تكررت الرسائل الغامضة التي تصدر عن الإدارة الأمريكية وتستهدف السعودية خلال الأيام الأخيرة، فقد قال البيت الأبيض في بيان غيرمفهوم مناسبة أو سبب صدوره ، الأثنين، إن الرئيس الأمريكي سيتصل بالملك سلمان في الوقت المناسب . جاء هذا البيان المقتضب في سطر واحد فقد بعد إن فاجأ البيت الأبيض الأوساط السياسية في العالم العربي بإعلان لم يسبق له مثيل بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر عدم التواصل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو إعلان خرجت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية لاحقا لترجعه لاعتبارات تتعلق بالبروتوكول، ثم أجرى وزير الدفاع الأمريكي لاحقا مكالمة مع ولى العهد السعودي، وهى مكالمة احتفت بها وسائل الإعلام في السعودية
مراقبون اعتبروا أن هذا الإعلان غير المسبوق من جانب الرئيس الأمريكي، وغير المفهوم سبب صدور بيان به من المتحدث باسم البيت الأبيض في هذا الوقت بالذات، قد يكون رسالة من واشنطن للأسرة الحاكمة في السعودية بأن محمد بن سلمان قد لا يكون مرغوبا في أن يصل لعرش المملكة، وأشار مراقبون في نفس الوقت إلى أنه سواء كان التفسير من جانب البيت الأبيض بروتوكولًا صارمًا أم تقليصًا مقصودًا لترتيب محمد بن سلمان ، فإن هذه الخطوة تعكس رفض بايدن العلني للتعامل مع بن سلمان في انتظار قرار محكمة فيدرالية أمريكية خلال الفترة القادمة بإلزام وكالة المخابرات المركزية بالكشف عما لديها من معلومات حول عملية اغتيال جمال خاشقجي في أكتوبر 2018 ، وهو في هذا الوقت كان يحمل إقامة سارية في الولايات المتحدة ويعمل في وظيفة كتب العمود في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وسط دلائل لا ترجح أن تؤدي خطوة بادين إلى إقناع العاهل السعودي الملك سلمان بالتراجع عن فكرة توريث العرش لابنه محمد بن سلمان، بالإشارة إلى أن محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي الحالي للسعودية، ولكن قد تمثل هذه الخطوة ضغوطا إضافية على ولي العهد السعودي ليظهر مرونة أكبر في ملفات أخرى تتعلق بحقوق الإنسان في بلاده أو ملف بلاده الملتهب في اليمن، أو حتى لدفع السعودية لسرعة التطبيع مع إسرائيل.
