29 مارس، 2024 3:06 م
Search
Close this search box.

بتحويل إسرائيل “هضبة الجولان” لساحة حرب .. هل تلقى نفس مصير “الضفة الغربية” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تدريبات مفاجئة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحولت “هضبة الجولان” السورية المحتلة، الأحد 10 حزيران/يونيو 2018، إلى “ساحة حرب”، تم خلالها استدعاء قوة كبيرة ضمت الآلاف من الجنود والضباط من جيش الإحتياط باستخدام جميع الأسلحة، معلنًا الجيش أن هذه التدريبات المفاجئة، ستستمر أيامًا عدة، ولم يحدد موعد إنتهائها بعد.

وكان الهدف المعلن للتدريبات هو “فحص جهوزية الجيش في الجولان لخوض معارك فورية ومفاجئة على الجبهة السورية والقدرة على الانتقال من وضع التدريب إلى وضع قتالي بشكل فوري”.

وترافقت هذه التدريبات، مع تصريح لرئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، خلال جلسة الحكومة العادية حول ما اعتبره “الخطر الإيراني الداهم في سوريا”، وتهديداته بأن “إسرائيل تواصل عملها بحزم ضد التموضع الإيراني و(حزب الله)”.

في حين أعلن وزير الدفاع، “أفيغدور ليبرمان”، أن “إسرائيل حسمت قرارها بألا تسمح بأي شكل من الأشكال لوجود عسكري لإيران أو ميليشياتها في سوريا”.

للرد على الإعلان عن قرب بدء الهجوم على “القنيطرة”..

وكشف موقع (ديبكا) العبري الاستخباراتي؛ أن قرار الجيش الإسرائيلي، إجراء مناورات عسكرية في “الجولان” السوري المحتل، جاء ردًا على إعلان النظام السوري قرب بدء الهجوم على منطقة “القنيطرة” في “الجولان”.

ولفت الموقع الإسرائيلي، في تقرير نشر الأحد، إلى أن المناورات الإسرائيلية لم يتم الإعلان عنها من قبل؛ وأيضًا لم يتم تحديد تاريخ لإنتهائها ما يعني أنها تهدف لمواجهة أي تبعات للهجوم السوري على قوات المعارضة في تلك المنطقة.

وأشار إلى أن الوحدات السورية التي ستشارك في الهجوم المرتقب على “القنيطرة” تشمل “فرقة النخبة الرابعة” في جيش النظام؛ فيما تضم الوحدات التي يتوقع أن تهاجم منطقة “درعا”، جنوب سوريا، “قوات النمر” مدعومة بعناصر من “الفرقة الرابعة”.

وقال التقرير: “تم الإعلان عن مناورات الجيش الإسرائيلي في الجولان بهدف ردع أي هجوم سوري، إذ أكدت مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي لن يغامر بترك منطقة القنيطرة مكشوفة ومعرضة للخطر من قبل الجيش السوري”.

لا مشاركة من جانب حلفاء النظام السوري..

وأوضح التقرير العبري أن تصريحات المسؤولين السوريين لم تشر إلى مشاركة أيً من حلفاء النظام في الهجوم القريب، لكن نقل عن المصادر أن الهجوم سيتم بمشاركة “حزب الله” اللبناني وميليشيا “لواء أبوالفضل العباس”، وتحت إشراف “الحرس الثوري” الإيراني.

إنذار باحتمالية نشوب معركة بين إسرائيل وسوريا..

حول هذا الموضوع؛ قال “د. علاء الأصفري”، الخبير السياسي والإستراتيجي السوري، إن الجميع يعلم بأن معركة الجنوب في سوريا قادمة بين الإرهابيين والجيش السوري، لأن كل مسلحيها ينتمون لـ”جبهة النصرة”، وهذا خرق للخط الأحمر الذي حاولت “إسرائيل والسعودية وأميركا” أن تضعها في وجه الجيش السوري..

متوقعًا أنه قد تكون هناك نُذر معركة بين سوريا وإسرائيل؛ عندما يتجه الجيش السوري لتطهير الجنوب من الإرهابيين، ولأن إسرائيل تريد إيصال رسالة أنها تدافع عن المرتزقة بالجنوب، ولذلك فنُذر المعركة قد يكون قريبًا.

مشيرًا إلى أن نزع فتيل التوتر هو إنسحاب الأميركيين من “التنف” مع إجراء مصالحة شاملة في “درعا” لدخول الأجهزة السورية في الجنوب؛ ثم الحديث حول عودة “قوات حفظ السلام” للفصل بين سوريا وإسرائيل، ولكن مع عدم إنسحاب الأميركيين وإصرار إسرائيل على وجود منطقه عازلة لن يكون هناك حل.

محاولة للضغط على الأطراف لإبعاد القوات الإيرانية..

من جانبه؛ أوضح “د. أحمد رفيق عوض”، أستاذ الإعلام بجامعة “القدس” والخبير بالشؤون الإسرائيلية،  أن المناورات العسكرية للجيش الإسرائيلي تأتي لمحاولة الضغط على الأطراف في سوريا لإبعاد الوجود الإيراني عن الحدود الشمالية لسوريا وتأتي ضمن التغيرات العميقة في سوريا بعد سيطرة النظام على أكثر من 60 % من مساحة البلاد.

قائلاً إن هناك مخاطر تحدق بإسرائيل ومخاوف من أن تكون الميليشيات الموالية لإيران قادرة على إطلاق صواريخ على إسرائيل وتهديد أمنها، ولأن إسرائيل لا تريد أن تكون هناك قوة تؤثر على نفوذها وانتشارها في المنطقة، ولأن إسرائيل تدعم بعض الجماعات في “الجولان” وتريد أن تبعد إيران عن المشهد ومحاصرتها.

وثيقة تؤكد رغبة إسرائيل في سيادتها على “الجولان”..

كان الخبر المنشور في الموقع الإلكتروني العبري، (نيوز وان)، الخميس 7 حزيران/يونيو 2018، قد تحدث عن تسريب وثيقة إسرائيلية تفيد بأن “بنيامين نتانياهو” رئيس الوزراء، قدم وثيقة تفاهم، في العام 2010، إلى أهمية الهضبة السورية بالنسبة لتل أبيب، باعتبارها ذخرًا جيوسياسيًا وإستراتيجيًا.

وكانت البداية مع إدعاء مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال “عوزي آراد”، بأن “نتانياهو” عرض عبر وساطة أميركية إعادة أجزاء من “هضبة الجولان” لسوريا، تشمل مناطق “الدروز” فيها، مقابل إحتفاظ إسرائيل بأماكن تجمعات اليهود ومنابع المياه في الهضبة، وهو ما نفاه “نتانياهو” نفسه، خلال الخبر المنشور ذاته، ليفتح الباب مجددًا أمام حقيقة المفاوضات التي سبق وأن دارت بين الطرفين، السوري والإسرائيلي، من قبل، حتى قبل العام 2010، وجدواها، ومستقبل “الجولان” بالنسبة لإسرائيل. وهو ما تكشفه تقارير إسرائيلية نشرت، في الفترة الأخيرة.

محاولة للحصول على الموافقة الأميركية..

وعمدت إسرائيل، خلال الفترة الماضية، على تطوير وتحديث الهضبة السورية، بهدف السيطرة عليها للأبد، من بينها تدشين شبكة طرق جديدة، وإنشاء شبكة سكك حديدية أيضًا، فضلاً عن وجود دعوات إسرائيلية متعددة بضرورة إنشاء جامعة جديدة في الهضبة، وهو ما قدمه وزير التعليم السابق، “جدعون ساعر”، تخدم بدورها المنطقة الشمالية الإسرائيلية، خاصة منطقتي “الجليل” و”الجولان”.

كما سبق وأن نشرت (القناة السابعة) الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني؛ أن حكومة بلادها تضع الهضبة نصُب أعينها، حيث قال “ساعر”، على سبيل المثال، إن سكان الهضبة يحتاجون إلى التقرب من إسرائيل أكثر مما سبق، ولتقوية أواصر التقارب الاجتماعية بين هؤلاء السكان وبين الدولة الإسرائيلية ككل، إضافة إلى أن ثمة هدفًا آخر من وراء تلك الخطوة التي وصفها بالمهمة، وتتعلق بمحاولة موافقة الإدارة الأميركية الجديدة على إبقاء “هضبة الجولان” السورية المحتلة تحت السيادة الإسرائيلية.

وكان الوزير “جدعون ساعر” قد أطلق هذه التصريحات المهمة خلال جلسة مهمة لـ”حزب الليكود”، بمشاركة الكثير من أعضاء “الكنيست”، من بينهم “يهودا جليك”، أحد اليمينيين المتشددين في “حزب الليكود”، ومعه الدكتورة “عنات بركوا”، وغيرهم، وهي الجلسة التي عقدت لوضع اللمسات النهائية على خطة تطوير “هضبة الجولان”، حتى تبقى تحت السيادة الإسرائيلية للأبد.

وكي تبقى تحت السيادة الإسرائيلية، رغم أنها محتلة منذ العام 1967، والمجتمع الدولي يقر بأنها محتلة، ويجب عودتها في إطار اعتبارها ضمن حدود الرابع من  حزيران/يونيو 67، خاصة الطرف الأميركي الذي يرفض فرض السيادة الإسرائيلية على “الجولان”، واعتبارها جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل، فإن إسرائيل تحث الأطراف الدولية على الموافقة بأن تكون “الجولان” جزءًا منها، خاصة الطرفين، “الروسي” و”الأميركي”.

مطلب بعدم الاعتراف بخطوط الحدود الأصلية بين إسرائيل وسوريا..

وفي السابع عشر من نيسان/أبريل 2016، عقد “نتانياهو” جلسة حكومته الأسبوعية، في الهواء الطلق بـ”هضبة الجولان” السورية، للمرة الأولى في تاريخ بلاده، رغم رفض المجتمع الدولي لفرض السيادة الإسرائيلية على الهضبة السورية، حيث أعلنت أكثر من قوى عظمى رفضها لإعلان تل أبيب ضم “الجولان” للأبد، على اعتبار أنها أرض سورية محتلة. بحسب صحيفة (هاأرتس) العبرية.

وكان الطلب الرئيس لـ”نتانياهو” هو عدم الاعتراف بخطوط الحدود الأصلية بين “إسرائيل” و”سوريا”، التي تعود إلى الرابع من حزيران/يونيو للعام 1967، والإبقاء على الوضع الراهن، مثلما جرى مع زيارة الرئيس الإسرائيلي، “رؤوبين ريفلين”، خلال زيارته لـ”موسكو”، بل المطالبة باعتراف الأخيرة بالسيادة الإسرائيلية على الهضبة السورية المحتلة، وفقاً للمعطيات، التي تجري على أرض الواقع حاليًا.

مع تحفظ كثير من دول العالم على ذلك. فقد رأت الإدارة الأميركية أن هذا الإعلان لن يغير موقفها من “الجولان”، من كونها أرض محتلة، في العام 1967، وأنه سبق لواشنطن الإعتراض على إعلان مماثل لإسرائيل، في العام 1981، بشأن ضم “الجولان” لأراضيها، وهو ما أيدته “ألمانيا” أيضًا، من رفضها لضم “الجولان”، ورؤيتها في كونها أرضًا محتلة.

واشنطن تدرس الموافقة على فرض إسرائيل سيطرتها على “الجولان”..

وذكرت تلك الوسائل الإسرائيلية، خلال الأيام القليلة الماضية، أن الولايات المتحدة في طريقها لدراسة الموافقة على فرض إسرائيل سيطرتها على “هضبة الجولان” السورية، خصوصًا في ظل التفاهمات “الأميركية-الإسرائيلية” حول ضرورة دفاع إسرائيل عن نفسها، وموافقتها على استهداف الجيش الإسرائيلي لأهداف مهمة في الداخل السوري، بما يسمح بالحفاظ على أمنها القومي، وهو ما ينطبق على “هضبة الجولان” السورية. خاصة وأن ثمة توافقًا للرؤى “الأميركيةـالإسرائيلية”، في الفترة الراهنة، وتحديدًا، منذ الموافقة الأميركية على نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى “القدس”، في وقت اعترف القاضي الإسرائيلي، “جبرائيل هليفي”، من أن الوضع القانوني لـ”الجولان” أصعب بكثير من الضفة الغربية، على سبيل المثال. وهو ما نشرته (القناة السابعة) الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب