7 مارس، 2024 11:40 م
Search
Close this search box.

بالرغم من ظهوره ذي بأس شديد .. المالكي يواجه الغضب الداخلي والاضطرابات في سوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

 في تقرير لها اكدت وكالة رويترز ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يواجه مهمة ليست بالسهلة في سعيه للحفاظ على وحدة حكومته وبلاده بعد صدور حكم بالاعدام على نائب للرئيس يصفه “بالطائفي” ويسعى الى حشد المعارضة له وبعد اراقة مزيد من الدماء في الشوارع وفي ظل انقسام الشرق الاوسط بأسره على اساس ديني طائفي بشأن الحرب في سوريا.
وندد نائب الرئيس طارق الهاشمي اليوم الاثنين بالمالكي ووصفه بأنه متآمر وظالم ويتحالف مع   ايران وان الكراهية الدينية حركته لتدبير حكم الاعدام الذي صدر ضده امس الاحد فيما يتصل بحوادث قتل نفذتها فرق إعدام طائفية.
وصاحبت الحكم على الهاشمي وهو من زعماء السنة تفجيرات وهجمات على اهداف شيعية اودت بحياة نحو 115 شخصا في واحد من اكثر الايام دموية منذ انسحاب القوات الامريكية في ديسمبر كانون الاول. وسارعت حكومة الهاشمي الى تحميل المسلحين السنة المسؤولية.
ودعا الهاشمي متحدثا من منفاه في تركيا الى الهدوء لكنه دعا ايضا الى ابداء معارضة قوية لرئيس الوزراء الذي باتت جهوده للحفاظ على وحدة حكومته المؤلفة من الشيعة والسنة والاكراد مشتتة فيما يبدو منذ صدور امر اعتقال الهاشمي في اليوم نفسه الذي غادرت فيه القوات الامريكية.
وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي في انقرة ان المالكي ونظامه القضائي انهيا المرحلة الاخيرة من الحملة المسرحية ضده باستخدام محكمة هزلية. واضاف “أدعو الشعب العراقي للوقوف أمام المالكي وأعوانه الذين يريدونها فتنة طائفية” والى معارضة ما وصفه بمؤامرات رئيس الوزراء واستفزازاته بهدوء.
وتضع الاضطرابات الداخلية في العراق الاغلبية الشيعية في مواجهة مع العرب السنة والاقلية الكردية. ويحتدم التوتر بوجه خاص فيما يتعلق بتوزيع الثروة النفطية.
لكن العراق وسكانه 32 مليون نسمة نال نصيبه من الانقسامات العرقية والطائفية التي تعم المنطقة حيث يخوض الزعماء السنة في أغلب الدول الاخرى مواجهة مع ايران الشيعية وحلفائها ومن بينهم الرئيس السوري بشار الاسد.
وتمثل قضية الهاشمي بالنسبة لكثير من الزعماء السنة في العراق نموذجا واضحا للتدخل السياسي في عمل القضاء من جانب زعيم شيعي يقولون انه يسيطر على قوات الامن من خلال الاحتفاظ بسيطرته الشخصية على وزارتي الدفاع والداخلية.
ويشعر كثير من السنة العراقيين بأنهم باتوا مهمشين منذ سقوط صدام حسين قبل تسع سنوات وصعود الزعماء الشيعة في الانتخابات التي رعتها الولايات المتحدة. ويتهم الساسة السنة المالكي بعدم تنفيذ اتفاقات اقتسام السلطة التي ساندتها الولايات المتحدة وهو اتهام ينفيه أنصار المالكي مشيرين الى بعض السنة الذين يتولون مناصب مهمة.
وقال سعد المطلبي القيادي بائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي عن حكم الاعدام الصادر بحق الهاشمي انه لن يعقد العملية السياسية او يدمرها. واضاف انه يرفض ان يحول القضية الى قضية سياسية قائلا انها قضية قضائية.
لكن أداء المالكي يبين أنه خصم ذو بأس شديد. وقد كشف المالكي وهو مدرس سابق للغة الغربية شق طريقه صاعدا في صفوف حزب الدعوة الاسلامي الشيعي عن مهارة في استخدام الفصائل السياسية العراقية بعضها ضد بعض والحفاظ على توازن صعب في خضم الدبلوماسية الاقليمية.
وبعد فرار الهاشمي من البلاد في وقت سابق هذا العام تجاوز المالكي مقاطعة قصيرة الأجل للبرلمان والحكومة من جانب كتلة العراقية المدعومة من السنة وانتهى الامر بها الى مزيد من الانقسام وهو ما زاد الزعيم الشيعي قوة في آخر الامر.
وفي الاونة الاخيرة استغل المالكي الانقسامات في الكتلتين الكردية والسنية للتغلب على محاولة من جانب معارضيه لتوحيد القوى مع بعض حلفائه الشيعة لفرض تصويت بحجب الثقة.
وعلى الرغم من ان العراق بات اهدأ كثيرا عن ذروة العنف التي بلغها في 2006 – 2007 فإن هجمات امس اتبعت اسلوب الهجمات التي ظهرت منذ انسحاب القوات الامريكية في نهاية العام الماضي وهو قيام مفجرين كل ثلاثة او اربعة اسابيع بتوجيه ضربة على نطاق واسع في انحاء العراق فيقتلون عشرات الاشخاص في هجمات منسقة.
وسارعت السلطات العراقية إلى تحميل مسلحين سنة قالت إنهم ذوو أهداف طائفية المسؤولية عن هجمات امس الاحد التي استهدفت قوات الامن ومقاهي ومساجد في احياء شيعية.
ويقول محللون ان جناح القاعدة في العراق المتمثل في جماعة دولة العراق الاسلامية والذي اضعفه قتال القوات الامريكية لسنوات بدأ يستفيد من الاموال والمعنويات العالية مع عبور مقاتلين اسلاميين سنة الحدود الى سوريا للمشاركة في القتال هناك.
وقال جون دريك المحلل الامني بمجموعة إيه كي إي للاستشارات “يحتمل أن الارهابيين يسعون إلى زيادة حدة اي توتر طائفي. هذا لا يظهر ان الارهابيين في تحالف مع الهاشمي وإنما ان من المرجح إلى حد بعيد انهم يحاولون استغلال الحساسية الطائفية لقضيته.”
ويهدف المسلحون الى استغلال السخط الاوسع بين العراقيين الذين ضاقوا بفشل الحكومة في اعادة الخدمات الاساسية بعد مرور اكثر من تسع سنوات على الغزو الامريكي.
لكن ثمة علامة استفهام اكبر فيما يتعلق باستقرار البلاد على المدى الاطول قد تكون مرتبطة بما يحدث في سوريا حيث يمثل الاسلاميون من اغلبيتها السنية جزءا كبيرا من القوات التي تحاول الاطاحة بالاسد الذي ينتمي للاقلية العلوية الشيعية وتعد اسرته منذ أمد طويل حليفا عربيا لايران.
والمالكي قريب ايضا من ايران التي وفرت له شأنها شأن سوريا ملاذا من الاضطهاد في عهد صدام وهو يقاوم دعوات الزعماء العرب السنة لاتخاذ موقف اشد ضد الاسد.
ويعتمد المالكي الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ 2006 على مساعدة طهران في حشد تأييد الشيعة في الداخل له وساندت كل من طهران ودمشق حكومته الهشة الجديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في 2010.
وتمثل سوريا مسألة حساسة بالنسبة للمالكي. ويخشى الزعماء الشيعة في العراق وايران من ان يفضي انهيار حكومة الاسد الى تقسيم سوريا على اساس طائفي ويؤدي في نهاية الامر الى صعود نظام سني متشدد معاد لبغداد.
وانتقد القادة العراقيون دمشق لايوائها مسلحين تسللوا عبر الحدود عندما خاضت القوات الامريكية قتالا ضد القاعدة والاسلاميين السنة. وتخشى بغداد من ان يتمكن البعثيون السابقون وغيرهم من الاسلاميين السنة من استخدام سوريا مرة اخرى كملاذ لضرب العراق في ظل نظام جديد.
وترتد موجة العنف بالفعل من سوريا الى العراق ثانية. ويقول مسؤولو بغداد ان المقاتلين الاسلاميين السنة يعبرون الحدود الى سوريا من الاراضي العراقية. وأصابت صواريخ سورية بلدة القائم الحدودية العراقية هذا الاسبوع فقتلت فتاة صغيرة.
وترتبط كثير من العشائر السنية العراقية في المناطق الحدودية في المحافظات العراقية التي تعتبر معاقل للسنة بأواصر القربى والتعاطف مع اخوانها من أبناء العشائر السنية السورية.
وقال الشيخ حاتم سليمان شيخ احدى اكبر القبائل في محافظة الانبار ان العراق سيشهد عاصفة مضيفا ان الازمة في سوريا ستنتهي على الارجح خلال شهور قليلة وان القادم سيكون صعبا بالنسبة للعراق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب