27 أبريل، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

بالإفراج عن “غريس 1” .. الدبلوماسية الإيرانية تنتصر في جولتها الأولى على بريطانيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تبدو وكأنها انتصارًا دبلوماسيًا لـ”إيران”، قررت “المحكمة العليا” في منطقة “جبل طارق” إطلاق سراح ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة هناك، وذلك على الرغم من تقدم “وزارة العدل الأميركية” بطلب للسلطات المحلية لمواصلة احتجاز ناقلة النفط (غريس 1).

وتلقت سلطات “جبل طارق”، التابعة للتاج البريطاني والتي تتمتع بحكم ذاتي، تعهدات رسمية مكتوبة من “إيران”، بأن السفينة لن تفرغ شحنتها في “سوريا”.

واحتجزت الناقلة، التي تحمل نفطًا إيرانيًا، قُبالة سواحل “جبل طارق”، في 4 تموز/يوليو الماضي.

وقال رئيس المحكمة العليا في جبل طارق، “أنتوني دودلي”، إنه لا يوجد طلب أميركي أمام المحكمة حاليًا.

واحتجز “الحرس الثوري” الإيراني، في 19 تموز/يوليو الماضي، ناقلة نفط تملكها “السويد”، وترفع العلم البريطاني، في الخليج.

وكانت الناقلة (غريس 1) قد احتجزت بسبب أدلة على أنها كانت متجهة إلى “سوريا”، في إنتهاك لعقوبات مازال يفرضها “الاتحاد الأوروبي” عليها.

وأرسلت “بريطانيا” جوًا 30 بحارًا إلى “جبل طارق” لمساعدة الشرطة في احتجاز الناقلة وحمولتها، بطلب من حكومة “جبل طارق”.

وكان احتجاز الناقلة قد أثار أزمة دبلوماسية بين “بريطانيا” و”إيران”، تصاعدت أكثر خلال الأسابيع الأخيرة.

وأعلنت “بريطانيا”، الأسبوع الماضي، أنها ستشارك في القوات التي تقودها “الولايات المتحدة” في الخليج، لحماية السفن التجارية العابرة من “مضيق هرمز”، الممر الرئيس لـ”النفط” في العالم.

وتدهورت العلاقات بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، بشكل حاد منذ تولي الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، السلطة في عام 2017، وتفاقمت الأمور بعد انسحاب إدارة “ترامب” من الاتفاق الدولي مع “إيران” بشأن برنامجها النووي، واقترب البلدان من حافة النزاع المسلح، في حزيران/يونيو الماضي.

لا ضمانات مقابل الإفراج..

فيما نفت “إيران”، أمس، تقديم أي ضمانات لـ”بريطانيا” في مقابل الإفراج عن الناقلة (غريس 1).

وذكرت وكالة (فارس)؛ أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”، نفى أن تكون بلاده قدمت أي ضمانات إلى “بريطانيا” أو سلطات “جبل طارق” من أجل الإفراج عن ناقلة النفط (غريس 1).

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن: “طهران أعلنت منذ البداية أن وجهة الناقلة، (غريس 1)، لم تكن سوريا؛ وإن كانت كذلك فلا علاقة لأحد بالأمر”.

وأضاف “موسوي”: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم سوريا في جميع المجالات؛ بما في ذلك النفط والطاقة”، مشيرًا إلى أن “إيران” مستعدة لبيع “النفط” لأي زبائن جدد أو قدامى.

وتابع: “بريطانيا وسلطات جبل طارق تدعيان قصة تقديم ضمانات إيرانية للتغطية على الإفراج المشرف للناقلة الإيرانية”.

نصر دبلوماسي..

كما اعتبر رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية، “محمود واعظي”، أن تحرير الناقلة (غريس 1)؛ يعد نصرًا دبلوماسيًا للبلاد برمتها.

وعلى هامش زيارته، أمس، للمعرض الرابع للطاقات الريفية والعشائرية في “طهران”، أضاف “واعظي”، أن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية، (غريس 1)، كان إعتراضًا بحريًا تم بأمر من “الولايات المتحدة”، وواجه ردود أفعال واسعة من كافة أركان “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، وذلك بحسب قناة (العالم).

وأردف “واعظي” أن هذا الإنجاز، الذي حققه خبراء القانون الإيرانيون، أثبت بأن الحظر الذي فرضه “الاتحاد الأوروبي” على “إيران”، سيترك تداعياته عليه بالذات، لا على “إيران” التي تتطلع إلى الملاحة البحرية في المياه الحرة.

وشدد رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية، “محمود واعظي”، على أن تحرير ناقلة النفط الإيرانية، (غريس 1)، تم بفضل دعم الحكومة وكافة أركان ومكونات نظام “الجمهورية الإسلامية”، بمن فيهم خبراء القانون والدبلوماسيين الإيرانيين.

وقال السفير الإيراني في “لندن”؛ إن أميركا “بذلت محاولات مستميتة لمنع الإفراج عن الناقلة الإيرانية، (غريس 1)، لكنها لقيت هزيمة نكراء”.

لم تنقض قوانين الحظر الأوروبي..

وأمس، رفض وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، أقوال الحكومة البريطانية التي أدعت بأن ناقلة النفط الإيرانية قد نقضت قوانين الحظر الأوروبي.

ونشر “ظريف” تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على (تويتر)، أرفقها بصورتين لرسالتين من السفير الإيراني في “لندن” إلى “وزارة الخارجية البريطانية”، أحدها باللغة الفارسية.

وقال “ظريف”: “إن سفارتنا في لندن أطلعت وزارة الخارجية البريطانية؛ بأن إجراءات الحظر المفروضة من قِبل الاتحاد الأوروبي لا تنطبق بشأن إيران”.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى بيان “وزارة الخارجية البريطانية”، الداعم للحظر الأوروبي، مضيفًا أنه: “لم يتغير أي شيء واحتجاز ناقلة النفط، (غريس 1)، كان عملًا، غير قانوني، تمامًا”.

لحفظ ماء وجهها أمام الرأي العام..

تعليقًا على الموضوع؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، “صالح القزويني”، من طهران: “إن القضية هي تحكم إيران بمضيق هرمز؛ ما إتخذ زريعة لتشديد العقوبات عليها”، وأشار إلى أن محاولة الإفراج عن الناقلة الايرانية أوجد ضغوطات لتقدم “إيران” المزيد من التنازلات، لذلك أوضح المتحدث باسم الخارجية أن “إيران” لم تقدم أي تنازلات أو ضمانات لأنها لا تخضع للإبتزاز مطلقًا، مؤكدًا على أن “بريطانيا” أعلنت ذلك لحفظ ماء وجهها فقط أمام الرأي العام.

وأوضح “القزويني” أن الموضوع ليس صراع قوى؛ إنما استخدام أوراق سياسية إيرانية ضد ما يحدث تجاهها، لأن “إيران” أعلنت أن ما حدث لناقلتها هو قرصنة وأنها سترد بخطوة مماثلة لو لم يتم الإفراج عن سفينتها؛ فاحتجزت الناقلة البريطانية، منوهًا إلى أن “إيران” أبدت مرونة في حل القضايا الشائكة وهي لا تريد التصعيد، لكنها تستخدم قوتها عند الحاجة لذلك.

توقعات بموعد آخر مع الأزمات..

وأكد المحلل السياسي الإيراني على أن “إيران” تبيع نفطها دون تدخل من أحد وربما تزود “سوريا” بـ”النفط” لأن ذلك لا ينتهك “العقوبات الأوروبية”؛ فهي لن تتخلى عن “سوريا” مطلقًا، مشيرًا إلى أن “إيران” لم تعلن موقفها من السفينة البريطانية للآن، قائلًا إن المشكلة لم تنته ما دامت “الولايات المتحدة” مستمرة في فرض عقوبات على “إيران”. متوقعًا أن يكون هناك موعد آخر مع الأزمات طالما أن “ترامب” متمسك بالانسحاب من “الاتفاق النووي”.

اختبار أمام “غونسون”..

من جانبه؛ أوضح المحلل السياسي، “د. فارس الخطاط”، من “لندن” أن: “ما حدث يمثل نجاحًا للدبلوماسية الإيرانية؛ وفي نفس الوقت إظهار للقوة باحتجاز ناقلة بريطانية، فالدبلوماسية الإيرانية أقنعت بريطانيا أن ما يحدث سيحرجها أمام الرأي العام البريطاني وأوعزت لحكومة جبل طارق بإنهاء المشكلة والإفراج عن الناقلة”.

وأشار “الخطاط” إلى أن “إيران” ستطلق سراح الناقلة البريطانية بعد انتظار ما سيحدث لناقلتها المفرج عنها ربما اليوم أو غدًا.. مؤكدًا على أن “بريطانيا” لا تنسى القضايا التي تحرجها أمام الرأي العام ولديها نفس طويل في هذا الجانب؛ فهي مشاركة بشكل فعال في التوجهات الأميركية وربما يظهر ذلك في الفترة القادمة من خلال ما سيتم إتخاذه من خطوات تصعيدية تجاه “إيران”.

لافتًا “الخطاط” إلى أن إطلاق سراح الناقلة البريطانية هو أكثر أهميه الآن، للرأي العام البريطاني، وهذا ما سيكون اختبارًا أمام رئيس الوزراء الجديد، “بوريس غونسون”، وحكومته بعيدًا عن أي عمل عسكري يجعله في ورطة مع “إيران”.

انتصار كبير لإيران..

ويقول “عبدالباري عطوان”، في (رأي اليوم) اللندنية؛ إن الإفراج عن الناقلة الإيرانيّة، (غريس 1)، التي كانت مُحتجزةً من قِبَل سُلطات “جبل طارق”، مُنذ الرابع من تموز/يوليو الماضي، “لم يكُن انتصارًا كبيرًا للقِيادة الإيرانيّة التي أدارت الأزمة بقوّة وصلابة ودهاء، وإنّما أيضًا هزيمةً للولايات المتحدة الأميركية التي حاولت عرقلة هذا الإفراج؛ عندما تقدّمت بطلبٍ رسميٍّ لمُصادرتها، وقُوبِل طلبها هذا بالإحتقار والتّجاهل من أقرب حُلفائها”.

ويضيف الكاتب بأن: “احتجاز الناقلة الإيرانيّة بتحريضٍ من إدارة ترامب، ولأسبابٍ استفزازيّةٍ غير مُقنعة، كان خطيئةً كُبرى إرتكبتها الحُكومة البريطانيّة عكَست سوء تقدير رد الفِعل الإيراني، عندما أعتقدت أنّ السلطات الإيرانيّة ستأتي إليها راكعةً مُتذلّلةً مُعتذرةً، وطالبةً الصفح والغفران، وعلى رأي المَثل العربي الذي يقول الذي لا يعرِف الصقر يشويه”.

فتيل الحرب لم ينزع..

ويقول “فارس بن حزام”، في (الحياة) اللندنية؛ إن: “فتيل الحرب مع إيران في المنطقة لم ينزع حتى الآن، وفرص اندلاعها قائمة إلى يومنا هذا، رغم هدوء مضيق هرمز منذ اختطاف السفينة البريطانية قبل أربعة أسابيع”.

ويرى الكاتب أن البريطانيين “يعالجون الملف بهدوء شديد، فهم يمتلكون مهارات دبلوماسية عالية، وهم آباء إيران في مدد الصبر”.

ويرى الكاتب أيضًا أن: “بطء حركة تشكيل الحلف الأمني والعسكري لحماية الناقلات؛ يعكس ترددًا كبيرًا يُعيق واشنطن. ذلك ما تظهره، لكنها تبطن القلق الكبير من قيام الحلف. أما تأخره فلحاجة لوقت كاف لاستكمال المفاوضات والحسابات والمقايضات السياسية والاقتصادية”.

ويقول “ياسر الزعاترة”، في (العرب) القطرية؛ إن ما يعني “إيران” الآن هو عدم التورط في حرب، ويرى أن الرئيس الأميركي، “ترامب”، “أكثر خوفًا على هذا الصعيد”.

خيط المصلحة الرفيع..

يقول “عبدالله العوضي”، في (الاتحاد) الإماراتية؛ إنه رغم إنقطاع العلاقات الرسمية بين “طهران” و”واشنطن”؛ “فإن اللقاءات غير المباشرة عبر الوسطاء لم تنقطع أبدًا ولا في أحلك الظروف، كما أن خيط المصلحة الرفيع لأميركا مع إيران ما زال يحكم النظامين اللذين يبدوان لنا متعاديين وبقوة”.

ويضيف: “أصبح لدينا في التاريخ المعاصر (إيرانان)، واحدة صناعة أميركية صُنعت سياسيًا في عام 1925، وإنتهت صلاحيتها في عام 1979، لغرض لعب دور الشرطي العالمي على منطقة الخليج العربي، والنسخة الأخرى أوروبية صنعتها فرنسا وبمباركة جميع الدول الأوروبية، ومعها بريطانيا الحليف الاستراتيجي لأميركا. هنا يكمن قلب الصراع على النفوذ في الخليج العربي ومن ثم الشرق الأوسط ككل. فإيران اليوم والأمس أداة من أدوات الصراع في المنطقة، فهي تنفذ أدوارًا للغرب لا يستطيع الغرب وحده القيام بها”.

التوتر يظل قائم..

ويرى “عبدالله بشارة”، في (القبس) الكويتية، أن: “المشكلة بين إيران وبين دول المنطقة هي أن دول الخليج لها سيادة ومواطنة وحدود وهوية ومجتمع مدني، ولها تراث تعتز به، وكبرياء سياسي تؤكده شرعية تاريخية عمرها قرون، ولها مفاهيم عصرية في العلاقات بين الدول، وتلتزم بالقانون الدولي، وتخضع لحسابات النظام السياسي العالمي، لها سلطة داخلية تنظم معيشة مواطنيها، لكن إيران الثورية لا تستطيع أن تتعايش مع هذه المواصفات”.

ويقول الكاتب إن التوتر سيظل قائمًا في المنطقة؛ “طالما استمرت إيران في مسارها الحالي بعيدًا عن الإلتزام بالضوابط التي تخضع لها الدول الأخرى، لأنها تتحرك وفق إرادة قوى غامضة تؤمن بها القيادة الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب