“بايدن” يفوز بالسباق الرئاسي .. فهل يعترف “ترامب” بالهزيمة أم يستمر في إحراق مراكبه ؟

“بايدن” يفوز بالسباق الرئاسي .. فهل يعترف “ترامب” بالهزيمة أم يستمر في إحراق مراكبه ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أخيرًا؛ وبعد أكثر من 10 أيام، أكدت شبكة (سي. إن. إن) العالمية؛ أن الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، قد فاز بكل الأصوات في ولاية “جورجيا”، ولكن على العكس من ذلك فلقد حصل الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، على جميع الأصوات في ولاية “نورث كارولينا”.

ولقد حصل أيضًا، “جو بايدن”، على أصوات “المجمع الإنتخابي”، التي بلغت 306 صوتًا، مما ساعد على فوزه في الانتخابات الرئاسية ليصبح الرئيس المنتخب الجديد، بينما كان إجمالي الأصوات التي حصل عليها، “دونالد ترامب”، هي 232 صوتًا، وهذا ما جعله يخرج من السباق الانتخابي، حيث يجب الحصول على 270 صوتًا للفوز.

كما أكدت شبكة (سي. إن. إن) الإخبارية؛ أن ولاية “جورجيا” تعتبر هي معقل الجمهورين منذ ثلاث عقود سابقة، مما يعتبر طعنة أن يكون الفائز في هذه الولاية هو مرشح ديمقراطي، الأمر الذي يحدث لأول مرة، منذ عام 1992، بعد فوز “بيل كلينتون”.

مكسب الحزب الديمقراطي في ولاية جمهورية..

مكسب (الحزب الديمقراطي) في ولاية جمهورية يعتبر بداية جيدًة لبدء بناء مكاسب كبيرة من قِبل هذا (الحزب الديمقراطي)، بعد أن فشلت خلال السنوات الماضية؛ أن تفوز المرشحة الديمقراطية، “ستايسي إبرامز”، بمنصب الحاكم في تلك الولاية.

وكانت التوقعات تؤكد أن “دونالد ترامب” سوف يفوز بالفعل بجميع الأصوات في ولاية “كارولينا” الشمالية.

وفي النهاية؛ فاز “جو بايدن”، بعدد 306 صوت، وبهذا يكون عدد الأصوات متطابق مع نفس العدد الذي حصل عليه الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، في عام 2016، وبهذا يكون “جو بايدن” قد فاز بشكل ساحق من (الحزب الديمقراطي) ضد (الحزب الجمهوري).

ورغم ذلك، لا يزال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، الذي أعرب في أكثر من مناسبة عن شكوكه في نتائج الانتخابات الرئاسية الرسمية وغير الرسمية على حد سواء، يرفض الاعتراف بهزيمته أمام الرئيس المنتخب، “جو بايدن”، كما ينص التقليد الأميركي عقب إعلان فوز أحد المرشحين.

شن هجوم على المؤسسة الديمقراطية..

وبسبب هذه التصرفات؛ يرى البعض أن الملياردير الجمهوري لا يفعل سوى الإعداد لشن هجوم على المؤسسة الديمقراطية الأميركية.

ويرى آخرون أن الرئيس المحبط بسبب التخلي عن منصبه، يخرج من قبعة “رجل الاستعراض” كل ما يمكن أن يسبب الفوضى من أجل إبقاء الأضواء مسلطة عليه مهما كان الثمن.

وتنتشر نظرية المؤامرة، لدى كل شخص متسع من الوقت ليطرح نظريته.

من زاوية معينة، لا يفعل “دونالد ترامب” سوى ممارسة حق شرعي في المطالبة بالتحقق من نتائج فرز الأصوات في انتخابات؛ كانت النتائج فيها متقاربة جدًا بينه وبين “جو بايدن”، في بضع ولايات حاسمة، حيث يدعي أن الانتخابات شابها الغش. فحتى يوم الخميس الماضي، أرسل تغريدة كتب فيها: “الانتخابات مزورة”.

وحتى الآن، وبعد ما يقرب من 10 أيام من الاقتراع، ما زال معسكر “ترامب” غير قادر على تقديم عنصر واحد ملموس يثبت وجود عمليات تزوير واسعة النطاق.

فيما نفت السلطات الانتخابية الأميركية، الخميس، وجود أدلة على فقدان أصوات أو تعديلها، أو على وجود عيوب في الأنظمة الانتخابية خلال الانتخابات الرئاسية.

وأشارت هذه السلطات، وبينها خصوصًا “وكالة الأمن السيبراني” و”أمن البنية التحتية”، التابعة لـ”وزارة الأمن الداخلي”، في بيان مشترك؛ يتعارض مع إدعاءات الجمهوريين و”البيت الأبيض”، إلى أن: “انتخابات الثالث من تشرين ثان/نوفمبر كانت الأكثر أمانًا في التاريخ الأميركي”.

وتابعت الوكالة في البيان؛ أنه: “لا توجد أدلة على أن أي نظام انتخابي حُذِف أو فقَدَ أصواتًا أو عدلها، أو تم اختراقه بأي شكل من الأشكال”. مضيفًا: “رغم عِلمنا بأن العملية الانتخابية لدينا تُشكل موضوع الكثير من الإدعاءات التي لا أساس لها وحملات التضليل، يمكننا أن نؤكد لكم أن لدينا ثقة مطلقة في أمن انتخاباتنا ونزاهتها”.

يتبع استراتيجية استبدادية..

وبحسب (فرانس 24)، يقول مؤيدو نظرية الانقلاب، إن قطب الأعمال السابق نزع قناعه ويتبع الآن بلا خجل استراتيجية استبدادية.

ويضيفون إن التصرف على هذا المنوال منطقي بالنسبة لشخص لم يخف أبدًا إعجابه بـ”فلاديمير بوتين”، وغيره من القادة المتنفذين، الذين لا يُعرف عنهم حقًا دفاعهم عن القواعد الديمقراطية.

ويستندون في دعم نظريتهم إلى إقالة “ترامب”، الإثنين الماضي، وزير دفاعه، “مارك إسبر”، الذي اعتبرت أفكاره متباينة أحيانًا عن الخط الرئاسي.

إقالات وتعيينات..

وفي أعقاب عزل “إسبر”، تم إعفاء مسؤولين كبار آخرين من مهامهم في (البنتاغون). “لماذا ؟”؛ سأل في تغريدة، “ألكسندر فيندمان”، الضابط والمستشار التنفيذي السابق؛ الذي طُرد من “البيت الأبيض”، لأنه شهد ضد الرئيس أثناء إجراءات عزله.

ومن بين أجراس الإنذار الأخرى التي تم الاستشهاد بها لدعم هذه النظرية، الضوء الأخضر الذي منحه، يوم الإثنين، وزير العدل الأميركي، “بيل بار”، لفتح تحقيقات في مخالفات محتملة خلال الانتخابات الرئاسية.

وهو موقف غير مسبوق أدى إلى استقالة، “ريتشارد بيلغر”، المسؤول عن شؤون الانتخابات في الوزارة.

سيناريو كارثي..

وندد رجلا قانون هما: “راين غودمان” و”أندرو وايزمان”؛ بقرار “بار”، الذي قالا إنه: “يخول استخدام الوزارة من أجل إلغاء نتائج الانتخابات”، في مقال نُشر في صحيفة (واشنطن بوست) اليومية.

ووفق سيناريو أكثر تطرفًا ستكون نتيجته كارثية لو حدث، سيعمل “دونالد ترامب” من أجل الاستحواذ سرًا على “المجمع الانتخابي”، وهي الهيئة التي تجمع كبار الناخبين المسؤولين عن تعيين الرئيس رسميًا في كانون أول/ديسمبر، وفقًا لقواعد الاقتراع الأميركي غير المباشر.

مثل هذه الفرضية التي من شأنها أن تفترض أن الولايات الجمهورية ستنجح في لي ذراع عدد كبير من كبار الناخبين، تبدو غير واقعية. لكنها توضح حالة التوتر السائدة حاليًا في البلاد.

كما لم يساعد التصريح؛ الذي أدلى به وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، الثلاثاء الماضي، والذي تحدث رغم كل ما يجري، عن الانتقال إلى ولاية “ثانية” لـ”دونالد ترامب”، على تهدئة النفوس.

استخدام سياسة الأرض المحروقة..

وتضيف (فرانس 24)؛ أن النظرية البديلة التي يتم تداولها في “واشنطن” حاليًا؛ هي أن “ترامب” عازم على الانسحاب، ولكن من خلال إظهار سلوك يتعارض مع تواضع المهزوم ولياقة شخص انتهت ولايته.

وبين سياسة “الأرض المحروقة” والبحث عن تمويل إضافي لحملته، يمكن للرئيس الاستمرار في رفض الاعتراف بهزيمته والبقاء مخلصًا لصورته “الرجولية”، التي يحب أن يعطيها عن نفسه، وهي صورة “المقاتل” و”المنتصر”، علمًا أنه كان دائمًا يقول إنه يكره “الخاسرين”.

وحتى وإن حل في المركز الثاني في السباق إلى “البيت الأبيض”، فهو يعلم أنه نتيجة لذلك يمكنه الإعتماد على قاعدته الانتخابية المتينة والوفية، والتي تضم أكثر من 72 مليون صوت.

ومع حلول ساعة التحول، يبدو من جديد وقد أغوته الشاشة الصغيرة، خصوصًا بعد أن شجب تغير لهجة قناة (فوكس نيوز)، التي لم تكن مؤاتية تمامًا له.

إن تواجده بكثافة في الساحة الإعلامية بأي ثمن أو مواصلة دعوة الأميركيين إلى تمويل “صندوق الدفاع عن الانتخابات الرسمي”، لا يمكن أن تخدم سوى رغبته في البقاء في الواجهة، حتى في ظل رئاسة “بايدن”.

وستوفر الفوضى التي سيكون قد زرعها خلفية؛ مثالية للحلقة الأولى من مسلسل تلفزيوني واقعي جديد يلعب فيه الرجل السبعيني دور البطولة، خاصة وأنه قال في إحدى تجمعاته الانتخابية؛ إنه قد يعود إلى الشاشة الصغيرة إذا خسر أمام “جو بايدن”، واصفًا إياه بأنه: “أسوأ مرشح في تاريخ السياسة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة