9 أبريل، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

باعتبارها زوبعة عابرة .. “العراق” يحتوي أزمة السفارة البحرينية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

احتجاجًا على المؤتمر الذي رعته “الولايات المتحدة”، في “المنامة”، بشأن السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين، أو ما يعرف بـ”صفقة القرن”، اقتحم محتجون ساحة “سفارة مملكة البحرين”، في “بغداد”، وقاموا بنزع العلم، وعلى إثره استدعت “البحرين”، سفيرها، من “العراق” للتشاور، حسبما أعلنت “وزارة الخارجية البحرينية”.

وكان مئات من المتظاهرين اقتحموا، مساء أمس الأول الخميس، مبنى “سفارة مملكة البحرين”، في “حي المنصور”، وسط “بغداد”، وحطموا محتوياته وأنزلوا العلم البحريني ورفعوا مكانه علم “فلسطين”، احتجاجًا على استضافة “البحرين”؛ ورشة عمل تتعلق بالجانب الاقتصادي لخطة أميركية مرتقبة لتسوية الصراع “العربي-الإسرائيلي”.

وقال مصدر أمني إن المتظاهرين بدأوا بالانسحاب بعد وصول قوات مكافحة الشغب إلى المكان.

وأعلنت “وزارة الداخلية العراقية” اعتقال 54 شخصًا “على صلة بحادث اقتحام سفارة البحرين”.

أمن السفارات خط أحمر..

كما شددت الوزارة على أن أمن السفارات “خط أحمر” لا يسمح بتجاوزه، مضيفة: “أن السلطات الأمنية قد إتخذت جميع الإجراءات، وتبذل أقصى الجهود في ملاحقة المتسببن، والمحرضين على تلك الأعمال”.

ووصفت الحكومة العراقية ما حدث؛ بأنه: “عمل تخريبي مخالف للقانون”.

وعبرت عن “أسفها الشديد” لما وصفته، بـ”تجاوز”، عدد من المتظاهرين على مبنى “سفارة البحرين”.

وقالت “الخارجية البحرينية”، في بيان رسمي، إنها: “تدين الهجوم على سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق من جانب متظاهرين؛ والذي أدى إلى تخريب في مبنى السفارة”.

وقد إتخذت الأجهزة الأمنية كافة الإجراءات الحازمة والفورية لإخراجهم من السفارة، وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة واعتقال المتسببين تمهيدًا لتقديمهم إلى القضاء.

وقال ضابط شرطة، يعمل في نقطة حراسة قريبة من السفارة؛ إن رجال الشرطة “استخدموا مكبرات الصوت في سياراتهم لحث المتظاهرين على مغادرة مجمع، (السفارة)”.

وأضاف أنه: “بعد أن رفضوا، اضطرت الشرطة لإطلاق النار في الهواء”.

وانتشرت قوات أمنية بكثافة وأغلقت معظم الشوارع المؤدية للسفارة في “حي المنصور”.

وأحِيل آمر قوة حماية السفارة للتحقيق “لتقصيره في أداء واجبه”، حسبما قال اللواء، “سعد معن”، المتحدث باسم الوزارة.

وإتخذت الأجهزة الأمنية “كافة الإجراءات الحازمة والفورية لإخراجهم من السفارة؛ وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة واعتقال المتسببين تمهيدًا لتقديمهم إلى القضاء”، وفقًا لما جاء في بيان رسمي للحكومة العراقية.

لرفض التطبيع مع إسرائيل..

وقال أحد المتظاهرين إن الاحتجاج “يهدف إلى إرسال رسالة قوية وواضحة لكل المشاركين في مؤتمر البحرين؛ بأننا نرفض بقوة تطبيع العلاقات مع المحتلين الصهاينة”، في إشارة إلى “إسرائيل”، التي تحتل الأراضي الفلسطينية والسورية.

وأضاف المتظاهر ويدعى، “أبومرتضى الموسوي”: “لن نتخلى أبدًا عن مساندتنا للفلسطينيين، ونحن مستعدون للقتال من أجل هذا”.

وفي محاولة سريعة لإحتواء تداعيات الحادث، قالت مصادر مطلعة؛ إن وزير الداخلية العراقي الفريق، “ياسين الياسري”، قام بزيارة “سفارة البحرين” والتقى بسفير المملكة، “صلاح علي المالكي”، في أعقاب حادث الإقتحام.

احتجاج دبلوماسي..

واحتجاجًا على تعرض سفارتها للإعتداء، استدعت “وزارة خارجية البحرين”، أمس، القائم بأعمال سفارة العراق لدى مملكة البحرين، “محمد عدنان الخفاجي”.

وأكد الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بوزارة الخارجية البحرينية السفير، “يوسف محمد جميل”، للقائم بالأعمال العراقي – وفقًا لوكالة الأنباء البحرينية (بنا) – احتجاج “البحرين” على ما تعرض له مبنى سفارتها في “بغداد” من إعتداء وأعمال تخريبية؛ في سلوك غير مسؤول ومرفوض بشدة.

وأعرب “جميل”؛ عن ترحيب “البحرين” بالبيانين الصادرين عن الحكومة العراقية ووزارة خارجية العراق الرافضين لهذا الإعتداء، مؤكدًا على ضرورة محاسبة المتسببين، ومنع تكرار مثل هذه الممارسات، وأن تقوم الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها فى تأمين وحماية سفارة وقنصلية “البحرين” لديها؛ وذلك وفقًا لـ”اتفاقية فيينا” للعلاقات الدبلوماسية، لعام 1961.

وقام الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بتسليم القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق مذكرة احتجاج بهذا الشأن.

لن تؤثر على علاقات البلدين..

وفي محاولة لتدارك الأمر؛ أكد وزير الخارجية العراقي، “محمد علي الحكيم”، ونظيره البحريني، “خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة”، أن أحداث السفارة لن تؤثر على العلاقات بين البلدين.

وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية، نشرته وكالة الأنباء (واع)، أن: “الوزير، محمد الحكيم، أجرى اتصالاً هاتفيّاً مع نظيره البحرينيِّ الشيخ، خالد بن أحمد آل خليفة، وأعرب الوزير عن إدانته لاقتحام مقرِّ السفارة البحرينيّة”.

وأضافت “الخارجية العراقية”، في بيانها، أن الوزير أكد إلتزام بلاده بأمن البعثات الدبلوماسيّة، ومنها “سفارة مملكة البحرين”، مُشدِّدًا على أنَّ “مثل هذه الأحداث لن تُؤثـِّر في مُستوى العلاقات، أو التمثيل الدبلوماسيِّ بين بغداد والمنامة”.

وذكر البيان؛ أن: “الشيخ خالد بن حمد آل خليفة؛ أعرب عن تفهُّم البحرين لما حدث، مُؤكّدًا على أنَّ مثل هذه الأفعال لن تُؤثـِّر في العلاقات الأخويَّة بين البلدين”.‎

تقدير للموقف العراقي..

كما علق ملك البحرين، “حمد بن عيسى آل خليفة”، على موقف الحكومة العراقية من الإعتداء الذي استهدف مبنى سفارة بلاده في العاصمة، “بغداد”.

وقالت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، أمس، إن عاهل البلاد خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس العراقي، “برهم صالح”، أكد على “تقديره للموقف العراقي من الإعتداء، وما إتخذته بغداد من إجراءات لأجل توفير الحماية اللازمة” للسفارة وموظفيها.

وأضافت أن الملك “حمد بن عيسى”؛ “عبر عن إعتزاز البحرين بعمق العلاقات مع جمهورية العراق”.

من جهته؛ أكد الرئيس، “برهم صالح”، حرص “العراق” على تعزيز العلاقات بين البلدين، وشدد على أن العراق “لا يمكن أن يسمح أبدًا بالنيل من تلك العلاقات الوثيقة”، معربًا عن “تقديره لمواقف مملكة البحرين الداعمة لبلاده في كافة المواقف والظروف”.

وسبق وأن دعت “وزارة الخارجية البحرينية”، أيار/مايو الماضى، مواطنيها إلى عدم السفر إلى كل من “إيران” و”العراق”، تحسبًا للأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة.

ودعت “المنامة”، كافة المواطنين الموجودين في “إيران” و”العراق” إلى ضرورة المغادرة، وذلك ضمانًا لأمنهم وحفاظًا على سلامتهم.

وعزت “الخارجية البحرينية”، دعوة مواطنيها للمغادرة؛ إلى التطورات الخطيرة والتهديدات القائمة وما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار، وتزايد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط مؤخرًا، بسبب مخاوف من إندلاع صراع “أميركي-إيراني”، وشددت على ضرورة أخذ اقصى درجات الحيطة والحذر.

موقف شعبي يتماشى مع الموقف الرسمي..

تعليقًا عى حادث الإعتداء، قال “عبدالجليل الزبيدي”، الكاتب والمحلل السياسي العراقي، إن الموقف الشعبي الذى عبرت عنه المظاهرات التي استهدفت “سفارة البحرين”، يتماشى ربما دون قصد مع الموقف العراقي الرسمي من “ورشة البحرين”؛ وهو معروف برفضها وعدم المشاركة فيها.

وأضاف “الزبيدي” أن حماية السفارات هي مسؤولية الأمن العراقي، لكن ليس بمقدور أي دولة حماية السفارات التي لديها على نحو كامل، وحدث هذا في “العراق” وفي “إيران” وفي غيرها من البلدان.

وأشار “الزبيدي” إلى أن العلاقات بين “البحرين” و”العراق” لن تتأثر بهذا الحدث كثيرًا، وإن كانت العلاقة أصلًا بين البلدين ليست ممتازة؛ نظرًا لاختلافهما في كثير من القضايا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب