26 مارس، 2024 3:41 ص
Search
Close this search box.

بالنفط وتطوير منظومتها الإستراتيجية .. إيران تهدد مصالح أميركا فى الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

تناول تقرير حديث نشره “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” مؤخراً، للكاتبAnthony H. Cordesman, طبيعة التهديدات التى تمثلها إيران للمصالح الاميركية فى منطقة الشرق الاوسط، على خلفية الاحداث التي شهدتها منطقة إيران والخليج خلال شهر كانون اول/ديسمبر 2016، ويراها كاتب التقرير انها تؤكد على استمرار وضعية إيران كتهديد كبير لمصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية داخل منطقة الخليج والشرق الأوسط، بالإضافة إلى تصريح الجنرال “جيمس ماتيس” حول ان إيران تمثل تهديد حقيقي نظراً لإزدياد التطرف الإسلامي والإرهاب بها.

التهديد بالنفط
يؤكد تقرير مركز الدراسات، على ان “إيران لديها القدرة على إشعال حرب كبيرة في المنطقة، وتهدد المصدر الرئيسي لصادرات العالم من النفط والغاز – 17مليون برميل من النفط يومياً تتدفق عبر مضيق هرمز – من ثم فان أي إجراء إيراني يهدد إستقرار الإقتصاد العالمي بأسره، وأسعار النفط والوقود العالمى والمحلي في الولايات المتحدة، وعمليات الإستيراد والتصدير، مما يؤثر على قدرات الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة في آسيا وأكثر من ثلث واردات الولايات المتحدة”.

مشيراً إلى ان “إيران هددت في الماضي بإغلاق الخليج امام حركة الشحن، وتقوم ببناء مزيج من القدرات الجوية والبحرية والصاروخية، لتهديد حركة الشحن على طول ساحل الخليج، في مضيق هرمز وفي خليج عمان, بالإضافة إلى حرص إيران على بناء قوات الصواريخ المضادة للسفن البحرية والغواصات كأساس لها، وتعزز القدرة على الإنتشار السريع للألغام الذكية، وتعزيز قدرة الزوارق الدورية المسلحة المضادة للصواريخ وجعلها عالية الحرفية بحيث يمكن استخدامها في هجمات إنتحارية, في الوقت نفسه، تقوم إيران بتوسيع أنشطتها في المحيط الهندي”.

التهديد العسكري
محذراً من ان “التهديد العسكري الإيراني أيضاً، يذهب إلى ما هو أبعد من إجراءات السفن القتالية والملاحة في الخليج, وقد أجبر الإتفاق النووي إيران على تفكيك أو الحد من قدرة بعض المنشآت النووية الرئيسية، ولكن الإتفاق لا يؤثرعلى قدرة إيران في تطوير أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً أو تنفيذ مجموعة واسعة من الأنشطة لتطوير أسلحة نووية سرية ذات مستوى منخفض”.
“الأهم من ذلك، هو بناء إيران مزيج هائل من الصواريخ المدفعية بعيدة المدى والصواريخ البالستية، وصواريخ كروز، وتطوير القدرة على تسليحهم برؤوس حربية تقليدية موجهة بدقة, إذا نجحت إيران في خلق قوة كبيرة من الصواريخ الدقيقة حقاً، يمكن أن تذهب من أسلحة الدمار الشامل إلى أسلحة الفعالية الشاملة في استهداف النفط، وتحلية المياه، والطاقة، والمرافق العسكرية في الخليج، وحتى إسرائيل ومصر”.

لافتاً إلى انه “إذا تمكنت إيران من الحصول على أكثر أنظمة الأسلحة تقدماً، مثل نظام الصواريخ المضادة للطائرات التى حصلت عليها من روسيا، ومثل الصواريخ المضادة للسفن الصينية الأكثر تقدماً، فإنه يمكن أيضاً تغيير التوازن في كل جانب من جوانب الحرب التقليدية, وقد حققت إيران مصالحها في هذه المشتريات كلها بشكل واضح جداً، وتبين أنها يمكن أن تعمل مع روسيا في سوريا”.

بالإضافة إلى ان إيران كانت أيضاً ناجحة جداً في زيادة نفوذها الإستراتيجي العسكري في المنطقة, وقد عملت مع سوريا لإعطاء حزب الله في لبنان مجموعة ضخمة من القوات الصاروخية والصواريخ أكبر بكثير مما كان يمتلكها حزب الله في عام 1982، وساعدته في أن يصبح قوة رئيسية في سوريا، فضلاً عن توفير المستشارين والمتطوعين والأسلحة، والمال إلى الاسد. بحسب ما افاد به التقرير.

اللعب بحرية في العراق
يقول كاتب التقرير بان إيران قد توقفت إلى حد كبير عن مهاجمة الاميركيين في العراق بعد تولى الجنرال “ماتيس”، زمام المبادرة في الضغط من أجل رد فعل قوي من الولايات المتحدة في عام 2011, ومنذ ذلك الوقت، وقد عززت إيران بشكل مطرد نفوذها ودورها العسكري في العراق حيث وضعت مستشارين في العديد من المستويات المختلفة مع قوات الأمن العراقية والميليشيات، وقد لعبت دوراً رئيسياً في تسليح وتدريب قوات الشيعة الشعبية العراقية.

“كما أنه من الواضح جداً أنه بمجرد أن تساعد الولايات المتحدة هزيمة العراق لداعش، إيران سيكون لديها الحافز في محاولة دفع الولايات المتحدة للخروج من العراق، وتهيمن على الأقل على الجانب الشيعي في السياسة العراقية وقوات الأمن”, على حد توقعات التقرير، مواصلاً: انه “من الواضح أن الولايات المتحدة ليست متفرجة في المواجهة بين إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ودول عربية أخرى, علاوة على ذلك، تلعب إيران دوراً نشطاً في التوتر بين السنة والشيعة في البحرين، والكويت، واليمن كذلك”.
كل من الرئيس ترامب و مجلسي الشيوخ والنواب يجب أن يدركوا التهديد الإيراني وعليهم إعادة النظر في استراتيجية الولايات المتحدة والسياسة الأمنية, كمايجب ادراك أن الاستقلال في مجال الطاقة الامريكية سيكون موجودا فقط من حيث جميع أشكال الطاقة وأن الولايات المتحدة ستظل تعتمد على النفط المستورد.
تحتاج الولايات المتحدة إلى وزير دفاع لدية قدرة على التفكير الاستراتيجي ووضع خطة للعمل مع الوضع الحالى والحقيقى للعالم ، مع التركيز على كيفية إدارة الموارد بفعالية، ورؤية قيمة الشركاء الاستراتيجيين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب