وكالات- كتابات:
تصاعدت هجمات تنظيم (داعش) الإرهابي؛ “شرق سورية”، بشكلٍ محلوظ خلال الأسابيع الماضية، مع تحذيرات أميركية وأممية من قُدرة التنظيم على ترتيب صفوفه، وجذب أكبر عددٍ من المقاتلين خلال الفترة المقبلة.
وتركّزت هجمات (داعش) في شرق “سورية”؛ خلال الأسابيع الماضية، على استهداف أرتال تتبع لـ”قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد).
وبحسّب (المرصد السوري لحقوق الإنسان)؛ فإن التنظيم نفذّ (53) هجومًا مسلحًا في مناطق سيّطرة (قسد)؛ خلال العام 2025، في هجمات أسفرت عن سقوط (18) قتيلًا على الأقل.
نشاط متجدَّد..
صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ نشرت تقريرًا حول محاولات التنظيم استعادة قوته في “سورية”، بعد سقوط نظام “بشار الأسد”.
وقالت إن التنظيم أظهر نشاطًا متجدَّدًا، واجتذب مقاتلين، وزاد من هجماته، وهو ما دفع مسؤولين في “الأمم المتحدة والولايات المتحدة” للنظر إلى هذه التطورات بحذر.
ورُغم ذلك؛ قالت الصحيفة إن التنظيم لا يزال بعيدًا كل البُعد عن القوة التي كان عليها قبل عقد من الزمان، عندما كان يُسيّطر على شرق “سورية” وجزء كبير من شمال “العراق”، ولكن هناك خطر، كما يقول الخبراء، من أن يتمكن (داعش) من إيجاد طريقة لتحرير الآلاف من مقاتليه المحتجزين في سجون تحرُسها (قسد).
وحذّر التقرير الأميركي من أن تنامي قوة تنظيم (داعش)؛ يُهدّد الدولة السورية الجديدة التي تعمل بشكلٍ مكثف لإعادة الحياة إلى البلد الذي مزقته الحرب منذ (14 عامًا)، ويُعاني من أزمات اقتصادية هائلة.
وتُشير تقديرات إلى أن سجون (قسد) تضم نحو: (10) آلاف مقاتل من تنظيم (داعش)، وهو ما يطمح التنظيم إلى الاستفادة منهم في حال نجح في تحريرهم أو جزءٍ منهم.
كنز ثمين..
قال “كولن كلارك”؛ رئيس الأبحاث في مجموعة (صوفان)، وهي شركة عالمية للاستخبارات والأمن، إن: “الكنز الثمين بالنسبة لتنظيم الدولة؛ لا يزال يتمثل في السجون والمعسكرات”.
وأضاف لـ (نيويورك تايمز): “هنا يتواجد المقاتلون ذوو الخبرة والتجربة القتالية الطويلة”. وأضاف: “بالإضافة إلى ما يضيّفونه من قوة للتنظيم، فإن فتح هذه السجون سيُسهم في تعزيز جهود التجنيد التي يبذلها التنظيم لأشهر”.
في الشهر الماضي؛ قدم كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية إلى “الكونغرس” تقيّيمهم السنوي للتهديدات العالمية، وخلصوا إلى أن (داعش) سوف يُحاول استغلال نهاية نظام “الأسد” لتحرير السجناء وإحياء قدرته على التخطيط وتنفيذ الهجمات.
وأعلنت “الولايات المتحدة”؛ في أواخر العام الماضي، أن جيشها ضاعف تقريبًا عدد قواته على الأرض في “سورية” إلى: (2000) جندي، ويبدو أن الضربات العديدة التي شنّتها على معاقل “تنظيم الدولة” في الصحراء السورية؛ في الأشهر القليلة الماضية، قد خففت من التهديد المباشر، وفقًا للصحيفة.
واللافت أن تنظيم (داعش) الإرهابي بدأت باستعادة نشاطه في “سورية” حتى قبل سقوط “الأسد”، حيث ارتفع عدد هجماته من: (121) في 2023؛ إلى: (294) في العام الماضي 2024، والذي لم يسقط “الأسد” إلا قبل (23 يومًا) من نهايته.