7 أبريل، 2024 3:52 ص
Search
Close this search box.

باحث سياسي يرصد “رحلات المعونة” .. لماذا لا تصل للفقراء المستحقين حول العالم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لا شك أن بيانات “البنك الدولي” حول إنخفاض معدل الفقر العالمي هي أخباراً سارة ومبشرة، ولكن لا تزال هناك حقيقة مفزعة بشأن الوصول لفقراء العالم، حيث يعيش 75% منهم، على الأقل، بالمناطق الريفية على أقل من 3.10 دولار في اليوم، بينما يعيش 80% من مواطني العالم، على أقل من 1.90 دولار يومياً.. كل ذلك يمثل تحدياً كبيراً أمام الجهات المانحة للمعونة الأجنبية، ولأهدافها المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030، والحد من عدم المساواة داخل البلدان.

وسيتطلب تحقيق هذه الأهداف، الطموحة من المانحين، توجيه المعونة إلى المناطق النائية – حيث يعيش أفقر الناس – بدلاً من المناطق الحضرية، حيث تكون مشاريع المعونة في كثير من الأحيان أسهل وأرخص من ذلك.

في عام 2016، بلغ إجمالي المعونة الإنمائية، بمعنى القروض الميسرة والمنح لأغراض التنمية من حكومات البلدان ذات الدخل المرتفع، نحو 170 مليار دولار. على الرغم من أن ذلك المبلغ يبدو كبيراً إلا إنه أقل مما حققته شركة “سامسونج” من الإيرادات في تلك السنة، وليس كثيراً بالمقارنة مع حجم هدف إنهاء الفقر المدقع في أقل من 15 عاماً. وبالنظر إلى هذه القيود المفروضة على الموارد، ينبغي توجيه المعونة بعناية.

في ضوء ذلك، يرصد “ريان بريغز”، الباحث في مجال الاقتصاد السياسي للتخفيف من وطأة الفقر وأستاذ العلوم السياسية بجامعة “فيرغينيا تيك” الأميركية، رحلات المعونات المقدمة من بعض الجهات المانحة الأكثر حساسية للفقر، مثل “البنك الدولي” و”مصرف التنمية الإفريقي”، ويناقش أسباب عدم وصول المعونة فعلاً إلى الأماكن التي يعيش فيها أشد الناس فقراً حول العالم.

أين تذهب مساعدات التنمية الأجنبية ؟

من خلال رصد الباحث، تبين أن بدلاً من توجيه المعونات إلى الأماكن الأكثر فقراً، نجد أنها تذهب إلى بلاد بها نسبة أكثر من 40% من الأغنياء، والبلاد التي بها نسبة أكبر من المناطق الحضرية، والبلاد التي تتمتع بوجود إضاءة ليلية فيها، (دليل على التنمية)، والبلاد ذات المعدلات المنخفضة لسوء التغذية لدى الأطفال والتي بها إنخفاض معدلات وفيات الرضع. وكلها مؤشرات تشير إلى أن المعونات لا تصل لمستحقيها من الفقراء وتحصل الدول الغنية على النسبة الأكبر.

لماذا تذهب المعونات للدول الغنية دون الفقيرة ؟

تشير هذه النتائج إلى أن معظم المساعدات قد لا تساعد بشكل مباشر أشد الناس فقراً في العالم، بل تهدف المعونة الخارجية إلى تحقيق أهداف مختلفة، ولكي تكون فعالة، يجب توجيه بعض أنواع المعونة إلى أماكن غنية نسبياً. على سبيل المثال، وبموجب ذلك، يصبح من المنطقي أن المساعدات تذهب لتطوير مرافق الموانئ في المدن الساحلية، حتى لو كانت تلك المدينة بالفعل مزدهرة نسبياً، على الرغم من أن هناك بلدان أشد فقراً تحتاج المعونة لتمويل المدارس والطرق والكهربة والمرافق الصحية المحسنة والعيادات الصحية وغيرها من الأهداف، إلا أن ذلك غالباً لا يحدث.

ويشير الباحث الأميركي إلى أن المانحون يتعرضون لضغوط كثيرة لتحقيق النتائج من بناء مدرسة في منطقة نائية وفقيرة، على سبيل المثال، لأنه يكون أكثر تكلفة من بناء مدرسة مماثلة في ضواحي عاصمة البلد. ويرجع ذلك إلى أن تكلفة نقل الإمدادات والمعدات إلى منطقة ريفية لا يمكن الوصول إليها إلا بالطرق غير المعبدة – أو سيراً على الأقدام فقط.

ويعتقد الباحث أن من مصلحة المانحين كسب سمعة جيدة من وراء التركيز على مساعدة الناس الفقراء نسبياً في البلدان الفقيرة وفقا للمعايير العالمية. وهذا نقاش جدير بالإهتمام، ولكنه لن يبدأ إلا بالإعتراف بأن المعونة لا تصل إلى أشد الناس فقراً، كما ينبغي أن يحدث.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب