4 مارس، 2024 8:20 ص
Search
Close this search box.

بالتزامن مع زيارة ترامب لقاعدة “عين الأسد” .. إيران تبادر بسحب مستشاريها العسكريين من العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بالتزامن مع المطالبات بإخراج المستشارين الأميركان الموجودين في “العراق”، إثر الزيارة الخاطفة التي أجراها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لقاعدة “عين الأسد” في “الأنبار”، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، إن بلاده سحبت مستشاريها الموجودين في “العراق” نظرًا لنجاح حكومة “بغداد” في تحقيق النصر على تنظيم (داعش) الإرهابي، مشيرًا لاستعداد “طهران” لإعادتهم في حال طلب “العراق” ذلك.

وقال “قاسمي”، في إيجاز صحافي: “حضورنا الاستشاري في العراق؛ كان بطلب من الحكومة العراقية لمحاربة الإرهابيين و(داعش)، ومن حسن الحظ أن القوات العراقية حررت الأراضي العراقية؛ نتيجة لذلك التعاون”.

مضيفًا: “شعرنا بأنه لا حاجة لوجود المستشارين الإيرانيين، وأن القوات العراقية قادرة على السيطرة، فانسحبنا، ولكن إذا تغيرت الظروف وطلبت منا الحكومة العراقية العودة، فبالتأكيد سنكون إلى جانب الشعب العراقي وحكومته”.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت، أواخر 2017، إلحاق الهزيمة بتنظيم (داعش) الارهابي بشكل كامل، بعد صراع استمر ثلاث سنوات وإنتهى بتحرير مدينة “الموصل”، التي كانت المعقل الرئيس لتنظيم (داعش).

مرتبط بزيارة “صالح” لإيران و”ترامب” للعراق..

الكاتب والمحلل الإيراني، “فرامرز دافر”، سلط، في تقرير له، الضوء على أسباب إعلان “إيران” انسحاب “قوات الحرس الثوري” وجميع المستشارين العسكريين من “العراق”، ومدى إرتباط هذا الانسحاب بإعلان “واشنطن” هزيمة تنظيم (داعش) المتشدد في الأراضي العراقية.

وبدأ “دافر”، تقريره، بربط توقيت انسحاب “قوات الحرس الثوري” من “العراق” بزيارتين اعتبرهما لعبتا دورًا محوريًا في عملية خروج القوات الإيرانية من “العراق”؛ الأولى زيارة الرئيس العراقي، “برهم صالح”، لـ”طهران”، والثانية الزيارة المفاجئة للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لقوات بلاده المتمركزة في “العراق”.

لبسط النفوذ العسكري داخل الأراضي العراقية..

معتبرًا، “دافر”، أن التواجد العسكري لـ”قوات الحرس الثوري” في “العراق”، بقيادة “فيلق القدس” – المسؤول عن العمليات العسكرية لـ”الحرس الثوري” خارج “إيران” والمصنف إرهابيًا – لم يكن مرغوبًا فيه من قِبل الساسة والعسكريين العراقيين، على عكس تأكيد “طهران” بترحيب وتنسيق قادة “بغداد” بتواجد هذه القوات.

وأوضح أن الحضور اللافت لقائد “فيلق القدس”، اللواء “قاسم سليماني”، وانتشاره المكثف بين الجماعات المسلحة الشيعية في “العراق”؛ لم يكن لضرب معاقل تنظيم (داعش) أو مكافحة الإرهاب، كما تزعم “طهران”؛ ولكن لبسط النفوذ العسكري لـ”الجمهورية الإسلامية” داخل الأراضي العراقية.

ودلل على صحة رأيه؛ برفض حكومة “بغداد” الحضور الموسع لـ”قوات الحرس الثوري” في الأراضي العراقية، بعد عام ونصف من إقتحامها الميدان الأمني والعسكري في مواجهة تنظيم (داعش)، وما ألحقته في هذه الفترة من تأسيس جماعات طائفية مسلحة تغلغلت في الساحة السياسية والأمنية العراقية في خضم مواجهة (داعش).

واستشهد بتصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق، “حيدر العبادي”، في آذار/مارس 2016، الذي أكد فيها رفضه ممارسات “قاسم سليماني” وانتشار “قوات الحرس الثوري” في بلاده، معلنًا عن مشاركة القوات العراقية فقط في معركة استعادة مدينة “الرمادي” من (داعش) وقتها.

وأعاد التذكير بزيارة “سليماني”، لـ”بغداد”، وهبوط طائرته في مطار العاصمة العراقية دون إذن مسبق، واستقباله في صالة المراسم الخاصة، وأثارتها حفيظة “العبادي” والمسؤولين العراقيين، باعتبارها إنتهاكًا مباشرًا للسيادة العراقية.

خرق للسيادة العراقية..

وعلق الكاتب الإيراني على ممارسات “قوات الحرس الثوري”، في “العراق”، بقوله: “إن ما قامت به قوات الحرس الثوري في العراق يمثل تجاهلًا متعمّدًا وخرقًا واضحًا من قِبل نظام الجمهورية الإسلامية للسيادة والقومية العراقية”.

وتابع؛ أن “إيران”، خلال حضور قواتها في “العراق”، أنفقت ملايين الدولارات؛ ليس لمقاومة تنظيم (داعش) أو استعادة الأمن في “العراق”، وإنما لدعم التنظيمات والميليشيات الطائفية نظير “الحشد الشعبي”، التي تدعم تثبيت قواته في الساحة الأمنية والسياسية لـ”بغداد”، كـ”قوات باسيغ” جديدة.

توجهات السياسة العراقية الجديدة..

وحول موقف “بغداد” من “العقوبات الأميركية”، المفروضة على نظام “طهران”، اعتبر الكاتب الإيراني أن قرارات “العراق” بوقف التعامل مع عدد من البنوك والمؤسسات المالية المدرجة في قائمة العقوبات، وإعلان موقفه الرسمي بعدم خرق العقوبات الدولية على “طهران” ضمن توجهات السياسة العراقية الجديدة للعلاقات مع “إيران”.

وأختتم تقريره؛ بتأكيد تزايد الرفض الشعبي العراقي لحضور “إيران” العسكري والسياسي، لافتًا إلى تصاعد وتيرة هذا الرفض أثناء احتجاجات “البصرة”، التي إنتهت بإحراق المحتجين العراقيين لـ”القنصلية الإيرانية” وإطلاقهم شعارات مناهضة لتواجد “الجمهورية الإسلامية” في بلادهم.

مجالات الدعم العسكري الإيراني..

وفي تعليق لـ (كتابات)؛ قال “د. حيدر حميد”، رئيس مجلس خبراء دعم صناع القرار العراقي، أنه لا يُخفى على الجميع مستوى الدعم العسكري الذي قدمته “إيران”، لـ”العراق”، في حربه ضد (داعش)، لاسيما بعد احتلاله لمساحات شاسعة من الأراضي العراقية، بعد أحداث حزيران/يونيو 2014، وتركز الدعم الإيراني، لـ”العراق”، بصورة رئيسة في مجالين مهمين؛ الأول تقديم العون العسكري المتمثل في الأسلحة والتجهيزات العسكرية مدفوعة الثمن. والمجال الثاني تقديم المستشارين العسكريين الذين حضروا إلى “العراق” بموافقة الحكومة العراقية؛ وساهموا مساهمة فعالة في عمليات تحرير الأراضي من سيطرة (داعش)، وكانوا يتواجدون بصورة رئيسة مع “قوات الحشد الشعبي”.

معتقدًا، “حيدر”، أن مهام المستشارين العسكريين قد إنتهت بإنتهاء العمليات العسكرية وإعلان “العراق” النصر النهائي على (داعش)؛ بعد استعادة جميع المناطق التي أحتلها التنظيم الإرهابي، وأنتفت الحاجة لخدماتهم، فغادر معظهم “العراق” ولم تتواجد أي قوات إيرانية في “العراق”؛ سواء أكانت قوات نظامية أو قوات تابعة لـ”الحرس الثوري”، وإن صح ذلك كان الأميركان قد أعلنوا عنه.

التواجد الإيراني في العراق يرجع للثمانينيات..

كما يقول الحقوقي والخبير الإستراتيجي العراقي، “علي فضل الله”، لـ (كتابات)؛ أن التواجد الإيراني في “العراق” يمتد إلى ثمانينيات القرن الماضي؛ من خلال الحرب العراقية الإيرانية في زمن “النظام الصدامي”، معتقدًا أنه من خلال تلك الحرب وقيام “إيران” بإيواء المعارضة العراقية، خصوصًا الأجنحة العسكرية من المعارضة العراقية؛ كان له سبب لأن يكون أو تكون العمق الإستراتيجي لـ”إيران” داخل الأراضي العراقية، بعد سقوط “نظام صدام” عام 2003؛ ودخول “الولايات المتحدة الأميركية” واحتلالها الأراضي العراقية، لذلك استطاعت “إيران” توسيع النفوذ السياسي داخل العملية السياسية، بالإضافة إلى مجموعة ظروف أخرى ساعدت “إيران” لأن تعمق وجودها، ومن أهم تلك الأسباب خلو الساحة العراقية من المساندة العربية.

وزاد “فضل الله”؛ أنه مما ساعد أيضًا على وجود أو تعمق الوجود الإيراني داخل الأراضي العراقية؛ هو سيطرة المجاميع الإرهابية، عام 2014، وإسقاط 5 محافظات عراقية، تمثل المنطقة الشمالية والغربية من “العراق”، وأعتقد في هذه المرحلة كانت الحكومة العراقية تعاني من شبه الإنهيار النهائي، ولولا الدعم الإيراني لسيطر (داعش) على عموم “العراق”، وقتها تخلف العرب وكذلك المجتمع الدولي عن مساندة  الحكومة العراقية، في وقتها، لذلك استثمرت “إيران” ظروف كانت صعبة على الحكومة العراقية؛ ومن خلال هذا الاستثمار كان التواجد على الساحة العراقية، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الأمني.

مرهون بقرارات الحكومة العراقية..

ولفت “فضل الله” إلى أن الأنباء التي تتحدث اليوم عن مغادرة المستشارين العسكرين الإيرانيين، “العراق”، فيها مغالطة كبيرة.. السبب الأول؛ أن هنالك علاقات واتفاقيات بين الحكومات العراقية المتعاقبة والحكومة الإيرانيه، لذلك هذا الموضوع مرهون بقرارات الحكومة العراقية الحالية في حال عدم حاجة “العراق” للتواجد الإيراني عبر المستشارين إيرانيين، ولا يوجد أي مقاتل إيراني؛ حتى في الفترة التي كان “العراق” يعاني منها من الإنكسار العسكري نتيجه سقوط خمسه محافظات، وكان التواجد الإيراني عبر الدعم اللوجيستي الإيراني للمؤسسة العسكرية العراقية وفصائل “الحشد الشعبي”، وكذلك التواجد الإستشاري العسكري والأمني لدعم القادة العراقيين في الحرب الأمنية والعسكرية؛ التي كان يخوضها ضد المجاميع الإرهابية.

لا توجد قوات لـ”الحرس الثوري” على أرض العراق !

بينما ما يخص موضوعات “الحرس الثوري”؛ وتواجد هذه القوات الإيرانية على أرض “العراق”، يؤكد “فضل الله” على أن هذا الموضوع عارٍ عن الصحة نهائيًا، حيث أن المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية تضم كفاءات ونُخب كبيرة جدًا على مستوى الضباط والمراتب، فيُعتبر الجيش العراقي من الجيوش التي تمتلك خبرة كبيرة في موضوعات الحروب على مستوى العصر الحديث، لذلك هذا الموضوع غير صحيح؛ ولا يوجد أي مقاتل من “الحرس الثوري” على أرض “العراق”، حتى ينسحب من “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب