وكالات- كتابات:
أفاد مصدر أمني في محافظة “كركوك”، اليوم الثلاثاء، أن عملية عسكرية واسعة انطلقت لاقتحام منطقة “وادي الشاي” وتأمينها بشكلٍ كامل لمنع أي تواجد لمجاميع تنظيم (داعش) في الخاصرة الجنوبية من المحافظة؛ مع طائرات استطلاع إيطالية تابعة لـ (التحالف الدولي) تُجري تصوير ونقل المعلومات للقطعات العسكرية العراقية.
ووصل الفريق أول ركن “قيس المحمداوي”؛ نائب قائد العمليات المشتركة، إلى قاطع “قيادة عمليات كركوك”.
وقال بيان لـ”قيادة العمليات المشتركة”؛ إن: “المحمداوي؛ وصل إلى قاطع قيادة عمليات كركوك يُرافقه عدد من هيئات ركن القيادة للإطلاع ميدانيًا على انفتاح القطعات الأمنية وجاهزيتها”.
طائرات استطلاع إيطالية..
وأبلغ المصدر؛ وسائل إعلام محلية، أن: “قوات من جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الجيش العراقي وقوات خاصة اطلقت عملية أمنية واسعة في وادي الشاي؛ وهي أوسع عملية عسكرية لتأمين وادي الشاي (55 كم جنوب كركوك)، بشكلٍ كامل وأن القوات الأمنية العمليات المشتركة بدأت بعملية واسعة اليوم؛ حيث تُشارك طائرة عسكرية إيطالية، طراز (C-27 Spartan)، في سماء كركوك والطائرة أن نقطة انطلاقها كانت قاعدة عسكرية تابعة لـ (التحالف الدولي) أربيل، الطائرة من طراز (C-27 Spartan) الإيطالية، التي تُستخدم من قبل القوات الجوية الإيطالية والأميركية، وتؤدي مهام الاستطلاع ونقل القوات والإسقاط الجوي لدعم العمليات الخاصة”.
وتابع أن: “العملية العسكرية تُجري بإشراف قيادة العمليات المشتركة وبدعم جوي من طيران التحالف الجوي وطائرات (إف-16) العراقية التي تنَّفذ ضربات في المواقع المقعدة جغرافيًا”.
“همرات” وقناصة بثلاثة ألوان..
والقوات الخاصة التي وصلت، إلى أطراف “كركوك” حيث القاعدة (كي وان)، الواقعة شمال غربي “كركوك”، وهذه القاعدة عُرف عنها بأنها كانت مقرًا سابقًا وحاليًا لقوات الجيش العراقي، وتمتلك من الأسلحة والذخيرة الحية كميات ونوعية عالية الدقة؛ حيث نقل اللواء بكامل تسليحه من همرات وأسلحة متوسطة وقناصة يرتدون زيًا بثلاثة ألوان؛ وهي الأبيض والعسكري والصحراوي، ومع كل واحد منهم أسلحة قنص حديثة، وقناصة ماهرون شاركوا في عمليات ودورات خاصة خارج العراق ويمتازون بكونهم الأكثر قوة واحترافًا.
وكان رئيس أركان الجيش العراقي؛ “عبدالأمير يارالله”، قد أجرى استطلاعًا على القوات، وقال في تصريح: “معنوياتكم عالية وأنتم النخبة والصفوة في قوات الجيش العراقي؛ وأحببنا زيارتكم حيث علمنا بأن (اللواء 63) من القوات الخاصة وصلت إلى كركوك كقوة احتياط ودعم الأمن فيها ولضبط الأمن والاستقرار في محافظة كركوك”.
وأكد أن: “القوات الخاصة هم الصفوة والنخبة ومعنوياتكم عالية وأنتم لا تحتاجون توصية وأن القوات الخاصة تمكنت من الوصول إلى أعلى مستويات التدريب والقوات على المستوى العسكري يعتبرون مميزين؛ وما أرسلنا أي واحد من القوات الخاصة في الدورات حتى حصلوا على المركز الأول وخاصة المشاركين في دورة روسيا”.
القوات تستقر في قاعدة “كي وان“..
وعلى مقربة من أضخم مستودعات النفط العراقية، عند على طريق “كيوان-باجون الدبس”؛ (20 كيلومترًا شمال غربي كركوك)، تتربع قاعدة (كي وان) العسكرية، التي كانت تضم أضخم الوحدات القتالية الأميركية في الشمال، إلى جانب وحدات رصد جوية ومنظومة رادارات، لتنافس قاعدة (عين الأسد) في محافظة “الأنبار”.
وتمّ بناء القاعدة في نهاية السبعينيات، لتستخدمها القوات الجوية العراقية لضرب العُمق الإيراني، في مناطق “سربيل زهاب وقصر شيرين وكرمنشاه”؛ إبان الحرب “العراقية-الإيرانية”؛ (1980ـ1988).
وقد اتخذت القوات الأميركية من القاعدة، عقب الغزو “الأميركيـالبريطاني” (2003)، موقعًا رئيسًا لها وأطلقت عليها اسم (كي وان)، في إشارة إلى الحرف الأول من “كركوك”، والرقم (1) الذي يعني القاعدة الأولى من مجموع مواقع عسكرية موجودة بالمحافظة، سيّطرت عليها جميعًا القوات الأميركية.
وتبلغ مساحة القاعدة أكثر من (15) كيلومترًا مربّعًا، على طريق “الدبسـكركوك” باتجاه منطقة “باجوان”؛ شمال غربي “كركوك”، تقابلها مستودعات النفط العملاقة المملوكة لشركة (سومو)، الذراع العراقية لتصدير النفط. وهي مقرّ عمليات تصدير النفط الخام من “كركوك” إلى ميناء (جيهان) التركي.
وقاعدة (كي وان)؛ (بالإنكليزية: K-1 Air Base)، والمعروفة أيضًا: بـ”كيوان” (بالإنكليزية: Kaywan)، هي قاعدة عسكرية سابقة للقوات الجوية العراقية قبل عام 2003؛ تقع على مسافة (25) كم شمال غربي “كركوك”، وكانت قاعدة للفرقة (12) من الجيش العراقي والقوات الأميركية بعد الاحتلال؛ وثم أصبحت قاعدة لـ (البيشمركة) بعد انسحاب القوات العراقية منها بعد سقوط “الموصل”؛ في سنة 2014 بيد (داعش)، وثم تمكنت القوات العراقية من استعادتها في تشرين أول/أكتوبر 2017، بعد عملية دخول القوات العراقية إلى “كركوك” بعد انسحاب (البيشمركة) منها.
أمن “كركوك” حسّاس..
ويقول الضابط المتقاعد في الجيش العراقي؛ “سعدون صبحي”، لوسائل إعلام محلية، إن: “أمن كركوك مهم جدًا؛ كونه حلقة وصل بين نينوى وصلاح الدين وديالى وإقليم كُردستان، ولهذا دفعت القوات العراقية تعزيزات لها بقوات النخبة والخاصة بواقع لواء؛ حيث هناك نشاط إرهابي في الشريط الحدودي بين كركوك وصلاح الدين في جبال حمرين، ومنها وادي الشادي يُعتبر واحدًا من المناطق الشائكة والصعبة عسكريًا كونها منطقة مفتوحة وفيها أودية متعددة، وتربط محافظة كركوك بمحافظة صلاح الدين وديالى؛ حيث يمتد هذا الوادي المتداخل مع قضاء طوز خورماتو جنوبي كركوك وصولًا إلى منطقة العظيم”، مبينًا أن: “هذا المحور الوعر يستخدمه تنظيم (داعش) للتحرك واستهداف قواتنا الأمنية في المناطق التي ينتشر فيها الجيش العراقي”.
وأضاف أن: “الوادي هو عبارة عن مسَّطحات مائية (الكور)؛ كما يسَّميه أهالي المنطقة بقضاء داقوق جنوبي كركوك، يُضاف لها مسَّطحات شبه جبلية ذات أرضية وعرة، وتُعتبر مساحاتها مفتوحة من طواف داقوق باتجاه أطراف قضاء الطوز لوعورة هذه التضاريس يستغل تنظيم (داعش) التواجد بمجاميع متفرقة وصغيرة لمهاجمة قواتنا الأمنية”.
وأكد “صبحي” أنه: “يتعين على القوات الأمنية اتخاذ خطط أمنية جديدة للقضاء على هذه المجاميع بصورة نهائية؛ لأن هجوم مساء أمس وغيرها من الهجمات يعني بأن هناك مجاميع لا زالت متواجدة في هذه المواقع ويجب القضاء عليها نهائيًا”.
الخطوات الاستباقية..
ويقول المختص في الشأن الأمني؛ “عباس محمود”، أن: “العملية الأمنية في وادي الشاي؛ تُعتبر استمرار للعمليات العسكرية التي نجحت من خلالها القوات الأمنية من تدمير مواقع ومضافات مهمة لتنظيم (داعش) في وادي الشاي الخاصة الجنوبية المهمة لمحافظة كركوك”.
وتابع أن: “القوات الأمنية في كركوك؛ نجحت في تفكيك أكثر من (05) خلايا إرهابية وأحبطت ثلاثة هجمات انتحارية خلال الفترة السابقة، وخاصة جهاز الأمن الوطني الذي نجح بقتل نحو: (03) انتحاريين هذا العام آخرهم قبل يومين انتحاري قضاء داقوق قرب مطعم شعبي ومجمع أسواق، وهذا يعني أن الأجهزة الأمنية نجحت في اختراق الخلايا الإرهابية وإفشال المخططات الإرهابية”.