15 يوليو، 2025 12:56 م

بايدن واجه المالكي بوثائق وتسجيلات تفضح دعمه للأسد

بايدن واجه المالكي بوثائق وتسجيلات تفضح دعمه للأسد

كشفت مصادر عراقية بارزة أن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أجرى اتصالين هاتفيين في اليومين ‏الماضيين, الاول مع رئيس الوزراء نوري المالكي والثاني مع رئيس البرلمان اسامة النجيفي, حيث ‏كان محور المحادثات ملف استمرار تدفق المقاتلين الشيعة العراقيين الى سورية للدفاع عن نظام بشار ‏الأسد.‏

وقال قيادي بارز في ائتلاف “متحدون” برئاسة النجيفي, الذي يعتبر أحد أبرز قادة السنة على الساحة ‏العراقية, لـجريدة السياسة إن رئيس البرلمان طلب بإلحاح من بايدن التدخل لوقف تدفق المقاتلين ‏العراقيين من جماعتي “عصائب أهل الحق” برئاسة قيس الخزعلي وهو حليف سياسي للمالكي ‏و”كتائب حزب الله العراقي” بزعامة واثق البطاط, وقد تعهد نائب الرئيس الاميركي بالتعامل مع هذا ‏الملف بحزم أكبر كما فعلت واشنطن مع ملف الطائرات الايرانية التي تعبر الاجواء العراقية باتجاه ‏المطارات السورية.‏
وأضاف أن ملف انتقال المقاتلين الشيعة العراقيين إلى سورية, بات يتصدر قائمة الخلافات مع المالكي ‏في الوقت الراهن, لكون العملية تتم عبر المدن السنية التي تقع على الحدود السورية, وبالتالي بدا الامر ‏كأنه مشاركة من السنة العراقيين في الحرب ضد الثورة السورية, بدليل ان الائتلاف السوري ‏المعارض نقل شكوكه الى قادة سنة في بغداد ومحافظة الانبار بشأن تورط شيوخ عشائر وشخصيات ‏سنية قريبة من رئيس الوزراء العراقي في تسهيل مرور المقاتلين الشيعة الى الاراضي السورية.‏
وكشف القيادي العراقي أن النجيفي ارسل الى بايدن بعض المستندات التي تثبت ان المالكي على علم ‏بعملية تدفق المقاتلين الشيعة الى سورية, منها لقاءات جمعته مع الخزعلي الذي يعد حليفاً سياسياً له ‏في مواجهة تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, وأن هذه اللقاءات كانت تتم في وقت تتصاعد فيه ‏عمليات ارسال هؤلاء المقاتلين ولذلك من الصعب التصديق ان الخزعلي وهو الذي يدير تصدير ‏السلاح والمسلحين الشيعة الى سورية لا يصارح ولا يطلع المالكي على بعض تفاصيل العملية التي ‏تجري عبر الأنبار.‏
كما أن رئيس البرلمان العراقي نقل الى لبايدن, عبر مسؤولين اميركيين محاضر لقاءات بين المالكي ‏وبين شيوخ عشائر سنية, في مدن واقعة على الحدود العراقية – السورية, تتضمن حوارات للمالكي ‏يتحدث فيها عن أن المعركة في سورية هي “معركة سنية – شيعية واحدة, لأن العدو واحد وهو تنظيم ‏‏”القاعدة” والجماعات المرتبطة به”, كما ان المالكي حذر هؤلاء الشيوخ من ان سقوط الاسد معناه ‏انتصار “القاعدة”, ما يؤدي الى تقوية نفوذ التنظيم الارهابي في المدن العراقية السنية, ولذلك يجب ‏التعاون بين الشيعة والسنة لمقاتلة التنظيمات الارهابية سواء داخل العراق او سورية.‏
واشار القيادي المقرب من النجيفي الى ان المالكي دفع اموالاً كبيرة لشيوخ عشائر وقادة سياسيين سنة ‏للحصول منهم على مواقف داعمة لانتقال المقاتلين الشيعة الى سورية, وقد انكشف اهداف هذا العمل ‏قبل اسابيع قليلة لأن الكثيرين من قادة الاعتصامات في المدن السنية كانوا يعتقدون ان هذه الاموال ‏تدفع لثنيهم عن المشاركة في ساحات الاعتصام واتخاذ مواقف معلنة ضد مطالب المعتصمين, غير ان ‏بعض الشيوخ اقر ان قسماً مهماً من هذه الاموال دفعت لتسهيل تدفق المقاتلين الشيعة الى سورية ‏للقتال الى جانب قوات الاسد, وبالتالي يمثل هذا السلوك دليلاً على دور ما للمالكي في مساندة عملية ‏نقل المقاتلين الشيعة الى سورية بكل ما فيها من استحقاقات ومتطلبات لوجستية.‏
في سياق متصل, ذكر تقرير لمستشارية الأمن الوطني العراقي برئاسة فالح الفياض, ان تصاعد اعمال ‏العنف في المدن العراقية بهذا الشكل “المفرط” سببه تدفق المقاتلين العراقيين الشيعة الى سورية.‏
وأوضح التقرير أن “القاعدة” والجماعات البعثية العراقية, نجحا في استثمار هذا التدفق, في اقناع ‏شريحة واسعة من شيوح العشائر السنية في محافظة الانبار بصورة خاصة للانضمام الى الحرب ‏الدائرة ضد قوات المالكي, كما أن سكان بعض البلدات السنية على الحدود باتوا يخشون من بطش ‏الاجهزة الامنية التابعة لرئيس الوزراء, ولذلك قبلوا بالتعاون مع “القاعدة” والبعثيين للاستقواء وطلب ‏الحماية من قوة عسكرية اخرى غير قوة الحكومة العراقية, لأن الميليشيات الشيعية المتغلغلة في تلك ‏الاجهزة تمارس التهديد والقتل ضد بعض شيوخ العشائر السنية, لقبول انتقال المقاتلين الشيعة للقتال ‏الى جانب قوات الاسد.‏
وأضاف التقرير ان الكثير من رجال الدين والمثقفين السنة, يعتقدون ان انتصار نظام الاسد سيترتب ‏عليه المزيد من هيمنة حكومة المالكي على الاوضاع في المدن السنية المنتفضة, وأن مصير ‏المعارضة السنية العراقية سيجد طريقه الى الزوال في حال انهزمت الثورة السورية, كما أن انتصار ‏الاسد في رأي الكثيرين في المدن السنية, يعني ان النفوذ الايراني سيكون في قلب هذه المدن, بعدما ‏كان محصوراً في المحافظات الشيعية العراقية في الجنوب, وبالتالي تبلورت قناعة في الشارع السني ‏أن حقبةً من التواجد الايراني المباشر والمعلن ستعرفها مدن الانبار وصلاح الدين ونينوى بعد انتهاء ‏الصراع السوري لمصلحة الاسد, ولهذه الاسباب واسباب اخرى فإن المدن السنية تحولت مجدداً الى ‏حواضن آمنة للجماعات المسلحة من “القاعدة” وحزب “البعث” المنحل وهذا ما يفسر ارتفاع وتيرة ‏الهجمات وتنامي نفوذ هاتين الجماعتين اللتين بدأتا تتحركان وتعملان في ظروف افضل بكثير من ‏السابق.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة