خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يحيي “العراق” و”إيران” ذكرى مرور 39 عامًا على بداية الحرب بينهما، “حرب الخليج الأولى”، التي اختلف كثيرون بشأن تفاصيلها، وحول المعتدي الأول، لكنها على أية حال إنتهت المعارك بعد دمار كبير لحق بالبلدين على مدار 8 أعوام، واليوم نرى أعداء الأمس باتوا حلفاء اليوم، ووسط المراسم الرسمية لإحياء ذكرى الحرب، هناك جبهة أخرى تنذر ببدء حرب جديدة، لكن هذه المرة مع العدو الدائم لـ”إيران”؛ وهو “الولايات المتحدة”، إذ وصل التصعيد الأميركي إلى ذروته، بينما يبدو أن “طهران” تحاول تفادي الدخول في حرب جديدة، لذا فإنها تسعى من أجل تهدأة التوترات.
ويراقب العالم حربًا بدون قنابل، لكنها مدمرة للطبقة العاملة في “إيران”، وبينما كان يحلم الشعب الإيراني، في عام 2016، بالإزدهار بات اليوم غارقًا في المحن، وتشعر “طهران” بأنها ضحية عدم قدرة دول “الاتحاد الأوروبي” على مواجهة عقوبات “واشنطن”، إلى جانب الضغط الداخلي الذي يعزز الضغط الخارجي عليها، وبدا هذا المناخ واضحًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من خلال صفحات الصحافيين والنشطاء، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.
كان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أعلن حملة “الضغط الأقصى” على “إيران”، من أجل تحجيم نشاطاتها، لكن هذه السياسة تتسبب في صراع إقليمي في المنطقة، وعقب هجمات “أرامكو” في “السعودية”، استغل “ترامب” الأحداث من أجل الدعوة إلى رد عسكري على “إيران”؛ إذ اتهمها بالضلوع خلف العملية، بينما تُصر “طهران” على نفي علاقتها بالهجمات؛ التي أعلنت جماعة “الحوثي” مسؤوليتها عنها، وفي النهاية فرضت “واشنطن” عقوبات على “البنك المركزي الإيراني”.
إيران تحتاط..
تسعى “طهران” إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وفي هذا الإطار أفرجت، الأحد الماضي، عن ناقلة النفط البريطانية، (Stena Impero)، التي كانت تحتجزها منذ نحو شهرين؛ بينما كانت تبحر في مياه “مضيق هرمز”، والآن بات في إمكان الناقلة العبور من ميناء “بندر عباس” نحو المياه الدولية، بحسب تصريح مسؤول الموانيء بمحافظة “هرمزغان”.
كما أعلن الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قبل سفره إلى “نيويورك” للمشاركة في اجتماعات “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، الإثنين، خطة من أجل تأمين مياه الخليج و”بحر عُمان”، بمساعدة دول المنطقة، وبرر اقتراحه بأن محاولات التدخل الخارجي في المنطقة، مثل القرار الأميركي بإرسال قوات لـ”السعودية”، تزيد من حالة عدم الأمان.
بينما كان خطاب وزير خارجيته، “محمد جواد ظريف”، محددًا بشكل أكبر، إذ قال لشبكة (سي. بي. إس) الأميركية: “لست متأكدًا من أننا يمكننا تفادي الدخول في حرب، لكنني متأكد من أننا لن نكون أول المعتدين”.
يؤيدون الحكومة ويخشون الحرب..
ذكرت الصحيفة الإسبانية أن الشعب الإيراني وطني بطبعه، ويتنامى هذا الشعور لدى كل فئات الشعب بغض النظر عن الإيديولوجية، لذا فإنه في ظروف مثل تلك التي تمر بها البلاد يسود بين أبناء الشعب تأييدًا قويًا لخروج رد فعل على أي تهديد خارجي.
صرحت المستشارة القانونية، “راوية”، بأنها: “مثل كثير من الشباب أشعر بالغضب إزاء عدم قدرة الحكومة على حل كثير من المشكلات الداخلية العالقة، لكني عندما أقيم فشل عملية التفاوض مع الغرب والاتفاق النووي المهدد، مع الوضع في الاعتبار الانسحاب الأميركي، وغياب استقلالية وإرادة الدول الأوروبية للحفاظ عليه، أجد أن حكومة بلدي لم يكن أمامها خيار آخر فيما يخص السياسة الخارجية”.
وقالت الشابة الإيرانية، “نجوان”، للصحيفة إن الأوضاع الاقتصادية تضغط على الشباب في “إيران”، مشيرة إلى أنها أفتتحت مقهًا بسيطًا بالقرب من ملعب “أزاداي”؛ بالتعاون مع بعض الأصدقاء، وبينما تظهر المنطقة حولها خالية تمامًا، أوضحت أن الأسعار آخذة في الزيادة؛ إذ ارتفع سعر “المعكرونة” الجافة نحو 3 آلاف تومان، (حوالي دولارين)، خلال أسبوع، “لهذا يمكن القول بأن “العقوبات الأميركية” تؤثر علينا، بالإضافة إلى أن الناس لم يعد لديهم فائض من المال يمكن إنفاقه من أجل التسلية، لذا فإنهم لا يقبلون على الذهاب إلى لتناول كوب من القهوة بالخارج.
وبينما تهب عواصف الحرب من جديد، تخشى “نجوان” من أن يمتد مسلسل التصعيد الذي بدأه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، منذ انسحابه من “الاتفاق النووي” الإيراني، ليؤدي إلى تدهور الاقتصاد بشكل أكبر.
وقالت صديقتها “زهرة”: “على مدار 30 عامًا من حياتي أسمع عن تهديدات الولايات المتحدة بمحاربة بلادي، لذا لم يكن للأحداث الأخيرة تأثيرًا بليغًا بالنسبة لي”.