كتابات – واشنطن :

اعتبر باحثون في العلوم السياسية أن الرئيس الأميركي جو بايدن عندما وقع أمس أمرا ا تنفيذيا حول المساواة العرقية وإنهاء أسطورة تفوق البيت الأبيض فإنه يفتح الباب لتغيير اجتماعي قادم من قاع الهرم الأمريكي إلى قمة السلطة في البيت الأبيض، ونقلت وكالة سكاي نيوز الأمريكية للأنباء عن بايدن قوله وهو يوقع الأمر التنفيذي الرئاسي بالمساواة العرقية قوله : علينا أن نواجه نظريات تفوق العرق الأبيض ونعمل على تحقيق المساواة بين كل الأميركيين.
الباحث في العلوم السياسية حازم سالم يشير إلى أنه عندما خرج الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على الناخبين الأمريكيين بفيديو مذهل يستشهد فيه بحديث للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ، ويطالب فيه بتدريس الدين الإسلامي في المدارس الأمريكية ويعتذر عما تعرض له المسلمون في فترة حكم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من تحقير لم يكن مجرد فعل عفوي يقوم به شخص متحمس، فتوقيت بث الفيديو في ذورة المنافسة الانتخابية بينه وبين خصم بشراسة دونالد ترامب كانت كفيلة بالقضاء على المستقبل السياسي لبايدن والحزب الديمقراطي بأكمله في أن يفوز بالانتخابات الرئاسية أو أن يفوز حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي , ولكن يبدو من ثقة الرئيس الأمريكي المنتخب وهو يردد الحديث النبوي الشريف الذي كتب له بعبارات قريبة جدا من الصحة وكأن من كتبه متخصص في ترجمة العلوم الشرعية يكشف عن أن من وراء بايدن أو من نصحه باللجوء لكسب أصوات الناخبين من المسلمين على دراية بأن التاريخ الاجتماعي للولايات المتحدة الأمريكية وللحزب الديمقراطي على وجه الخصوص يتغير أو أنه تغير بالفعل.
أضاف سالم أن بايدن وهو يخاطر باستخدام حديث نبوي شريف للنبى محمد صلى الله عليه وسلم كان على دراية بأنه لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأمريكية فإن أصوات الناخبين المسلمين أو الناخبين من أصول إسلامية وعربية أكثر ثقلا في كفة الترجيح من كل أصوات اليهود الأمريكيين، مع الإشارة إلى أن السلوك التقليدي للناخب اليهودي هو أن يصوت للحزب الديمقراطي في كل الأحوال، ولكن سالم يجزم في نفس الوقت بأن صانع القرار في داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي أصبح على ثقة بأن التاريخ الاجتماعي للولايات المتحدة الأمريكية قد تغير أو في طريقه لأن يتغير بالكامل، ويدلل سالم على ذلك بأنه لأول مرة في تاريخ الإدارات الأمريكية يدخل شخص من أصول فلسطينية للمكتب البيضاوي ضمن فريق عمل الرئيس الأمريكي في إشارة إلى ريما دودين وهى المرأة التي تعود أصولها لمدينة الخليل الفلسطينية والتي اختارها بادين لتشغل منصب مدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض، وهو منصب يكتسب أهميته من أن كل التشريعات التي سوف ترسل للكونجرس الأمريكي من البيت الأبيض أو العكس سوف تعرض عليها لتعرض رأيها حولها لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر كان ضمن الخيال السياسي لو طرح قبل 10 سنوات من الآن.