وكالات – كتابات :
في تحليل دسم بالمعلومات والأرقام الموثقة، أراد الباحث العراقي، الدكتور “ضرغام الدباغ”، تقييم حادث جنوح سفينة الشحن العملاقة (إيفر غرين-Ever Green)، في مجرى قناة السويس المصرية، منذ أيام قلائل، راصدًا عملية جنوحها وتداعياته على المجري الملاحي العالمي؛ عبر معلومات فنية دقيقة وأرقام محددة والتصريحات الميدانية الكاشفة لحقيقة الوضع الميداني للقناة أثناء أزمة شحوط السفينة وبعد إنفراجة تعويمها.. ومن أهم ما يسوقه المقال التحليلي تفجيره بعدد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي مازالت تدور فوق رؤوس المحققين ومجريات التحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه وتداعياته ونقاط الغموض التي مابرحت عائمة في القلب من مجرى من أهم المعابر المائية العالمية..
المواصفات الهندسية للسفينة..
يبدأ “د. ضرغام الدباغ”، مقاله التحليلي الذي عنونه بسؤال: “ماذا حدث في قناة السويس ؟”؛ مؤكدًا على أهمية البدء – في سبيل الإجابة – بدراسة المواصفات الهندسية للسفينة (إيفر غرين-Ever Green)، وقت جنوحها عند العلامة 151 في “قناة السويس”، والتي صنعت من طراز تم إنتاج 13 سفينة منه فقط على مستوى العالم، تم تصنيعها في “تايوان” والشركة المالكة “يابانية”؛ والشركة المشغلة للسفينة (إيفر غرين/تايوان)، وتحمل العلم البنمي.
بلغت حمولتها: (20124 حاوية/كونتينر)، ويستحق الملاحظة أن عالم النقل البحري يزدحم بالكيانات؛ ذات مواصفات: الصانعة والمالكة (يابانية) والمشغلة الحالية (تشغل السفينة حاليًا الشركة التايوانية “إيفر غرين للنقل البحري”)، وجنسية البلد “بنما”. وتتضاعف باستمرار أهمية الشحن البحري مع تصاعد حجم التبادل التجاري العالمي، ومعقولية أسعار الشحن البحري قياسًا إلى الشحن الجوي والبري، (الشحن البري/القطارات).
ويسلط الباحث الضوء على معطيات السفينة (إيفر غرين) :
– تُعد (إيفر غرين) واحدة من أطول السفن التي في الخدمة، حيث يبلغ طول هيكلها: 58.8 مترًا (192 قدمًا 11 بوصة)، وعرضها 59 متر، وارتفاعها/عمق الهيكل (32.9 مترًا ـ 107 قدمًا 11 بوصة)، وزنها (200 ألف طن متري)، تاريخ دخولها الخدمة: “25 أيلول/سبتمبر 2018”. تبلغ حمولتها وقت الحادث (18300 حاوية).
كما هو الحال مع معظم سفن الحاويات الكبيرة، فإن المحرك الرئيس هو محرك (ديزل) ثنائي الأشواط منخفض السرعة. وهو محرك مستقيم ذو 11 أسطوانة، صنع بترخيص ( Mitsui – MAN B&W 11G95ME-C9. ) مقترنة بمروحة ثابتة، يتم تصنيفها عند: 59300 كيلوواط؛ 79500 حصان، عند 79 دورة في الدقيقة؛ وتعطي السفينة سرعة خدمة تبلغ: 22.8 عقدة، (42.2 كم/في الساعة). تحتوي السفينة أيضًا على أربعة مولدات (ديزل) مساعدة من نوع Yanmar 8EY33LW. للمناورة في الموانيء، تمتلك (Ever Given ) جِهتي دفع بقدرة: 2500 كيلوواط، (3400 حصان).
ـ عدد طاقمها يبلغ 25 فردًا، جميعهم من “الهند”، وبموجب معطيات الشركة أن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات أو تسرّب نفطي.
ـ كانت السفينة تحمل 20 ألف حاوية، كل حاوية بحجم عربة قطار.
ـ السفينة التي هي الأضخم في العالم، (صنع منها 13 سفينة فقط)، كانت في رحلة ابتدأت في 22 شباط/فبراير 2021، من ميناء “كاوهسيونغ” (تايوان) – “تشينغداو” (الصين)، في 25 شباط/فبراير – 1 آذار/مارس، في “شنغهاي” (الصين) ـ 4 آذار/مارس “نينغبو” (الصين) ـ 5 آذار/مارس “تايبيه” (تايوان) – 7 آذار/مارس “يانتيان” (الصين) ـ 12 آذار/مارس “تانجونغ” (ماليزيا) ـ 23 آذار/مارس “قناة السويس” (مصر). الوجهة النهائية “روتردام”/هولندا.
نقاط تثير ريبة !
ويلفت الباحث العراقي إلى بعض النقاط التي رصدها ضمن ملابسات الحادث؛ كان من أهمها :
ــ تنص لوائح وقواعد المرور بـ”قناة السويس”؛ أن لا تزيد سرعة الإبحار القصوى المسموح بها خلال عبور القناة عن: (7.6/8.6 عقدة)، بينما كانت السفينة تسير، حين حدوث الحادثة، بسرعة: (13.5 عقدة قبل 12 دقيقة من توقفها)، نحو ضعف السرعة المسموحة، بحسب وكالة (بلومبيرغ)، كما ذكرت صحيفة ( Japan Times) ؛ أيضًا أن السفينة كانت تسير بسرعة (13.5) عقدة.
ــ كشف خبير مصري أن التحقيقات ستتضمن كل ما حدث في السفينة قبل وأثناء وبعد الحادث، بفحص كل ما حدث ومراجعته، وأن سلطات القناة طلبت من السفينة 8 مطالب؛ لم تنفيذ أي طلب منها، مما يشير إلى غموض في موقف القبطان.
ــ تشير الصور الفضائية، وكالة (نوفوستي) الروسية، أن السفينة أتبعت مارًا دائريًا غير مفهوم قبل دخولها “قناة السويس”.
راصدًا، “د.ضرغام”، الموقف في “قناة السويس” :
ــ يبلغ طول “قناة السويس”: 193 كيلومترًا، وعرضها 205 متر؛ وعمقها في وسط المجرى: 25 مترًا؛ وفي الأجناب بين 5 ـ 2 مترًا.
ــ تعبر “قناة السويس” يوميًا، نحو 50 باخرة.
ــ تفيد المصادر، بأن نحو 30% من حاويات الشحن في العالم، تمرّ يوميًا عبر “قناة السويس”، إضافة إلى نحو 12%، من إجمالي التجارة العالمية لكل السلع.
ــ خسارة “مصر”: 12 ـ 14 مليون دولار يوميًا.
ــ وقالت شركة “لويدز” البريطانية للتأمين؛ إن الغلق يُعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو: 9.6 مليارات دولار يوميًا بين “آسيا” و”أوروبا”.
ــ وأشار موقع (لويدز ليست)؛ إلى أن: “الحسابات التقريبية”؛ تفيد بأن حركة السفن اليومية، من “آسيا” إلى “أوروبا” تُقّدر قيمتها بحوالي: 5.1 مليارات دولار، ومن “أوروبا” إلى “آسيا” تُقّدر بنحو: 4.5 مليارات دولار.
ــ قبل عبور السفينة الجانحة في القناة؛ مرت 13 سفينة، ولم يحدث لهم أية مشكلات.
ــ لم تؤثر الرياح في أي سفينة كانت متواجدة في القناة، خلال العاصفة والحادث !
جهود الإنقاذ..
مسجلاً، المقال التحليلي، الإجراءات الفنية للإنقاذ وحل الأزمة، في النقاط التالية :
ــ وضعت عدة سيناريوهات لتنفذ على مراحل تطبق على التوالي:
1 – جرف الرمال؛ (بواسطة كراكات، وحفارات برية).
2 – سحب السفينة؛ (قطرها بواسطة قاطرات بحرية).
3 – تخفيف الحمولة؛ (إفراغها من الوقود والماء، ثم خفض تدريجي من أعداد الحاويات).
ــ اشتركت بالمهمة المعدات التالية :
1 – كراكات بحرية، (شفاطات الرمال)، بأحجام مختلفة.
2 – قاطرات سحب، (بقوة مختلفة).
3 – حفارات أرضية، (تعمل من البر).
4 – مراكب لقيادة العملية والسيطرة.
ــ تمثلت المشكلة بغرس مقدمة السفينة في رمال الضفة الغربية للقناة، (ضفة سيناء)، فيما كان موقف مؤخرة السفينة أسهل ورفاس السفينة ليس عاطلاً.
ــ تلعب حركة المد والجزر دورًا مهمًا في عملية الإنقاذ، ويبلغ ارتفاع منسوب مياه القناة إلى 2 متر.
ــ تمت إزالة 30 ألف متر مكعب من الرمال؛ شاركت بها كراكات بحرية وحفارات أرضية.
ــ اشتركت أكثر من 16 قاطرة، (بالمجموع).
ــ منها 8 قاطرات :
4 قاطرات مصرية، قوة شد كل منها 160 طن، (المجموع 640 طن).
4 قاطرات مصرية، قوة شد كل منها 70 طن، (المجموع 280 طن).
إنجاز مصري وكلمة السر: “العرض الأميركي” !
وتفصيلاً يستعرض “الدباغ”؛ خطة الإنقاذ بأن: كانت الخطة تقوم على البدء بالتكريك، (إزالة الرمال)، أسفل مقدمة السفينة، ولذلك تم إرسال الكراكة المصرية (مشهور) للقيام بهذه المهمة، وأستخدام قاطرات عملاقة للشد وتعويم السفينة، بلغ عددها 10 قاطرات، وتعمل من خلال 4 اتجاهات؛ تشمل شد مقدمة السفينة في اتجاه الشمال، بواسطة كل من القاطرة (بركة 1)؛ والقاطرة (عزت عادل) بقوة شد 160 طنًا لكل منهما، فيما تساعد معهم قاطرات أخرى، وهي (عبدالحميد يوسف) و(مصطفى محمود) بقوة شد 70 طن لكل منهما، والقاطرتين (بورسعيد 1) و(بورسعيد 2)، والقاطرة (ماراديف)، والقاطرتين: (تحيا مصر 1) و(تحيا مصر 2).
يؤكد الخبراء؛ إن ما قامت به “هيئة قناة السويس”، لمواجهة الأزمة والتعامل مع هذا الحادث الطاريء والاستثنائي، إنجاز يستحق أن يدرَّس، وإعجاز يصل لدرجة المستحيل، وبأيادي مصرية خالصة، حتى إن القاطرة الهولندية التي شاركت في العملية، وتبلغ قوتها 250 طن شد، لم تستطع أن تُخرج سوى 135 طن شد، بينما القاطرتين التي تحملان علم مصر وهما: (عزت عادل) و(بركة) حققوا لكل منهما: 135 طن شد، وأن العرض الذي تقدمت به “الولايات المتحدة” أثار حمية الرجال، وجعلهم يسابقون الزمن لتعويم السفينة، وإثبات أن “هيئة قناة السويس” بها رجال أكفاء لا ينتظرون مساعدة من أحد، وقادرون على صنع إنجازات تشرف بلادهم.
تمت عملية التعويم بطريقة علمية، ووسط عوامل جوية وظروف بحرية صعبة، مضيفًا، خبير بحري؛ أن من تحدثوا عن أننا كنا ننتظر المد لتعويم السفينة لا يعلمون الحقيقة، وهي أن هذه السفينة عكس كل السفن الأخرى لضخامتها وكبرها وحمولتها الكبيرة، وكان لابد أن ننتظر الجزر لتعويمها وهذه نقطة كانت خافية على الكثيرين، وأثبتت كفاءة المصريين وأنهم قادرون على التعويم في ظل تلك الظروف الصعبة وفي ممر ملاحي مهم مثل “قناة السويس”.
تمت عملية شد السفينة من مقدمتها ومؤخرتها، وفي اتجاهين متضادين، لخلخلتها وتحريكها، وتم استغلال التيار الهوائي لتعويم السفينة؛ مع إزالة الرمال من أسفلها لتوصيل المياه، ومن ثم تعويمها وتحريكها.
ويواصل المقال نقلاً عن الخبير البحري؛ الذي لفت: ولكن كانت هناك عقبات أخرى، وهي أن السفينة كانت جانحة في صخور ورمال كبيرة وسرعة الرياح حولها، تبلغ 40 عقدة، وقامت الكراكة المصرية، (مشهور)، بإزالة نحو 18 ألف متر من الرمال أسفلها، مضيفًا بالقول: “لقد استخدمنا عوامل مساعدة كثيرة، وكان الوقت عنصر ضغط، فالسفينة أغلقت القناة من كل الاتجاهات وهناك مئات السفن عالقة في الانتظار كي تمر وتعبر، والعوامل الجوية مثلت عائقًا إضافيًا، وكان لابد من انتظار الجزر”.
كما عملت الفرق الفنية طوال 6 أيام كاملة؛ حتى تحركت محركات السفينة، حيث عملت أولاً الكراكتان: (مشهور) و(العاشر من رمضان) في التكريك؛ وإزالة الرمال ثم تبعتها قاطرات الشد وهي: (عزت عادل) و(بركة) و(مساعد 2) و(مساعد 3) و(بورسعيد 1) و(بورسعيد 2) و(صاحب 2) و(سلام 6) و(سلام 9) و(تحيا مصر 1) و(تحيا مصر 2) و(ماردايف 703).
وكانت التربة حول مقدمة السفينة، منطقة صخرية، وتم التعامل معها بالحفارات، ومن ثم تم سحب الرمال، حتى عمق 18 مترًا وعلى مراحل، وإزالة الرمال من كل المناطق التي تحوط بالسفينة من المقدمة والمؤخرة، وبعد التكريك، (إزالة الرمال بواسطة كراكات بحرية)، تم سحب وشد السفينة بواسطة القاطرات حتى تم تعويمها.
لم تيأس الفرق الفنية؛ وكانت لديها ثقة في تعويم السفينة، وعدم الوصول للسيناريو الآخر؛ وهو تخفيف الحمولة، وهو سيناريو مزعج ويحتاج وقتًا، مضيفًا أن الحادث كان استثنائيًا لم يحدث، منذ 54 عامًا، ويوميًا يمر نحو 60 سفينة في القناة، ولم يحدث مثل هذا الجنوح الصعب، رغم أن هناك سفنًا أكبر تمر من القناة ولم يحدث معها مثل ما حدث للسفينة البنمية، بل إن الأخيرة، (إيفر غرين)، كانت عبرت مرتين قبل ذلك من القناة دون صعوبات.
أزاحت الحفارات البرية: 30 ألف متر مكعب من الرمال، وبدأت فجر الإثنين 29 آذار/مارس المنصرم، عملية تعويم السفينة التي تزيد حمولتها عن 200 ألف طن، بمشاركة أكثر من 10 قاطرات، من بينها القاطرة الهولندية “إيه. بي. إل” (ABL)، التي وصلت إلى القناة، مساء الأحد 28 آذار/مارس، منها الكراكة (مشهور) قامت بأعمال تكريك حتى أزالت أكثر من 17 ألف متر من الرمال، أسفل السفينة وبنسبة بلغت 87% وهو ما ساهم في بدء تعويمها. وفقًا للمعلومات التي أعلنتها “هيئة قناة السويس”، عن الكراكة (مشهور)، فهي الأضخم لديها ويعود بناؤها إلى، العام 1996، يبلغ طولها: 140.3 متر، وعرضها: 22.4 متر، وارتفاعها: 7.2 متر، بينما يصل أقصى عمق للتكريك: 35 مترًا.
كما شملت جهود التعويم، القيام بأعمال الشد والدفع للسفينة؛ بواسطة 9 قاطرات عملاقة، في مقدمتهم القاطرتين (بركة 1) و(عزت عادل)؛ بقوة شد 160 طن لكل منهما.
عملت هيئة القناة على طلب قاطرات ثقيلة، مجموع طاقاتها: 400 طن.
وشاركت 14 قاطرة في عمليات تعويم السفينة في القناة.
خسائر الحادث..
ويتابع الباحث العراقي رصده للخسائر الناجمة عن الحادث؛ لافتًا إلى أن تقرير لشركة أليانز (Allianz) للتأمين قد أشار إلى أن اليوم الذي يتعطل فيه نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، “يكلّف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار”.
ولم يستبعد “بيتر بيردوفسكي”، الرئيس التنفيذي لشركة “بوسكاليس” الهولندية، التي تحاول تعويم السفينة، أن: “تستغرق المسألة أسابيع، بحسب الوضع “.
وقالت شركة “سميت سالفدغ” الهولندية، التي كلّفتها مجموعة “إيفرغرين مارين غورب”، المشغّلة للسفينة المساعدة في التعويم، إن العملية قد تستغرق “أيامًا أو حتى أسابيع”.
في يوم الحادث، الثلاثاء 23 آذار/مارس؛ عبرت 12 سفينة، قبل السفينة الجانحة، و30 سفينة من الشمال، سبق للسفينة عبور “قناة السويس”.
وقع الحادث في مدخل “قناة السويس” الجنوبي، على بُعد 30 كيلو من مدينة “السويس”، وليست في “قناة السويس” الجديدة. ولو حدث هذا الأمر في “قناة السويس” الجديدة، لن يكون هناك مشكلة، إذ كان سيتم تشغيل القناة الثانية.
ستعمل القناة: “على مدار 24 ساعة”؛ لتتمكن السفن المنتظرة، وعددها 425، بحسب موقع “لويدز ليست” (Lloyd’s List)، من العبور في أسرع وقت ممكن.
ورفعت كراكات نحو 20 ألف طن من الرمال من حول مقدمة السفينة، وبحلول يوم الجمعة؛ عمليات القطر لتحريرها عُلقت خلال الليل. وقالت “هيئة قناة السويس” إنه سيتعين إزالة ما بين 15 و20 ألف متر مكعب من الرمال للوصول لعمق 12 – 16 مترًا وتعويم السفينة. وإذا فشلت هذه الجهود، ستبحث فرق الدعم مسألة تخفيف حمولة السفينة مع استغلال المد العالي الربيعي المتوقع لتعويم السفينة.
عادت حركة الملاحة مجددًا في “قناة السويس”، مساء الإثنين 29 آذار/مارس 2021، بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة (إيفر غيفن)، التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر المائي الحيوي.
كان من المرجح إن استمر إغلاق القناة طويلاً، قد تقرر شركات الشحن تغيير مسار السفن لتدور حول “رأس الرجاء الصالح”، وهو ما يضيف أسبوعين إلى الرحلات، بالإضافة إلى المزيد من تكاليف الوقود.
تداعيات سياسية واقتصادية..
ويتتبع “د. ضرغام”، في تحليله التداعيات السياسية والاقتصادية للحادث؛ مؤكدًا على أنه: مع توفر أدلة عديدة تثير الشبهات عن طبيعة الحادث: “سلوك قبطان السفينة المخالف لأصول المهنة، قيامة بعمل دورات في مدخل القناة، عدم إلتزامه بالتعليمات الثمانية، قيادته السفينة بسرعة عالية داخل مجرى القناة”. لكن ينبغي انتظار ما ستنشره السلطات المصرية.
- حاولت بعض القوى الدولية أن تُشكك بكفاءة الإدارة المصرية للقناة، وطرحت مشروعًا، مخالفة للقانون والمنطق، بإدارة دولية للقناة.
- بعض ردود الأفعال كانت كأنها تتصيد المناسبة لتثير عاصفة حول “مصر”.
- أوقف الإزدحام في “قناة السويس”، شريان الشحن الرئيس، حتى الآن ما لا يقل عن 10 ناقلات “نفط”، تحمل ما مجموعه 13 مليون برميل. وهناك أيضًا سفن محملة بمنتجات بترولية مثل “الديزل”.
- كان قد تدفق نحو مليوني برميل يوميًا من “النفط الخام” والمنتجات النفطية عبر القناة، على مدار الإثني عشر شهرًا الماضية، وفقًا لتقديرات (برايمار).
- شهدت القناة، العام الماضي، مرور نحو 19 ألف سفينة؛ بحمولة صافية تبلغ: 1.17 مليار طن، بمتوسط 51.5 سفينة في اليوم، وفقًا لبيانات “هيئة قناة السويس”.
- الدول التي تقدمت بعرض المساعدة: “أميركا، تركيا، ألمانيا، بريطانيا، السعودية”.
- تزامنت مشكلة “قناة السويس”، مع مشكلة “سد النهضة” الإثيوبي.
- الدول التي تخابثت: “إيران”، “إسرائيل”.
- حاولت “اليونان” الإيقاع بين “تركيا” و”مصر”.
- تأثر حوالي 10 مليارات دولار من التجارة العالمية؛ بأزمة السفينة في “قناة السويس”.
مختتمًا الدكتور “ضرغام الدباغ”؛ مقاله مؤكدًا: “مثلت المشكلة والإقتدار المصري السياسي/الحكومي، في إدارة الأزمة بكفاءة عالية، إنجازًا يُحسب لمصر وقياداتها في إدارة هذا المرفق الاقتصادي العالمي الهام، وردت مصر كيد من يحاول التقليل من شأن القناة، أو التشكيك بكفاءة الجهد المصري. مصر انتصرت دون أدنى ريب، وهو نصر سيكون كمًا في هرم التراكم في الشخصية الوطنية والسياسية والقومية، وشعر كافة أبناء العروبة بالانتصار المصري بالعزة والفخر”.