبادئنا على الإطلاق في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، ولا في أي منطقة أخرى”.

مشددًا على أنه: “لن نعطي فرصة للساعين إلى الهيمنة السياسية والاقتصادية على مناطق لا حقوق لهم فيها في البحر المتوسط”.. “هؤلاء الذين يرتجفون من أزمات تدفق اللاجئين، فجأة يستأسدون عندما يتعلق الأمر بالنفط والغاز والمصالح السياسية”.

مؤكدًا تصميم “تركيا” على استخدام حقوقها المنبثقة عن “القانون الدولي” بالكامل، وإلزام حدود كل من يحاول عرقلة ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب