20 أبريل، 2024 12:28 م
Search
Close this search box.

بحثًا عن موطيء قدم .. “أميركا” تسعى لفرض نفسها على “جنوب اليمن” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة لإيجاد موطيء قدم لها في الجنوب اليمني، أبلغ الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، “الكونغرس”، في بلاده بنشر عدد صغير من القوات الأميركية في “اليمن”؛ للقيام بعمليات ضد تنظيم (داعش) الإرهابي.

وأضاف “ترامب”، في رسالة لـ”الكونغرس”، الأربعاء الماضي، أن الجيش الأميركي يقدم المشورات العسكرية والمعلومات اللوجيستية للقوات اليمنية التي تقاتل الميليشيا الحوثية، وأن “الولايات المتحدة” تدعم العمليات التي تشنها الحكومة اليمنية وشركاؤها الإقليميون لتطهير محافظة “شبوة” اليمنية من تنظيم (القاعدة) الإرهابي.

يُذكر أن “البيت الأبيض” كان قد أعلن، في نيسان/إبريل الماضي، أن “ترامب” استخدم حق النقض، ضد قرار لـ”الكونغرس” يسعى لإنهاء الدعم الأميركي للحرب التي تخوضها قوات “التحالف العربي” في “اليمن”.

تصريحات أميركية تدافع عن انفصال الجنوب..

في الوقت ذاته؛ نشر المحلل السياسي، “هاني مسهور”، تصريحًا هامًا لسيناتور أميركي عن أهمية انفصال “جنوب اليمن”، وهو الأمر الذي ينبيء بنوايا “واشنطن” المستقبلية تجاه الجنوب.

وقال في تغريدة عبر (تويتر) أن: “السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، قال لصحيفة (نيويورك تايمز): خطة سلام في اليمن تقتضي منح جنوب اليمن الانفصال ودعمه وتأهيله اقتصاديًا وسياسيًا وإعطاء الأولوية لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة المدعومة من إيران حفاظًا على الممر المائي العالمي”.

عبء جديد على الجنوب..

دعوة “ترامب” هذه؛ شكلت مفاجأة للجنوبيين، الذين يرون أن قضيتهم كادت تضيع وسط زحام التناحر العسكري الدائر منذ 5 سنوات على أراضيهم.

فيرى المراقبون أن تلك الدعوة تمثل عبئًا جديدًا على الجنوب، فيقول “رائد الجحافي”، الناشط والحقوقي الجنوبي، إن إعلان الرئيس الأميركي يُشكل مفاجأة كبيرة للداخل والخارج بدعوته لـ”الكونغرس” الأميركي لإرسال قوة أميركية لمحاربة تنظيم (القاعدة) في “اليمن”؛ التي يقصد بها مناطق الجنوب، بالإضافة إلى محافظة “البيضاء”.

مضيفًا “الجحافي”؛ أن الدعوة في هذا التوقيت الخطير، عقب ساعات من إطلاق صاروخ على مطار “أبها” السعودي من قِبل “الحوثيين”؛ وبعد أيام من ضربات مشابهة استهدفت مطارات ومنشآت حيوية في “السعودية” و”الإمارات”، يقابل كل هذا التحول في سياق الحرب الميدانية بين “الحوثيين” ودول “التحالف السعودي-الإماراتي”؛ أيضًا تصعيد واسع بين دول المنطقة والدول الكبرى المتصارعة أبرزها “واشنطن” و”طهران”، إلى جانب اشتداد الحرب الاقتصادية بين “أميركا” و”الصين” وإتجاه الوضع العالمي بشكل عام نحو صراع آخر، وإن كان يشبه ذات الصراع الذي إتخذ من “سوريا” مسرحًا له طيلة ثمان سنوات تقريبًا، لتطرح تساؤل حول مجريات الأوضاع خلال المرحلة القادمة.

محاولة للتدخل تحت ذريعة الحرب على الجماعات الإرهابية..

وأوضح “الجحافي” أنه؛ بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب بين “الحوثيين وخصومهم”، بمساعدة “السعودية” و”الإمارات العربية المتحدة”، وفشل جميع الجهود التي حاولت “الأمم المتحدة” القيام بها في “اليمن”، بالتأكيد يدفع حلفاء “السعودية”، ومنهم “واشنطن”، لمحاولة التدخل تحت ذريعة الحرب على الجماعات الإرهابية.

ويقول: “لكن قد تكون في حقيقتها تأتي ضمن السباق المحموم للهيمنة على باب المندب وميناء عدن؛ ضمن الصراع الاقتصادي العالمي، كل تلك التحولات قد تحول الجنوب إلى مسرح للصراع الدولي شبيه بما يحدث في سوريا وليبيا وغيرها من الدول التي غرقت في الصراع والعنف”.

وأشار “الجحافي” إلى أنه كان بإمكان “الرياض” التعاطي مع مجريات الحرب في “اليمن” من منطلق آخر أكثر فاعلية يتمثل في دعم الجنوبيين وتقديم كل ما يلزم من أسلحة نوعية وفاعلة وتتركهم لشن الحرب تحت عنوان قضيتهم الجنوبية المتمثلة لمطالبتهم باستعادة دولتهم المستقلة، وفي نفس الوقت التعاطي مع القوى الحليفة لها في الشمال بمعزل عن الجنوب، لكن الصورة اليوم أتضحت أكثر بدعوة “ترامب”، وفي حال أرسلت “واشنطن” قواتها؛ فإنها ستتخذ من مناطق ومحافظات الجنوب مكانًا لها ولعملياتها العسكرية القادمة.

من جانبه؛ قال “منصور صالح”، المحلل السياسي اليمني، إن الغريب في تصريحات “ترامب” هو إن “الولايات المتحدة” تنفذ، منذ ما يقرب من عشرة أعوام، عمليات متواصلة ضد (القاعدة) و(داعش) في “اليمن”، وبالاتفاق مع الحكومات اليمنية المتعاقبة منذ عهد “صالح”، وخلال هذه الفترة نجحت في إصابة الكثير من الأهداف واغتالت عناصر بارزة في التنظيم.

للحصول على موطيء قدم..

معتقدًا أن الإدارة الأميركية ليست بحاجة للتواجد على الأراضي اليمنية لكي تحارب التنظيمات المتطرفة، في ظل وجود قواعد عسكرية تتبعها في المنطقة، لكن على ما يبدو أن الهدف أكثر من أن يكون خاصًا بمحاربة (القاعدة) و(داعش)؛ وإنما يتجاوزه إلى الحصول على موطيء قدم في “اليمن”، والذي بدا واضحًا أن العالم ينظر إليه بصفته “تركة الرجل المريض”، لإقتسام النفوذ فيه بعد وفاته، شجعها في ذلك حالة الحرب المشتعلة منذ خمس سنوات وهزالة وفشل السلطة الشرعية في “اليمن”.

لافتًا إلى أن: “الصراع  الأميركي مع إيران يُشكل أيضًا سببًا لحرص، ترامب، على تقليم أظافر طهران في المنطقة؛ ومنها اليمن عبر وجود قوات أميركية على الأرض في اليمن ودول عربية أخرى، وأن كان تحت مسمى محاربة (القاعدة) و(داعش)”.

وأشار المحلل السياسي اليمني إلى أنه إذا أرادت “أميركا” محاربة (القاعدة) بجدية؛ فيمكنها دعم شركائها في محاربة الإرهاب، ومنهم القوات الأمنية الجنوبية التي حققت نجاحًا كبيرًا في هذا المجال، كما يمكنها الضغط على القوى اليمنية الداعمة للإرهاب، وهي قوى معروفة وتعمل في الضوء باعتبارها جزء من الشرعية اليمنية، و”أميركا” تعرفها جيدًا.

وتقود “السعودية” تحالفًا عسكريًا لدعم قوات الرئيس، “هادي” لاستعادة حكم البلاد، منذ 26 آذار/مارس 2015، ضد “الحوثيين” والعديد من المليشيات والتنظيمات الإرهابية الأخرى، الذين يسيطرون على العاصمة، “صنعاء”، إستجابة لنداء ودعوة الحكومة الشرعية في “اليمن”.

وعلى مدى أربعة أعوام من الحرب في “اليمن”.. نجحت قوات التحالف في تمكين قوات الشرعية من استعادة عدد كبير من المدن والمحافظات اليمنية من سيطرة “الحوثيين”، إلى جانب تطهير العديد من المدن والقرى من فلول وعناصر تنظيمي (القاعدة) و(داعش) في “اليمن”.

وأدى النزاع الدامي في “اليمن”، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.

كما أسفر، بحسب إحصائيات هيئات ومنظمات أممية، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين، فضلًا عن تردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة، خاصة “الكوليرا”، وتراجع حجم الاحتياطيات النقدية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب