يثير تفويض الرئيس بايدن للقيادة الميدانية في الشرق الأوسط توجيه ضربات انتقامية أمريكية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا أسئلة حول سياسات إدارته تجاه العراق وسوريا . وقد . تزايدت حدة هذه الأسئلة بالنظر إلى أن بايدن أصدر هذا التفويض في حدود سلطاته الرئاسية وبدون أن يرجع للكونجرس الأمريكي أو أى لجنة داخله يتعلق عملها بالدفاع والأمن القومي الأمريكي .
في تقرير أخير لمركز بروكنجز للدراسات السياسية اعتبر المركز إن الضربة الأمريكية التي استهدفت كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء هي رد مدروس قامت به إدارة بايدن لتوصيل رسالة لإيران ووكلائها داخل العراق بأن الإدارة الأمريكية سوف تتخذ ما يلزم من إجراءات انتقامية بدون أن تدفع بالعراق في أتون مواجهة بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت فإن إدارة بايدن تريد أن تمد يدها لحكومتي بغداد وأربيل ليحاولا كبح جماح الميليشيات الموالية لإيران داخل العراق بدون أن تنجرف حكومتا بغداد وأربيل لصراعات سياسية جانبية وأن تركز الحكومتين على حل المشاكل الاقتصادية التي تعرقل عملية التحول الديمقراطي في العرق، وعلى ذلك فإنه يبدو أن بايدن يوازن بين الحاجة إلى الرد على الهجمات بالوكالة الإيرانية مع ضمان أن العراق لن ينغمس في عنف واسع النطاق وعدم استقرار .
لكن مع ذلك فإن التقرير يخلص إلى أن إيران لن تكف عن دفع الميلشيات الموالية لها لمهاجمة أهداف أمريكية في العراق بالنظر إلى أن إيران تعتقد أن هذا يعزز من قدرتها التفاوضية في هذه المفاوضات إذا رفعت الرهان عن طريق إصابة أو قتل أفراد أمريكيين من خلال وكلاء لها في العراق، وهى استراتيجية قد تتحول طهران عنها إلى دفع وكلاء لها في اليمن لقصف السعودية للضغط على الرياض لتطلب من واشنطن التدخل لإقناع طهران بعدم الاستمرار في توجيه الضربات المؤلمة للسعودية.