7 أبريل، 2024 5:19 ص
Search
Close this search box.

ببناء حاملات الطائرات وتصعيد قواتها البحرية .. “الصين” تستعد لعالم ما بعد أميركا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

لا تزال “البحرية الصينية” – التي أصبحت الأكبر في العالم – تنشر الصواريخ المضادة للسفن وأسلحة تفوق سّرعتها سرعة الصوت، وتبّني السفن وحاملات الطائرات واحدة تلو الأخرى، ما من شأنه مواجهة أقوى الأسلحة” البحرية الأميركية” في أي معركة مستقبلية.

وأعلنت “البحرية الصينية”؛ في 06 آذار/مارس 2024، أنها بصّدد تطوير حاملة طائراتها الرابعة لمنافسة الأسطول الأميركي في غرب “المحيط الهاديء”. وقال المفوض السياسي لبحرية “جيش التحرير الشعبي” الصيني؛ “يوان هوازي”، لصحيفة (South China Morning Post)، إن التقدم يسّير على الطريق الصحيح في بناء حاملة الطائرات الجديدة، مضيفًا أن الجمهور سيكتشف قريبًا ما إذا كانت الحاملة الجديدة ستكون تعمل بالطاقة النووية، تمامًا مثل بعض السفن الحربية الأكثر تقدمًا لدى “البحرية الأميركية”.

وحتى الآن؛ تمتلك القوات “البحرية الأميركية” والفرنسية فقط حاملات تعمل بالطاقة النووية٬ وهذا يسمح لهم بتنفيذ المهام لفترات طويلة دون التزود بالوقود. ويأتي إعلان “بكين” هذا، بعد عامين تقريبًا من إطلاق “الصين” حاملة الطائرات الثالثة، (فوغيان).

وعلى الرُغم من وصفها بأنها السفينة الحربية الأكثر تقدمًا في البلاد، إلا أن (فوغيان) لا تعمل بالطاقة النووية؛ لأن “بكين” لم يكن لديها ما يكفي من تكنولوجيا المفاعلات النووية البحرية أثناء تطويرها. ومع ذلك، تتميز حاملة الطائرات الصينية الثالثة بميزات متقدمة، مثل المقاليع الكهرومغناطيسية وأجهزة متطورة لإطلاق طائرات ثابتة الجناحين أثقل وأكبر حجمًا.

حاملات الطائرات الصينية.. “بكين” تُخطط لعالم ما بعد “أميركا”..

وفي الوقت الذي تتحرك فيه “الصين” بجرأة لإبطال مفعول حاملات الطائرات الأميركية، تواصل “بكين” ضخّ الموارد لبناء أسطولها الخاص من حاملات الطائرات. ورُغم أن دفاعاتها قد تُبطل التهديد الذي تُشّكله حاملات الطائرات في العصر الحديث، فلماذا إذاً تُنفق كل هذه الأموال والموارد في بناء هذه الحاملات ؟

تقول مجلة (National Interest) الأميركية؛ إن “الصين” تعتقد يقينًا أن أيام “الولايات المتحدة”، باعتبارها القوة المهيّمنة في منطقة المحيطين “الهاديء” و”الهندي”، باتت معدودة، وتتحرك “بكين” بناءً على هذا الاعتقاد، فلا يُخطط قادتها لهزيمة الأميركيين في القتال فحسّب، بل يُخططون أيضًا لعالم ما بعد “أميركا”.

فهم يعتزمون استخدام حاملات الطائرات لفرض إرادتهم على جيرانهم العنيدين، بالطريقة التي يعتقدون أن الأميركيين يستخدمون حاملاتهم بها الآن، لكنهم لا يُخططون لفعل ذلك إلا بعد أن يتأكدوا أنهم تمكنوا من قمع التهديد الأميركي؛ بحسب مزاعم التقرير الأميركي.

ولأن “الصين” باتت تتمتع بحرية أكبر في منطقة المحيطين “الهندي” و”الهاديء”، ستنّشر كل أسلحتها لتقليص النفوذ الأميركي الذي استمر لعقود، وسيّطر على البحار والمحيطات. ولو نشر الصينيون حاملات طائراتهم لتعزيز غزوهم الحتمي لـ”تايوان”، فمن المُرجّح ألّا يفعلوا ذلك إلا حين يتأكدون من إضعاف القوات الأميركية بالقدر الكافي، كما تدعي المجلة الأميركية.

حاملات الطائرات هي القلب النابض لاستراتيجية نشر القوة البحرية..

يعتقد الصينيون أن بإمكانهم التغلب على حاملات الطائرات الأميركية المكلِّفة بصواريخ أرخص بكثير وأسهل في إنتاجها. ولأن حاملات الطائرات هي القلب النابض لاستراتيجية نشر القوة البحرية الأميركية، فإما بخسّارة هذه الحاملات أو عدم نشرها خوفًا من خسارتها، سيضطر الأميركيون إلى قبول أي نموذج جديد تريد “بكين” فرضه على منطقة المحيطين “الهندي والهاديء”. وبعبارة أخرى، الأميركيون إما سيخسرون حربًا خسارةً كاملة، أو سيسّعون إلى التوصل إلى تسّوية مع “الصين” تسمح لـ”بكين” بالاستيلاء على “تايوان”.

وفور أن تتمكن “الصين” من “تايوان” يُصبح بوسّعها نقل محيطها الدفاعي بشكلٍ كامل إلى سلسلة الجزر الأولى، التي تمتد من “اليابان” عبر “تايوان” وصولاً إلى “الفلبين”. ومن هناك، يمكن لـ”بكين” أن تضغط بقوة على سلسلة الجزر الثانية، وتتمكن في نهاية المطاف من تحريك ونشر قوتها في السلسلة الثالثة وما بعدها، وبالتالي فما تُريده “الصين” من حاملات الطائرات استعراض القوة والهيّبة التي تمنحهما إياها، وليس لحرب حول “تايوان” مع “الولايات المتحدة”. كما يردد التقرير ادعاءات الآلة الدعائية الأميركية المضللة.

كيف يمكن لـ”الصين” مواجهة حاملات الطائرات الأميركية ؟

وترتيب العمليات مهم، كما تزعم المجلة الأميركية. ففي البداية، تُغرق “الصين” حاملات الطائرات الأميركية أو على الأقل تصدّها لفترة كافية، حتى تتمكن من الاستيلاء على “تايوان”، ثم تتفاوض على تسّوية مناسبة. وبعد ذلك تُعزز سيّطرتها على المنطقة، وتستمر في ردع حاملات الطائرات الأميركية بالصواريخ والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وثالثًا؛ داخل المحيط الجديد الذي أنشأته لنفسها تنشر أسطولها المتنامي من حاملات الطائرات، لإجبار جيرانها على قبولها، وليس “أميركا” البعيدة، قوة جديدة في المنطقة.

وبالتالي؛ تدعي (ناشونال إنترست* إن رؤية “الصين” تتلخص في استخدام حاملات طائراتها ضد أعداء أضعف عسكريًا مثل: “فيتنام” أو “الفلبين”، طالما ظلت قادرة على قمع الأميركيين. وهذا الوضع سيترك لدول مثل: “اليابان وأستراليا والهند” مهمة تعويض غياب “أميركا”، حيث لن تتمكن “الولايات المتحدة” من فعل شيء سوى أن تُشاهد من بعيد فرض “الصين” لهيمنتها على المنطقة.

وفي غياب القيادة الأميركية في هذه المشكلة، فلا يوجد ما يضمن قدرة “اليابان وأستراليا والهند” على تعويض هذا الغياب على أرض الواقع.

وكما قال “ديفيد سي كانغ”؛ عام 2007، ففي غياب ثقلٍ موازنٍ قويّ لطموحات “الصين” الإمبراطورية في المنطقة، فمعظم دول المنطقة ستنضم إلى “الصين”. وهذا تحديدًا ما تعتمد عليه “بكين”، وستُحاول أن تُثبّت لبقية المنطقة أن الأميركيين خرجوا ولن يعودوا أبدًا، وعلى هذا النحو فمن الأفضل عقد صفقة مع “الصين”.

ولهذا السبب؛ رُغم استثماراتها الضخمة في إبطال مفعول حاملات الطائرات في حرب قوى عظمى، تواصل “بكين” الاستثمار فيها. وبطبيعة الحال سوف يعمل الأميركيون وحلفاؤهم في المنطقة على تطوير استراتيجياتهم الخاصة لمواجهة “الصين”.

هل تستطيع “البحرية الأميركية” مواكبة أسطول “البحرية الصينية” المتنامي ؟

تُقر “واشنطن” بأن تطور “البحرية الصينية” وتوسّعها يتسّارع بشكلٍ لم تكن تتخيله “الولايات المتحدة الأميركية”، حيث يقول تقرير صادر عن “مركز التقييّمات الاستراتيجية والميزانية”؛ (CSBA)، المتخصص في سياسة الدفاع الأميركية وتخطيط القوة والميزانيات، إنه يمكن أن تدخل “بحرية جيش التحرير الشعبي” الصيني عددًا أكبر من السفن الحربية في الخدمة، مما كان متوقعًا.

ويقول التقرير إنه بحلول عام 2030؛ يمكن أن تمتلك “البحرية الصينية”؛ (10) غواصات للصواريخ (الباليستية) و(05) حاملات طائرات على الأقل، ناهيك عن مئات القطع البحرية التي تجاوزت ما لدى “البحرية الأميركية”.

توضح الوثيقة التي تم إصدارها عام 2022؛ أنه بحلول عام 2030، يمكن أن يكون لدى “الصين” ما يصل إلى: (10) غواصات للصواريخ (الباليستية) وما مجموعه (05) حاملات طائرات. وبحسّب “مركز التقيّيمات الاستراتيجية”، فإن الإسقاط العام لهذه الإحاطة يُشير إلى أن “جيش التحرير الشعبي” الصيني؛ لديه الموارد اللازمة لمواصلة تحديثه خلال عشرينيات القرن العشرين.

ويُضيف التقرير أن الجيش الصيني يمكنه: “الحفاظ على قواته الدفاعية الإقليمية وتوسيّعها وتحسّينها، بما في ذلك الطائرات المقاتلة قصيرة المدى والصواريخ (الباليستية) وصواريخ (كروز) الأرضية والفرقاطات وقوارب الصواريخ وغواصات الديزل والكهرباء”.

كما يمكن للجيش الصيني أن يواصل بناء مجموعة من المنصات الكبيرة للعمليات الكبرى، بما في ذلك حاملات الطائرات والطرادات والمدمرات والسفن اللوجستية والقاذفات الاستراتيجية وطائرات النقل والتزود بالوقود الاستراتيجية.

على الرُغم من أنه ليس بالضرورة أن يكون ذلك مؤشرًا دقيقًا تمامًا لما سيكون عليه هيكل القوة المستقبلية للجيش الصيني بالضبط، بعد (06) إلى (08) سنوات من الآن، إلا أن التقرير يُحذر “البحرية الأميركية” من سرعة توسع “البحرية الصينية”. داعيًا “البحرية الأميركية” إلى أن تحتفظ بتفوقها تحت الماء، رُغم براعة “الصين” النوعية والعددية المتزايدة فوق الماء، وهي ميزة يمكن أن تكون حاسّمة في المستقبل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب