15 أبريل، 2024 11:36 م
Search
Close this search box.

بحثا عن نفوذ بينهم.. بارزاني يقدم الغذاء والوقود لاكراد سوريا‏

Facebook
Twitter
LinkedIn

يربط بين الاكراد على جانبي نهر دجلة الذي يجري بين سوريا والعراق صلة القرابة وتاريخ من القمع ‏والان خطوط وقود وزوارق تنقل المساعدات الغذائية والطبية عبر المياه التي تفصل بينهما. ‏
وشريان الحياة الذي تقدمه كردستان العراق لجيرانها يمد نفوذ مسعود البرزاني رئيس الاقليم شبه ‏المستقل الى الاكراد في سوريا فيما تهدد الحرب الاهلية بتجزئة البلاد. ‏
وبالنسبة لاكراد سوريا يمثل الصراع فرصة لكسب نوع من الحقوق التي يتمتع بها أقرانهم في العراق ‏الذين يعيشون شبه مستقلين عن بغداد ولهم حكومتهم وقواتهم المسلحة وسياسة خارجية مستقلة بشكل ‏متزايد. ‏
وقال المؤرخ جوردي تيجيل جورجاس وهو خبير في شؤون الاكراد السوريين مقره سويسرا ‏‏”بالاضافة الى البعد الانساني يوجد بعد سياسي.” وأضاف “حكومة اقليم كردستان والبرزاني كزعيم ‏لدولة كردية فعلية يظهرون انهم وطنيون ملتزمون.” ونقل عن البرزاني قوله في صحيفة نصف ‏شهرية لحزب كردي سوري قريب من حزبه “إنهم اشقاؤنا ويربط بيننا مصير مشترك.” ‏
ولم يتضح ما الذي يأمل البرزاني في كسبه لكن المساعدات تعزز علاقاته مع الاكراد في سوريا الذين ‏قدم لهم بالفعل دعم سياسيا استعدادا لانتقال للسلطة في المستقبل. ‏
ونفى المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزة يي وجود أي دافع خفي أو سياسي للمساعدات ‏واصفا اياها بأنها واجب. ‏
والمناطق الكردية في الطرف الشمالي الشرقي في سوريا نجت من أسوأ أحداث القتال بين المعارضين ‏وقوات الرئيس بشار الاسد لكنها رغم ذلك تعاني من نقص حاد في الوقود والغذاء. ‏
وعلى الجانب العراقي من النهر تتجه شاحنات بيضاء الى حافة النهر ويحمل رجل بعد الاخر جوالات ‏الدقيق (الطحين) والطماطم (البندورة) المعلبة والسمن الى قارب يعمل بمحرك وينتظر لينطلق ‏بالحمولة مسرعا الى سوريا. ويرفرف العلم الكردي فوق الرؤوس. ‏‎ ‎
ويبلغ عدد الاكراد الذين يتوزعون بين سوريا والعراق وتركيا وايران نحو 25 مليون نسمة ويوصفون ‏عادة بأنهم أكبر جماعة عرقية في العالم بدون دولة. ‏
وفي سوريا حيث يشكل الاكراد نحو عشرة في المئة من السكان يتم التمييز ضدهم بطريقة ممنهجة في ‏ظل حكم الاسد ووالده من قبله الذي جرد أكثر من 100 ألف من جنسيتهم. ‏
ويتناقض اسلوب كردستان ازاء سوريا بشدة مع اسلوب الحكومة المركزية الشيعية في العراق التي ‏يتزعمها نوري المالكي والذي يقول ان سياسة العراق هي “عدم التدخل” في سوريا لكن مصالحه ‏تتوافق بقوة مع مصالح الاكراد في ايران التي تساند الاسد.‏
وقال رئيس نقطة العبور شوكت بربيهاري الذي كان يتحدث وقد علقت على الحائط ورائه صورة للملا ‏مصطفى والد مسعود البرزاني “الحكومة المركزية لم تعترض حتى الان.” ‏
وتم افتتاح نقطة عبور فيشخابور في منتصف يناير كانون الثاني وتشيد السلطات جسرا عائما فوق ‏النهر ليصبح من السهل التنقل. ‏
وقال بربيهاري “إننا نساعد اشقاءنا وشقيقاتنا في كردستان الغربية” مستخدما التسمية التي يشير بها ‏الاكراد الى منطقة في سوريا يطالبون بها كجزء من وطنهم “كردستان الكبرى”.‏
وتبرعت حكومة اقليم كردستان في شمال العراق حتى الان بنحو مليون لتر من وقود الديزل والف طن ‏من الدقيق (الطحين) بالاضافة الى امدادات طبية لاقرانهم الاكراد عبر النهر. وبمجرد تحميل الشحنة ‏يستغرق كل زورق أقل من دقيقة للوصول الى الجانب الاخر من النهر. ‏
وقال أمين أحمد (49 عاما) وهو واحد من عشرات الالاف من اكراد سوريا الذين سعوا للجوء الى ‏الاقليم شبه المستقل “نشكر الله ونشكر رئيس كردستان على هذه المساعدات التي هي بلسم لجروحنا.” ‏
وبعد تفريغ الشحنة في سوريا توزع المساعدات على الاكراد والعرب على السواء بواسطة لجان تعمل ‏تحت رعاية “المجلس الكردي الاعلى” وهو هيئة شكلت في العام الماضي لاصرار البرزاني على ‏توحيد الفصائل الكردية السورية المتنافسة. ‏
والجماعة الكردية المهيمنة ميدانيا في سوريا هي حزب الاتحاد الديمقراطي المتحالف مع حزب العمال ‏الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا منذ 28 عاما ضد الدولة التركية. ‏
ويضم المجلس الوطني الكردي في سوريا وهو جماعة اضعف لكن اكثر قبولا لدى المجتمع الدولي ما ‏يزيد على عشرة احزاب أصغر يرتبط العديد منها بعلاقات وثيقة مع الجماعات الكردية العراقية. ‏
ويشعر كل من حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي بالقلق من المعارضة السورية التي ‏يرون انها بطبيعتها معادية لمصالحهم لكنهم يختلفون بشأن أفضل السبل للاستفادة من الحرب الاهلية. ‏
ويتهم المجلس الوطني الكردي حزب الاتحاد الديمقراطي بالتواطوء مع الاسد مقابل السماح بتفوق ‏الحزب دون منازع في المناطق الكردية في سوريا. ويخدم هذا الوضع مصالح الاسد من خلال اثارة ‏قلق تركيا التي أيدت الانتفاضة ضده. ‏
ونتيجة الصراع السوري مازالت غير مؤكدة الى حد بعيد لكن محللين يقولون ان البرزاني ربما يتطلع ‏الى تعزيز موطيء قدمه في الجانب الاخر من الحدود. ‏
وقال جورجاس “جميع الخيارات مفتوحة في سوريا مادام كل شيء ممكنا والبرزاني ربما يضع عينه ‏على الجزيرة العليا” في اشارة الى الاراضي التي يتركز فيها أكراد سوريا. ‏
لكنه قال ان من المستبعد ان تكون أي حكومة في المستقبل في سوريا مستعدة للتخلي عن قدر كبير من ‏السيطرة على منطقة بها أحد ابار النفط القليلة في البلاد ولن تؤيد تركيا ايضا كيانا كرديا اقوى مما ‏ينبغي على حدودها الجنوبية. ‏
ويقول سياسيون أكراد عراقيون ان اهتمامهم الرئيسي هو منع الاكراد السوريين من ارتكاب أخطاء ‏التسعينات عندما خاض الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه البرزاني حربا اهلية دامية ضد ‏حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني. ‏
ورغم أنهما دفنا أحقادهما لتشكيل حكومة مشتركة لكن الخلافات بين حزبيهما مازالت باقية وفي ‏سوريا يدعمان أحزابا كردية مختلفة داخل المجلس الوطني الكردي. ‏
وقال جورجاس “يفترض المرء ان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني سيحاول تقويض تحركات ‏البرزاني ازاء سوريا” مشيرا الى ان تلك الاحزاب المتحالفة مع الطالباني تميل فيما يبدو نحو حزب ‏الاتحاد الديمقراطي.‏
وقال سياسي كردي بارز ان اهداف البرزاني هي التأكد من ان حدود كردستان مع سوريا آمنة واحتواء ‏حزب الاتحاد الديمقراطي. واضاف السياسي الذي طلب عدم نشر اسمه “نريد ابقائهم داخل الخيمة”. ‏
ويقول محللون ان حكومة اقليم كردستان اقام علاقات وثيقة مع تركيا ولا تريد ان يعقد حزب الاتحاد ‏الديمقراطي تلك العلاقة الاستراتيجية. ‏
وقال كريسبين هوز مدير يورواسيا جروب لاستشارات المخاطر السياسية في الشرق الاوسط وشمال ‏افريقيا “احساسي هو انه لا توجد استراتيجية شاملة. انها بدرجة أكبر رد فعل ازاء أحداث متغيرة مع ‏تركيز على حماية المكاسب التي حققوها بالفعل.” ‏‎,‎وأضاف “الطموحات موجودة بالفعل للتوسع لكن ‏الرغبة الرئيسية هي عدم حدوث تراجع لشيء.” ‏

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب