خاص: كتبت- نشوى الحفني:
حرب كلامية مشتعلة بين “أميركا” و”روسيا” على إثر ما يقوم به الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، من تصريحات يُعطي بها المهل لـ”روسيا” من أجل إيقاف الحرب، فبعدما أعطى مهلة (50 يومًا) تراجع لتكون (10 أيام) فقط للوصول إلى اتفاق يمكن من خلاله التفاوض بين “موسكو” و”كييف”؛ وإلا فرض عليها المزيد من العقوبات، وهو ما قوبل بنوعٍ من البرد من قبل الجانب الروسي، ليُثير الأمر حفيظة الرئيس الأميركي فيُطلق العديد من التصريحات التي تُقابل بالرد من الجانب الآخر.
فالجمعة؛ أعلن الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، في تغريدة على حسابه في منصة (تروث سوشال)، أنه أمر: “بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة”، وذلك ردًا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي؛ “دميتري مدفيديف”.
وكتب “ترمب”: “بناءً على التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق؛ ديمتري ميدفيديف، والذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي في روسيا، فقد أصدرتُ أوامر بتمركز غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسَّبًا لاحتمال أن تكون هذه التصريحات الطائشة والمثَّيرة للفتنة أكثر من مجرد كلمات”.
وأضاف: “الكلمات مهمة جدًا، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!”.
“لعبة إنذارات وخطوة نحو الحرب”..
وكان الرئيس الروسي السابق؛ “دميتري ميدفيديف”، الخميس، قد طلب من الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، أن يتذكر أن “موسكو” تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفياتية والتي توجد لديها كملاذ أخير، وذلك بعد أن نصح “ترمب”؛ لـ”ميدفيديف”، بأن: “ينتبه لكلامه”.
وقال إن تهديد “ترمب” بفرض رسوم جمركية عقابية على “روسيا” ومشتري النفط الروسي: “لعبة إنذارات” وخطوة أقرب إلى حرب بين “روسيا” و”الولايات المتحدة”.
وكتب “ترمب”: “قولوا لميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل؛ الذي يعتقد أنه لا يزال رئيسًا لروسيا، أن ينتبه لكلامه. إنه يدخل منطقة خطرة للغاية!”، موجهًا تحذيره الثاني للحليف المقرب من الرئيس؛ “فلاديمير بوتين”، في الأسابيع القليلة الماضية.
رسوم جمركية..
وفي وقتٍ سابق من الشهر المنصرم؛ هدّد “ترمب” بفرض رسوم جمركية: “صارمة” على الشركاء التجاريين لـ”روسيا” إذا لم توافق “موسكو” على وقف إطلاق النار في غضون (50 يومًا)، مانحًا الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، مهلة حتى 02 أيلول/سبتمبر المقبل.
لكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني؛ “كير ستارمر”، في 29 تموز/يوليو، قال “ترمب” إنه سيُخفض المهلة التي منحها لـ”بوتين” من (50 يومًا): “إلى عدد أقل”، قائلًا إن هذا قد يكون: “10 أو 12 يومًا”، للموافقة على وقف إطلاق النار في “أوكرانيا” أو مواجهة رسوم جمركية عليها وعلى مشتري النفط منها.
وبرّر “ترمب” هذه الخطوة بالقول إنه شعر بخيبة أمل من “بوتين”، الذي لم يُظهر أي استعداد للتسوية.
وقد أكد (الكرملين) مرارًا أنه لن يرضخ للضغوط لإبرام صفقة.
وقال المتحدث باسم (الكرملين)؛ “دميتري بيسكوف”، إن عملية تطبيع العلاقات المستَّمرة بين “روسيا” و”الولايات المتحدة” قد تباطأت.
وأضاف أن “موسكو” لا تزال مهتمة بالحفاظ على العلاقات وتأمل أن تكتسب العملية زخمًا كبيرًا.
“اليد الميتة الأسطورية”..
وقال “ميدفيديف”؛ إن: “تصريح ترمب أظهر أن روسيا يجب أن تستمر في مسّار سياستها الحالية”.
وأضاف في منشور على (تليغرام): “إذا كانت بعض الكلمات الصادرة عن رئيس روسي سابق قد أثارت رد فعل عصبي من رئيس الولايات المتحدة صاحب المقام الرفيع والعظيم، فإن روسيا تفعل كل شيء بشكل صحيح وستواصل المُضّي في مسارها الخاص”.
وقال إن على “ترمب” أن يتذكر: “مدى خطورة (اليد الميتة) الأسطورية”، في إشارة إلى نظام قيادة روسي شبه آلي سري مصمم لإطلاق صواريخ “موسكو” النووية في حالة النيل من قيادتها في ضربة قاضية من عدو.
توبيخ على انتقاد ضربات أميركا على إيران..
ووبخ “ترمب”؛ “ميدفيديف”، في تموز/يوليو، متهمًا إيّاه بإساءة استخدام كلمة: “نووي” بعد أن انتقد المسؤول الروسي الضربات الأميركية على “إيران”، وقال إن: “عددًا من الدول” مستَّعدة لتزويد “إيران” برؤوس نووية.
وقال “ترمب” في ذلك الوقت: “أعتقد أن هذا هو السبب في أن بوتين هو (الزعيم)”.
توقعات مبالغ فيها..
من جهته؛ اعتبر الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، أن أسباب شعور البعض بخيبة الأمل إزاء محادثات السلام في “أوكرانيا” تعود إلى: “توقعات مبالغ فيها”.
ولم يُشر الرئيس الروسي مباشرة إلى نظيره الأميركي؛ “دونالد ترمب”، الذي صرّح قبل أيام بأنه يشعر بخيبة أمل من تعاطي “بوتين” مع محادثات السلام.
وحتى قبل وصوله إلى “البيت الأبيض”، طالما أكّد “ترمب” أنه قادر على إنهاء الحرب في “أوكرانيا” خلال (24 ساعة).
ونجح الرئيس الأميركي بالفعل في دفع “موسكو” و”كييف” إلى أول لقاء مباشر منذ الأسابيع الأولى من الحرب، لكن نتائج المباحثات لم تُسفر إلا عن تفاهم بخصوص تبادل الأسرى.
وقال “بوتين”، الجمعة، إنه يأمل في استمرار محادثات السلام بين “موسكو” و”كييف”، وفي أن تتمكن فرق العمل من مناقشة تسويات ممكنة، لكنه أكّد أن أهداف “موسكو” لم تتغيّر.
وتحدّث “بوتين” قبل أسبوع واحد من انقضاء المهلة التي حدّدها الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، لـ”روسيا”، للموافقة على وقف إطلاق النار في “أوكرانيا” أو مواجهة عقوبات جديدة ستطول أيضًا مشتري صادراتها من الطاقة، دون أن يُبدِي مؤشّرًا على تغيّر موقف “موسكو”.
وقال إن مَن يشعر بخيبة الأمل إزاء نتائج محادثات السلام حتى الآن، فإن ذلك يعود إلى توقّعات مبالغ فيها.
تصب في مصلحة “روسيا”..
وأدلى “بوتين” بهذه التصريحات وإلى جواره رئيس بيلاروسيا؛ “ألكسندر لوكاشينكو”، في شمال “روسيا”، وقال إنّه ينبغي إجراء المحادثات: “دون كاميرات وفي أجواء هادئة”.
وأضاف أن القوات الروسية تُهاجم “أوكرانيا” على طول خط المواجهة، وأن زخم الأحداث يصبّ في مصلحتها، مشيرًا إلى إعلان “وزارة الدفاع” الروسية، الخميس، عن سيطرة القوات على بلدة “تشاسيف يار” الأوكرانية بعد معركة استمرت (16) شهرًا.
وقد نفت “أوكرانيا” سيّطرة “روسيا” الكاملة على “تشاسيف يار”.