10 أبريل، 2024 8:53 م
Search
Close this search box.

بالتقرب من عائلته ولصالح شركاته .. ترامب يحكم أميركا بمنطق رجل أعمال

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – بوسي محمد :

ابرز مركز ابحاث “أميركان بروغرس” في أحدث تقاريره البحثية في السياسة الدولية والخارجية للولايات المتحدة الأميركية، المخاطر الناجمة عن السياسات الخاطئة التي يتبناها الرئيس الأميركي الجديد “دونالد ترامب” وعواقبها على الإقتصاد الأميركي، والديموقراطية، في أشارة منه إلى أن سياسة “ترامب” بإمكانها أن تهدد مكانة أميركا في العالم.

إنتهازية ترامب تهدد عرش اميركا
استغل “ترامب” منصبه كرئيساً للولايات المتحدة، لتحقيق مصالح شخصية، إذ قام بتوبيخ سلسلة متاجر شهيرة عبر حساباته الرسمية على الشبكات الإجتماعية، وذلك بعد أن أوقفت بيع منتجات شركة إبنته “إيفانكا”، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، حيثُ قامت مستشارة البيت الأبيض “كيليان كونواي”، بحث مشاهدي التليفزيون على الخروج وشراء منتجات شركة “إيفانكا ترامب”.

وقد ابدى الكاتب البريطاني “إدوارد لوس” في مقالة له بصحيفة الـ”فاينانشيال تايمز”، إستيائه من سياسة ترامب التي يراها إنتهاكاً صريحاً لبند المكافآت في الدستور الأميركي والذي يحظر على ذوى المناصب قبول هدايا من حكومات أجنبية، ففي كل مرة تستأجر إحدى السفارات القاعة الكبرى في فندق “ترامب إنترناشيونال” فإن الأموال تذهب إلى “جيب ترامب”.

ويرى مركز الأبحاث، أن ما يفعله ترامب ويقوم به يخالف الديمقراطية الأميركية، لأن الراغبين فى أن يحظوا بنفوذ لدى الرئيس الأميركى الخامس والأربعين يعرفون أن أفضل الطرق لذلك هو من خلال عائلته وتحديداً إبنته إيفانكا وزوجها “غاريد كوشنر” الذى نصبه ترامب مستشاراً مقرباً له فى البيت الأبيض بحسب ما أكد الكاتب البريطاني لوس.

شركات ترامب تهدد الأمن القومي
أوضح مركز أبحاث “أميركان بروغرس”، أن شركات ترامب تؤثر على الأمن القومي ووضع الولايات المتحدة في العالم.

تقول، المحامي السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي “سوزان هينيسي”، والخبيرة في الأمن المعلوماتي في مركز معهد “بروكينغز” الفكري: “أن سياسات الأخلاق التي تحكم السلطة التنفيذية وحكومته هي “إحترازات الأمن القومي”.

مشيرة، إلى أنه منذ خوض “دونالد ترامب” الإنتخابات الرئاسة الأميركية، حذر خبراء الأمن القومي أن شركات ترامب سوف تتعرض للهجمات الإليكترونية، لافتة إلى أن الشركات الأميركية عبر البحار تم إستهدافها من قبل.

مؤكدة، على أن رئاسة ترامب تمثل لأول مرة قائداً اسمه موجود على عدد من المباني والكيانات حول العالم.

موضحة، أن النزاعات التجارية التي يثيرها ترامب مع البلدان الأخرى، ليست في صالح الأمن القومي الأميركي، لأن ترامب يمتلك حصة لا بأس بها من الإقتصاد الأميركي، وبالتالي تعتبر أقرب وسيلة للإنتقام منه عن طريق الهجمات الإلكترونية، مما يشكل خطراُ كبيراُ على الامن القومي الأميركي.

ويشير التقرير إلى أن شركات “ترامب” للأعمال لديها مصالح تجارية وخطط لتطوير مشاريع في 11 بلداً على الأقل، وبدأت منظمة ترامب بالفعل لتوسيع هذه المصالح، حيثُ عقدت مؤخراً إجتماعات ترويجية في “دبي” و”الأوروغواي” وهي دولة تقع في أميركا الجنوبية.

وتوقع التقرير، بأن هناك إحتمالات لتعرض شركات ترامب للهجمات الإلكترونية، وذلك بعد أن أهان الجماعات الدينية والعرقية والزعماء الأجانب، سواء أثناء حملته الإنتخابية أو منذ تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة.

وكان قد حذر كبار مسؤولي الأمن الوطني المواطنين الأميركيين من “دونالد ترامب” قبل أنتخابه رئيساً للبلاد، في أشارة منهم إلى أنه سوف سيكون الرئيس الأكثر إستهتاراً في التاريخ الأميركي، لأنه يفتقر ضبط النفس ويتصرف بشكل متهور، لافتين إلى أن هذه الصفات لا يجب أن تتمثل في فرد يطمح أن يكون رئيساً وقائداً.

تحيز “ترامب” يهدد التحالفات الدولية الخارجية
كما أكد التقرير، على أن 81% من الأميركيين يشعرون بالقلق إزاء المصالح التجارية الخاصة بـ”ترامب” التي من الممكن أن تؤثر على عملية صنع القرار، ومن المعروف أن ترامب لديه قدرة هائلة على الإنتفاع الشخصي من منصبه الأمر الذي يصب في النهاية لصالح شركاته، لهذا كان يندد الخبراء منذ بداية الإنتخابات بسلوكياته مطالبين إنتخاب رئيساً يتمتع بالشفافية في قرارته دون تحيز شخصي.

وأوضح التقرير، أن القرارات التي سوف يتخذها ترامب سوف تكون لصالح الدول القائمة عليها شركاته، مثل “الإمارات العربية المتحدة، وتركيا، والفلبين”، ليؤثر بذلك على عملية صنع القرار، وبالتالي سوف يهدد ذلك مكانة أميركا في العالم والتحالفات الدولية الخارجية.

ترامب يلغي الديمقراطية الأميركية
الإنتخابات الحرة والنزيهة هي الاساس التي تقوم عليه الديمقراطية، لكن التدخل الاجنبي في العملية الإنتخابية الأميركية يمثل إنتهاكاً صريحاً على المؤسسات التي تقوم سياستها على الديمقراطية، حيثُ لفت التقرير إلى أنه بعد إنتهاء الإنتخابات الرئاسية عام 2016، أصدر مكتب مدير الإستخبارات الوطنية تقريراً تضمن النتائج التي توصلت إليها وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الإتحادي، ووكالة الأمن القومي الذي تبين أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أمر بعمليات إستخبارية سرية للتدخل في الإنتخابات الأميركية، كما شن حملة تأثير على مسار الإنتخابات الأميركية لمساعدة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمام غريمته الديمقراطية “هيلاري كلينتون”.

سياسات “ترامب” تهدد إقتصاد أميركا
بعد أيام من تنصيبه الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة، اصدر فرمانات بإمكانها أن تهدد الإقتصاد الأميركي، فطالب شركات “المالتي ناشيونال” التي لديها أفرع عبر البحار بتقليص نشاطاتهم التجارية لصالح الولايات المتحدة فقط، ومؤخراً قام بتهديد شركة “تويوتا اليابانية” بفرض رسوم مرتفعة عليها إذا قامت بتصنيع سيارات “كورولا” للسوق الأميركي في مصنع بالمكسيك.

كما قام بفرض ضرائب باهظة على واردات أميركا من المكسيك، وهو ما هدد علاقة البلدين، حيثُ ألغي الرئيس المكسيكي زيارته لواشنطن مطالبًا الولايات المتحدة بـ”إحترام بلاده”.

وعلى صعيد آخر، انتهج “ترامب” سياسة خاطئة بإمكانها أن تضع إقتصاد أميركا لسنوات طوال في وضع حرج، إلا وهي “المحسوبية”، التي تخلق جو تنافسي غير أخلاقي في السوق التجاري، وذلك بعد أن استغل “ترامب” منصبه كرئيساً للبلاد لصالح شركاته وشركات أصدقائه المقربين، كما استخدام منصبه لإستهداف منافسيه في الأعمال.

والمٌلفت في الأمر، سكوت “روس بيكر”، وهو خبير إقتصادي في معهد كيلوغ جامعة نورث وسترن للإدارة، عن منهج ترامب الذي إنتهجه في عجلة الإقتصاد الأميركي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب