خاص: كتبت- نشوى الحفني:
غُداة نجاح الجيش الإسرائيلي في إطلاق سراح (04) رهائن لدى (حماس)، وإرجائه خطاب استقالته، مضّى الوزير في حكومة الحرب؛ “بيني غانتس”، في طريقه نحو الانسّحاب من الحكومة، التي لطالما انتقدها، فاتحًا الطريق لانهيارها.
وأعلن الوزير؛ “بيني غانتس”، الأحد، استقالته من حكومة الحرب الإسرائيلية بعد أن هدد؛ الشهر الماضي، بالانسّحاب لغياب استراتيجية لفترة ما بعد الحرب في “قطاع غزة”.
وقال “غانتس”؛ في خطاب متُلفز، إن رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”: “يمنعنا من المضُّي نحو نصر حقيقي. ولهذا السبب نترك حكومة الطواريء اليوم بقلب مثُّقل، ولكن بإخلاصٍ تام”، مضيفًا أنه سيعود إلى صفوف المعارضة وسيّدعم أي قرار مسؤول.
واعتبر أن “نتانياهو” بصّدد الفشل في الحرب ضد (حماس) في “غزة”.
كما دعا “غانتس” إلى إجراء انتخابات مبكرة؛ قائلاً: “يجب أن تُجرى انتخابات تؤدي في نهاية المطاف إلى تشّكيل حكومة تحظّى بثقة الشعب وتكون قادرة على مواجهة التحديات”.
لم يتخذ قرارات حاسّمة !
وانسّحب أيضًا عضو مجلس الحرب الإسرائيلي؛ “غادي آيزنكوت”، من حكومة الطواريء، قائلاً في رسالة استقالته لـ”نتانياهو”: “مجلس الوزراء الذي ترأسه؛ لم يتخذ قرارات حاسّمة مطلوبة لتحقيق أهداف الحرب”.
وأضاف أن: “تجنب اتخاذ قرارات حاسّمة”؛ مقرًا بأن سياسات رئيس الحكومة؛ يضُّر بالوضع الاستراتيجي والأمن القومي لـ”إسرائيل”.. “آيزنكوت”؛ لـ”نتانياهو”: “شهدنا مؤخرًا أن القرارات التي اتخذتها ليست بالضرورة بدافع مصلحة البلاد”.
استقالة أول قائد ميداني..
بالتزامن مع ذلك؛ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، أن قائد (فرقة غزة)؛ العميد “آفي روزنفيلد”، أعلن استقالته، معترفًا بفشله في حماية المجتمعات الحدودية الإسرائيلية، خلال هجوم (حماس) على جنوب الدولة العبرية (الكيان الصهيوني)، في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023.
وقال “روزنفيلد”؛ في رسالة بعث بها إلى رؤوساء بلديات “غلاف غزة”، ونشرتها صحيفة (جيروزالم بوست)، أمس الأحد: “في 07 تشرين أول/أكتوبر، فشلت في أداء مهمتي المتمثلة في حماية المجتمعات الحدودية مع غزة”.
وأضاف: “على الجميع أن يتحمّلوا المسؤولية من جانبهم. وأنا أتحمّل العبء المُّلقى على عاتقي كمسؤول”.
وكتب أيضًا: “قررت إنهاء خدمتي في جيش الدفاع الإسرائيلي، بعد (30) عامًا من العمل، وسأبقى هنا، حتى يتولى بديلي المنصب بطريقة منظمة، وفقًا لتعليمات القيادة”.
كما يعتزم قائد (فرقة غزة): “الاستمرار في المشاركة في التحقيقات، واستخلاص العبّر، حتى لا يتكرر في المستقبل ما حدث في 07 تشرين أول/أكتوبر”، على حد تعبيره.
وبحسّب الصحافي في موقع (أكسيوس) الأميركي؛ “باراك رافيد”، فإن “روزنفيلد”؛ هو أول قائد ميداني في الجيش الإسرائيلي يسّتقيل منذ هجوم 07 تشرين أول/أكتوبر 2023.
وقت غير مناسب للانسّحاب..
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، قد ناشد، الأحد، منافسّه؛ “بيني غانتس”: “عدم الانسّحاب من المعركة”.
وكتب “نتانياهو”؛ في رسالة عبر منصة (إكس): “بيني؛ الوقت غير مناسب للانسّحاب من المعركة، إنه وقت توحيد قّوانا”.
وتشّكلت حكومة الحرب في “إسرائيل”؛ بعد 07 تشرين أول/أكتوبر 2023؛ بعد الحرب التي اندلعت مع حركة (حماس)، وذلك بهدف: “إدارة الحرب”، غير أنها شّهدت خلافات بين أعضائها بعد تباين في الآراء حول اليوم التالي للحرب وصعوبات في تحقيق أهداف الحرب في “غزة”.
وللحكومة الحالية: (64) نائبًا في (الكنيست) يُحققون لها أغلبية بسّيطة من أصل: (120) نائبًا، ما دفع لتوقعّات بأن “غانتس” قد يلجأ لاستّمالة بعضهم إلى موقفه لإنهاء هذه الأغلبية، وسّحب الثقة من “نتانياهو”، والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
قرار صحيح..
وفي تعليقهم؛ دعا أقطاب المعارضة الإسرائيلية، أمس، إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، وتشّكيل حكومة وحدة وطنية، عقب استقالة رئيس (المعسكر الوطني)؛ “بيني غانتس”، و”غادي آيزنكوت”، من مجلس الحرب.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية؛ “يائير لابيد”، إن: “قرار غانتس وآيزنكوت؛ بالخروج من حكومة الطواريء الفاشلة، مهم وصحيح”.
وأضاف “لابيد”؛ عبر حسابه على (إكس): “حان الوقت لاستّبدال هذه الحكومة المتطرفة بحكومة عاقلة، تؤدي إلى عودة الأمن إلى مواطني إسرائيل، وإلى عودة المختطفين، وإلى استعادة اقتصاد إسرائيل ومكانتها الدولية”.
وقال زعيم حزب (إسرائيل بيتنا)؛ “أفيغدور ليبرمان”، تعليقًا على استقالة “غانتس”، بالقول: “أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا.. حان الوقت لتشّكيل تحالف صهيوني”.
طلب انضمام وطلب تشّكيل..
بدوره؛ طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف؛ “إيتمار بن غفير”، بالانضمام لمجلس الحرب، بعد استقالة “غانتس”.
وقال في تغريدة عبر حسابه على (إكس): “في ضوء استقالة غانتس، وجهّت طلبًا إلى رئيس الوزراء، أطالب فيه بالانضمام إلى الحكومة المصغرة. حان الوقت لاتخاذ قرارات شجاعة، وتحقيق ردع حقيقي، وتحقيق الأمن لسكان الجنوب والشمال وإسرائيل ككل”، وفق قوله.
كما دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف؛ “بتسلئيل سموتيريتش”، إلى تشكيل حكومة يمينية من كافة الأحزاب.
وقال “سموتيريتش”: “استقالة غانتس؛ تهدف لتفكيك التلاحم الإسرائيلي، وهو بالضبط ما كان يهدف إليه السنوار ونصر الله وإيران”.
وتابع: “أدعو كافة زعماء الأحزاب الصهيونية، الذين تُعتبر دولة إسرائيل أولوية لهم، إلى الانضمام إلى حكومة الوحدة حتى النصر. أمامنا مهمة طويلة وصعبة”.
العودة إلى الأسلوب السابق..
وقالت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية: “بخروج الوزير؛ بيني غانتس، من حكومة الحرب، يُفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتانياهو في حلها”، مضيفة: “من المتوقع أن يعود نتانياهو إلى أسلوب عمله السابق، حيث ينُاقش القضايا الأمنية في منتدى محدود قبل اجتماعات مجلس الوزراء العادية. في هذا المنتدى، يتم اتخاذ القرارات المهمة ومن ثم يُحاول نتانياهو الحصول على موافقة مجلس الوزراء عليها”.
حل حكومة الحرب المصُّغرة..
عن مستقبل الحكومة بعد خطوة “غانتس”؛ قال السياسي الإسرائيلي ونائب رئيس بلدية “الناصرة” السابق؛ الدكتور “سهيل دياب”، لموقع (سكاي نيوز عربية)، إن “نتانياهو” قد يُقّدم على حل حكومة الحرب المصُّغرة، فيما يستمر العمل بالحكومة الحالية.
وأرجع “دياب” توقّعه لحل حكومة الحرب إلى أن “نتانياهو” حاول التواصل مع: “أفيغدور ليبرمان” و”جدعون ساعر”، من أجل الانضمام لحكومة الحرب، تحسّبًا لانسّحاب “غانتس”، لكنه فشل في التوصل لاتفاق معهما.
توقعات بالانقلاب على “نتانياهو”..
وفيما يتعلق بتحركات “غانتس” القادمة؛ فيقول “دياب” إن: “هناك أحاديث تدور عن اتصالات بينه وبين أطراف داخل حزب (الليكود) للانقلاب على؛ نتانياهو، في (الكنيست)، وهو أمر ممكن، وموقف وزير الدفاع؛ يوآف غالانت، سيكون حاسّمًا”.
كذلك لا يسّتبعد “دياب” أن يُنفذ “غانتس” قوله بأنه سيعود للمعارضة، وقد يقودها للنزول إلى الشارع للمطالبة باستقالة الحكومة عبر التنسّيق مع الأجهزة الاقتصادية والنقابات المهنية.
صفقة جزئية مع “حماس”..
وعن تأثير هذه التطورات على مسّار “حرب غزة”؛ توقع “دياب” أنه من المُّحتمل أن يذهب “نتانياهو” إلى صفقة جزئية مع حركة (حماس)، وإلقاء اللوم على “غانتس” باتهامه بالتهّرب من المسؤولية في وقتٍ حسّاس بالنسبة للدولة.
لكن الاستمرار في هذه الصفقة سيتوقف على انعكاسها على استطلاعات الرأي؛ فلو وجد “نتانياهو” أن أسّهمه ترتفع في حال الذهاب نحو انتخابات مبكرة سيُّكمل الصفقة، لكن لو شعر أنها تراجعت، فسيّعود للحرب من جديد، وفق “دياب”.
لها أغلبية تمُّكنها من الاستمرار..
أستاذ العلوم السياسية في جامعة (بار إيلان) الإسرائيلية؛ “مردخاي كيدار”، يرى أن الحكومة تملك أغلبية في (الكنيست) تكّفل لها الاستمرار في عملها.
وعما يُقال بشأن مسّاعي “غانتس” للتنسّيق مع أعضاء غاضبين في حزب (الليكود) للانقلاب على “نتانياهو”، قال إن هذه الأقاويل: “حرب نفسية؛ يمُّارسها غانتس على الليكوديين الذين ربما يميّلون لهذا الموقف، لكن لن يقُّدموا عليه”.
وأوضح “كيدار”؛ أن نواب حزب (الليكود) في (الكنيست): “لا يمكن لأحدهم التغريد خارج سّرب الحزب، وإلا سيجدون أنفسهم خارج قوائم الحزب في الانتخابات القادمة، وستكون نهاية حياتهم السياسية”.
وفي نفس الوقت؛ يعترف “كيدار” بأن المجتمع الإسرائيلي في العموم: “يشهد حالة انقسّام عميق، ومن يؤيد موقف نتانياهو سيظل معه على أي حال، ومن يُعارضه فلن يقبل أي موقف له”.
وأرجع “كيدار”؛ استقالة “غانتس”، إلى: “أنها جاءت بعد تهميّش دوره في حكومة الحرب، ولم يُعد مطلعًا على كثير من التطورات، ربما في البداية كان وجوده مهمًا، لكن الآن لم يُعد كذلك، كما أن تراجع التأييد له في الفترة الأخيرة أحد الأسباب التي دفعته للانسّحاب”.