26 أبريل، 2024 12:56 م
Search
Close this search box.

بتصدير طهران سلعها للرياض بعد مقاطعة 5 سنوات .. هل تطبع السعودية علاقتها مع إيران قريبًا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة هي الأولى من نوعها بعد توقف استمر سنوات، أعلنت “إيران”، استئناف الصادرات إلى “السعودية”، وهو ما يُمثل بدء ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين، وهو ما قد يقود إلى تطبيع العلاقات الثنائية، لكن يبقى من غير المحتمل أن يصل الأمر إلى مستوى بناء تحالف وثيق بين “الرياض” و”طهران”.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، عن المتحدث باسم الجمارك الإيرانية، “روح الله لطيفي”، قوله إن: “هناك شحنتين من السلع الإيرانية تم تصدريهما إلى السعودية خلال الفترة الماضية”، لافتًا إلى أن: “استئناف الصادرات إلى السعودية يعكس إرادة الطرفين لتعزيز العلاقات؛ وهو ثمرة المباحثات معها بواسطة العراق”.

وأوضح أن حجم الصادرات مازال ضئيلاً وليس كافيًا، لكنه يُشكل بداية لتعزيز الروابط الاقتصادية.

5 لقاءات بين الطرفين خلال العام الجاري..

وكان العام الجاري؛ قد شهد لقاءات جمعت بين مسؤولين من “السعودية” و”إيران” – الخصمين اللدودين في منطقة الشرق الأوسط – أكثر من أي وقت مضى طيلة السنوات الخمس الماضية. فخلال العام، استضافت “بغداد” أربعة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين؛ فيما عُقد لقاء خامس على هامش اجتماعات “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في “نيويورك”، ما يُشير إلى عودة الدفء إلى العلاقات المتوترة بين البلدين.

وسبق وأن أعلنت “وزارة الخارجية” الإيرانية أنها تُجري اتصالات أكثر تنظيمًا مع “السعودية” في الأشهر القليلة الماضية، واصفة إياها بالمحادثات الجيدة. ونفت الوزراة توقف المحادثات، مشيرة إلى تبادل الرسائل على المستوى المناسب بعد تولي حكومة، “إبراهيم رئيسي”، مهامها.

كما كشف العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”، خلال كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو أمام الدورة الـ (76) لـ”الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في “نيويورك”، أن مباحثات أولية تجري بين بلاده و”طهران”، معربًا عن أمله في أن تقود إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة.

وقال الملك السعودي إن: “إيران دولة جارة”، معربًا عن أمله في أن تُمهد المحادثات مع “طهران” إلى إقامة علاقات تعاون مبنية على الإلتزام بمباديء وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

قطع العلاقات منذ 2016..

وكانت “الرياض” قد أعلنت قطع علاقاتها مع “إيران”، عام 2016، على وقع تصاعد الأزمة بين البلدين إثر إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي، “نمر النمر”، وما تلى ذلك من مهاجمة متظاهرين إيرانيين للسفارة والقنصلية السعوديتين في “إيران”.

ومنذ ذلك الحين، تصاعد التوتر بين “السعودية” و”إيران” وتزايدت حدة الخلافات بينهما في كافة القضايا الإقليمية، خاصة في “اليمن وسوريا ولبنان”. لكن يبدو أن الفترة الماضية؛ قد شهدت بعض التغيير في شكل العلاقة.

إعادة فتح القنصليات واستئناف العلاقات الدبلوماسية..

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت تقارير إعلامية بأن “إيران” طلبت من “السعودية” إعادة فتح القنصليات واستئناف العلاقات الدبلوماسية، في إشارة إلى تقدم المحادثات بين الجانبين، والتي تهدف إلى إنهاء الخصومة بينهما.

وأشارت التقارير إلى أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لإنهاء الحرب في “اليمن”، بيد أن توقيتها لا يزال يُشكل نقطة خلاف رئيسة في المحادثات التي توسط فيها “العراق” بين البلدين.

المواجهة تؤدي إلى طريق مسدود..

ومن الجانب الإيراني، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، “محمود عباس ‌زاده”، إن مواقف “الرياض” الأخيرة: “تُبين أنها أقتنعت بأن مسار التوتر والمواجهة مع إيران يؤدي إلى طريق مسدود”.

وأضاف “عباس زاده”، في حديثه مع موقع (انتخاب): “نشعر الآن أن مواقف وأدبيات السعوديين، وخاصة خطابات الوفد السعودي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تُظهر أنهم يغلقون باب التوتر”، مشيرًا إلى أن: “دول المنطقة تسير نحو التضامن وتعزيز العلاقات”.

خطوة مهمة نحو التقارب..

كما أبدى رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، “أحمد جنتي”، ترحيبه، بـ”التقارب” بين بلاده وبين “السعودية”، واصفًا حل المشاكل العالقة بين الجانبين: بـ”الخطوة المهمة”.

وقال “جنتي”، خلال اجتماع لمجلس خبراء القيادة في “إيران”، إن: “حل المشاكل بين إيران والسعودية؛ خطوة مهمة”.

وأردف بالقول: “نُرحب بالتقارب الحاصل بين البلدين المسلمين: إيران والسعودية. الوحدة بين المسلمين عبادة، ولابد من تعزيزها وتوسيعها”.

تحرك سعودي بطييء وحذر !

من جهته؛ اعتبر المحلل السياسي الإيراني، “صادق الموسوي”، أن من الطبيعي بعد إحباطات “المملكة العربية السعودية”، في “اليمن ولبنان والعراق”؛ أن تبحث عن حل لمشاكلها وأزماتها، ووجدت أن الطريق الأنسب، بل الوحيد هو إعادة العلاقات مع “إيران”.

وبحسب حديثه لـ (سبوتنيك): “لكن بسبب التعبئة الشديدة التي كانت تُمارسها المملكة ضد إيران، طوال سنوات طويلة؛ جعل هناك حالة من الشحن، والذي يحتاج إلى وقت من أجل إقناعه بفكرة إعادة العلاقات”.

ويرى “الموسوي”؛ أن: “السعودية تتحرك ببطء وباحتياط، حتى لا تواجه أزمة داخلية مع الشرائح السعودية؛ التي تأثرت بالشحن الطائفي والعدائي ضد إيران، وهي الآن تخطو خطوات جيدة تجاه طهران، وهناك بوادر مصالحة تم الإعلان عنها من اللقاءات التي جمعت الفريق الإيراني بالسعودي، إضافة إلى التسهيلات التي تطرحها المملكة بالنسبة لموضوع العمرة والحج”.

وأكد “الموسوي”؛ أن: “كل هذه تُعد بوادر حل للأزمة، ولكن السبب الرئيس في تأخر الإعلان عنه؛ هو أن المملكة لا يمكنها تسريع خطواتها حتى لا تصطدم بالداخل، ما يمكن أن يُسبب للنظام أزمة كبيرة، لذلك الخطوات هادئة وبسيطة حتى يتم إقناع وتهيئة الطرف الآخر لهذا الإنعطاف التاريخي”.

يُحرك المنطقة سياسيًا ودبلوماسيًا..

فيما أكد الدكتور “فواز كاسب العنزي”، أن: “المملكة العربية السعودية؛ لم تتخذ خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، إلا من خلال مجموعة السلوكيات التي قام بها النظام الإيراني، وكان آخرها التعدي على سفارة المملكة في طهران، وكذلك السلوك الخارجي والتدخل غير المرغوب فيه بالعواصم العربية، والذي يُشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي العربي”، متوقعًا أن: “يكون هناك تقارب (إيراني-سعودي)، وعودة العمل الدبلوماسي مرة أخرى، وهذا يصب في مصلحة الدولتين، لا سيما وأن الإستراتيجية الأميركية في عهد بايدن غامضة، وهذا التفاوض من شأنه أن يضغط على الولايات المتحدة، ويجعل هناك تحرك آخر في المنطقة دبلوماسيًا وسياسيًا، خاصة وأن إعادة التموضع الأميركي وتحركاتها في الشرق الأوسط وسحب قواتها سيجعل هناك فراغًا أمنيًا عسكريًا، ما يخلق نوعًا من الإرتباك الأمني”.

ويرى المحلل السياسي أن: “المملكة العربية السعودية؛ تُدرك جيدًا الوضع الأمني والعسكري والسياسي، وأن تحركها في المنطقة وإعادة التفاوض مع إيران يُحقق عدة جوانب، الملف النووي وكف يد إيران عن التدخل في البلدان العربية وعدم دعم الحوثيين، وفي حال قامت إيران بهذه الخطوات تكون قد عملت على بناء الثقة بين الرياض وطهران، ما يجعل هناك إمكانية عودة العلاقات بينهما”.

وأكد “العنزي” أنه: “في حال عودة العلاقات بين إيران والسعودية سيستمر التبادل التجاري والتعاون الدبلوماسي، وضبط التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط، وهذا التقارب يصب في صالح الجميع، بما فيها العراق”، مضيفًا: “نتمنى أن تتسع دائرة السلام، ووقف التدخل الأجنبي في الدول العربية، وأن تُدرك إيران مفهوم حسن الجوار وأن تقاربها مع المملكة سينعكس إيجابًا على الداخل الإيراني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب