بعد مرور أسابيع من دخول الرئيس الأمريكي جو بايدن للمكتب البيضاوي لا يزال الرئيس الأمريكي وفريقه غارقا في الملف الإيراني المتشعب في كل الاتجاه، فالإيرانيون يبدون غير جادين في العودة لأى اتفاق نووي يمكن أن يضمن التزامهم بالحد الأدنى من الالتزامات المطلوب منهم من جانب الغرب. أو حتى أن يكف الإيرانيون عن إثارة المشاكل في سوريا ولبنان والعراق.
ووفقا لدانييل بليتكا الباحثة في معهد أمريكان إنتربرايز لأبحاث السياسة العامة فإن إدارة بايدن تبدو حتى الآن أسيرة لحزمة الأفكار التي تركها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حول شكل العلاقة المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران. وتعتقد دانييل بليتكا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو الذي تعمد أن يضع أى خليفة محتمل يأتي من بعده في الورطة الإيرانية، وكانت عين ترامب في هذا الوقت على المتاعب التي سوف يتعرض لها جو بايدن، فعندما انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي صاغه سلفه أوباما ، كتب كولين كال ، مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس جو بايدن آنذاك على تويتر “قرعت طبول الحرب”.
فبالنسبة لكال وآخرين ممن تفاوضوا على الاتفاقية النووية ، التي لم تعد سارية بين الغرب وإيران ، لا يمكن أن يكون هناك اتفاق أفضل مع طهران ، ويتخوف جميع المحيطين بجو بايدن حاليا من أن الرئيس الأمريكي غير قادر فعلا على اتخاذ قرار يجبر من خلاله الإيرانيين على العودة لإطار الاتفاق النووي بشكل ملزم لهم.
وتنقل دانييل بليتكا عن كال قوله إن العقوبات الحالية على إيران يجب أن تظل سارية حتي تمتثل إيران للالتزمات النووية، إلا أنه قال في نفس الوقت أن فكرة الوصول لاتفاق نووي أفضل بين إيران وبين الغرب مقارنة بالاتفاق الذي أبرمه أوباما خلال فترة ولايته هو ” وهم كبير” ، ولكن في كل الأحوال فإن على إدارة بايدن أن تحاول إقناع إيران بقبول فكرة تفكيك جزء كبير من ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية ، وأن تنهي الدعم الإيراني للإرهاب والتشدد وأن تتوقف عن إثارة المشاكل في المنطقة.