وكالات- كتابات:
نشرت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية؛ مقالًا للكاتب “رونين تال”، استعرض فيه كتابًا من تأليف عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي حمل اسم: (السيف سيفتك بطريقة أو بأخرى).
واعتمد “عساف هزاني”؛ على مذكراته الحربية في تأليف الكتاب، الذي جمع بين تجاربه الشخصية وتحليله النقدي مستخدمًا أدوات أنثروبولوجية.
وخلال قصول الكتاب يروي؛ “هزاني”، العالم في الأنثروبولوجيا، قصة تتحدث عن إقدام جندي إسرائيلي على تمزيق القرآن أمام مجموعة من الرجال مقيّدي الأيدي في “غزة” وهم جالسون في انتظار دورهم في التحقيق.
وقال “هزاني”: “لقد اقتربت منه وسألته عن معنى سلوكه، أجابني أنا أنتقم منهم”.
مشاعر انتقامية تعكس روح الكيان الحاقدة..
وبحسّب الصحيفة العبرية؛ فإن: “تمزيق القرآن الكريم؛ يُعتبر انتهاكًا لقواعد الجيش، لكن هزاني تجنب الأحكام الأخلاقية في كتابه وحاول الكشف عن الدافع اللاواعي الذي تسبب في هذه الفعل”.
وقالت الصحيفة إن القصة تكشف تنامي روح الانتقام لدى جنود الجيش الإسرائيلي؛ وهي الروح التي تسّربت إلى وسائل الإعلام أيضًا.
وبدت هذه التصرفات واضحة أيضًا في توثيق بعض الجنود لحوادث أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو خيار وصفه كاتب المقال؛ بأنه مؤسف، وقد لفت انتباه “المحكمة الجنائية الدولية” في “لاهاي”، وتسبب بمضايقة بعض الجنود الذين كانوا يُسافرون إلى الخارج.
إن التعبير الآخر عن هذه الروح الانتقامية هو إحراق الوحدات القتالية لمناطق في “قطاع غزة”؛ دون أي ضرورة عملياتية.
ويكتب “هزاني”: “كانت هناك حرائق قوضت في الواقع قدرتنا على تنفيذ مهام مهنية. وأُشعلت حرائق أخرى في محاولة لتحقيق أهداف تتجاوز المهمة الحالية، سواء كانت مجرد انتقام أو تدمير البُنية الأساسية التي يمكن استخدامها لإعادة بناء المنطقة في المستقبل، هذه الحرائق لم تكن مدرجة في أهدافنا المعلنة”.
رعب قادة جيش الكيان من خلف حراس شخصيين..
وكما حدث مع الجندي في المسجد، فإن أعمال الحرق العمد المجانية لم تكن نتيجة لانفعالات لا يمكن السيطرة عليها في خضم المعركة.
ويروي الكاتب الصهيوني؛ العديد من القصص في الكتاب منها مرافقة حراس شخصيين بشكلٍ دائم لقائد فرقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بداية الحرب؛ وكأنه من المشاهير أو رئيس منظمة إجرامية، الأمر الذي اعتبره الكاتب محط استغراب ودهشة.
ويروي أيضًا أن قادة كبارًا في الجيش اصطحبوا أصدقاءهم للبقاء معهم في موقع القيادة أو في مركبة عسكرية، لتقليل الشعور بالوحدة وسط المسؤولية الثقيلة في ساحة المعركة، بل إن أحدهم أحضر شقيقه وهو ضابط أقل رتبة منه إلى مركز قيادته.
“جيش محترف من المليشيات”..
ويحمل أحد فصول الكتاب عنوان (جيش محترف من المليشيات)؛ وقد أشار فيه الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي تحول من جيش موحد في خدمة “إسرائيل” إلى مجموعة من المليشيات حيث يتجلى ذلك في (03) أمور هي: ثقافة قتالية غير مهنية، ومشاركة المجموعات المدنية في توفير الطعام والمعدات القتالية، ومشاكل انضباطية خطيرة.
ولفت الكتاب إلى أن الجنود أصروا على التقاط صور: “سيلفي” ملتقطة ذاتيًا باستخدام هواتف ذكية مزودة بكاميرا رقمية، رغم تحذيرهم من أن ذلك سيُعّرض حياتهم للخطر لأن العدو يمكنه تحديد موقعهم بدقة.
ويُشير “هزاني” أيضًا إلى الخلافات بين جنود الاحتياط من جهة والمجندين والجنود المحترفين من جهة أخرى، وإلى تراكم الشكاوى من أن قادة الألوية يبنون إنجازاتهم على ظهور جنود الاحتياط.
وفي تعليقه على ذلك؛ يقول “رونين تال”؛ في مقاله بالصحيفة، إن تلك الشكاوى تتناقض مع التقارير الحماسية التي يقدمها مراسلو وسائل الإعلام الإسرائيلية عن جيش موحد يُقاتل من أجل هدف مشترك.
و”عساف هزاني”، وهو عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي. وهو يعتمد على مذكراته الشخصية وتجارب حربية لتحليل سلوك جيش الكيان الإسرائيلي في الكتاب الذي ألفه.