19 أبريل، 2024 12:04 م
Search
Close this search box.

بتعيين سفير للحوثيون في “طهران” .. هل فشل التحالف “السعودي-الإماراتي” في اليمن ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

أعلن “الحوثيون” في “اليمن”، أمس السبت، عن تعيين “سفير للجمهورية اليمنية” في “طهران”، في خطوة اعتبرتها الحكومة اليمنية الشرعية تشكّل “إنتهاكًا سافرًا” للقوانين الدولية.

أفادت قناة (المسيرة)، الناطقة باسم “الحوثيين”، أن قرارًا جمهوريًا قد صدر، مساء السبت الماضي، بتعيين، “إبراهيم محمد محمد الديلمي”، سفيرًا فوق العادة ومفوضًا لـ”الجمهورية اليمنية” لدى “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وجاء الإعلان عن تعيين “سفير”، في “طهران”، بعدما عقد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله “علي خامئني”، مباحثات مع المتحدث باسم الحوثيين، “محمد عبدالسلام”، الثلاثاء الماضي، في “طهران”.

وجدّد “خامئني” دعمه للمقاتلين “الحوثيين”، الذين يسيطرون على العاصمة، “صنعاء”، ومساحات واسعة من شمال البلاد، واتهم ما أسماه، “خصوم طهران”، بالتآمر لتقسيم “اليمن”، الذي يُعد أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.

وقال، في بيان له عقب المباحثات: “أُعلن دعمي للمجاهدين في اليمن، واتهم السعودية والإمارات وأنصارهما بإرتكاب جرائم كبرى في اليمن”.

الحكومة الشرعية تستنكر !

هذا وقد استنكرت الحكومة اليمنية، المعترف بها، إعلان “الحوثيون” إنشاء سفارة لهم في “طهران”. وأكدت على أنّها “تعتبر الإعلان، عن إقامة تبادل دبلوماسي بين نظام طهران وميليشيات الحوثي، إنتهاكًا سافرًا للقوانين والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية”.

ورأت الحكومة اليمنية أن: “ذلك لم يكن مفاجئًا، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقى الدعم من تحت الطاولة إلى العلن”.

وكان الرئيس اليمني، “عبدربه منصور هادي”، قد قطع العلاقات مع “إيران”، في تشرين أول/أكتوبر عام 2015، وأمر بإغلاق السفارة في عاصمة “الجمهورية الإسلامية”، بعدما اتّهم نظام “طهران” بدعم المتمردين عسكريًا.

الحوثيون أصبحوا رقمًا صعبًا في المنطقة..

بعد التطورات الأخيرة؛ يقول الكاتب، “طالب الحسني”، إن فشل الحرب على “اليمن” بات هو الحدث الأبرز، لأن ضربات القوة العسكرية لحكومة العاصمة، “صنعاء”، التي يقودها “أنصار الله” الحوثيون، نقلت المعادلة رأسًا على عقب، وأصبح مصطلح الفشل السعودي في “اليمن” يطغى على ما اعتبره البعض “فزعة” لإعادة “عبدربه منصور هادي” وفريقه، إلى “قصر السبعين” الرئاسي، في “صنعاء”.

وزعم أن التصور السعودي لنتائج تلك الحرب العدوانية كان مختلفًا، فـ”الرياض” أعتقدت أن غزو “اليمن” سيكون بمثابة الخطوة الأولى نحو “السعودية العظمى”؛ التي سيخضع لها الجميع في الجزيرة العربية وربما المنطقة، على قاعدة أضرب الأضعف يخضع لك الأقوى. لكن الفشل السعودي المحتم صنع من “حركة أنصار الله” الحوثيين رقمًا صعبًا، يستحيل تجاوزه في “اليمن”.

صنعاء ترتب لما بعد الحرب..

أما الكاتب السياسي اليمني، “بندر الهتار”، فيرى أن من يتابع تطورات الأحداث في “اليمن” سيجد أن مأزق التحالف “السعودي-الإماراتي” يزداد تعقيدًا، ليس لأن القوات اليمنية باتت تمتلك إمكانات عسكرية فعالة، وجرأة في استهداف أي منشأة حيوية في “السعودية”، كما حدث مؤخرًا بضرب عشر طائرات مُسيرة حقل ومصفاة “الشيبة” النفطي على بُعد كيلومترات قليلة من حدود “الإمارات”، بل لأن كثيرًا من دول العالم – إن لم تكن جميعها – باتت على قناعة تامة باستحالة انتصار التحالف، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تواصل سياسي غير مسبوق.

وحتى من يلاحظ الترتيبات التي تقوم بها “أنصار الله” يجدها تتعلق بفترة ما بعد الحرب أكثر من كونها متعلقة باستمرارها، والخطاب الأخير الذي أدلى به، “عبدالملك الحوثي”، كان بمثابة خطاب المنتصر، فقد ركز في جانب واسع على الانفتاح لعلاقات دبلوماسية على أرقى مستوى مع أي بلد عربي وإسلامي، متطرقًا إلى التطور الملحوظ في العلاقة مع “طهران”، والتي دخلت مرحلة جديدة من خلال تدشين التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.

عودة العلاقات نتيجة فشل التحالف السعودي !

يؤكد “الهتار” على أن تلك العلاقة لم تكن لتعود لولا فشل التحالف وصمود اليمنيين، وحتى “الحوثي” كان يتكلم بالفم الملآن عن هذه العلاقة وعن الاستعداد لعلاقات مماثلة مع كل الحكومات الراغبة بذلك، ساخرًا من المزاعم التي يروجها التحالف بتبعية “صنعاء” لـ”طهران”، فالأخيرة كانت على علاقة جيدة مع نظام “علي عبدالله صالح”، ووقع البلدان سبعين اتفاقية، لكنها لم تنفذ استجابة لضغوط سعودية.

قرار منطقي لفك العزلة الدولية !

يضيف “الهتار”؛ بأن “طهران” إتخذت قرارًا جريئًا في الإعتراف الرسمي بسلطة “صنعاء”، لكنه قرار منطقي بعد أربع سنوات ونصف، حيث تغيرت قناعات المجتمع الدولي والرأي العام تجاه حرب “اليمن”، ليس هذا فحسب، فالمسؤولون الإيرانيون ومن باب الثقة بحتمية فشل العدوان، كانوا على استعداد لتنفيذ هذه الخطوة العام الماضي، لولا أن “صنعاء” فضلت أن تختار التوقيت المناسب بناء على حساباتها وتقديراتها.

وتمثل عودة العلاقات إنجازًا جديدًا في إطار فك العزلة الدولية؛ التي حاولت “السعودية” أن تفرضها على “اليمن”، فهذا البلد كان منكفئًا نحو الداخل إلا من علاقات محدودة غير مؤثرة، وكثير ما كان يتعرض لتدخلات سعودية خشية أن تتعزز تلك العلاقات لتضع “اليمن” في موقعه الطبيعي، استنادًا إلى ما يمتلكه من موقع وثروات وحضور شعبي على مستوى قضايا الأمة؛ وفي مقدمتها “فلسطين”..

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب