24 أبريل، 2024 7:20 م
Search
Close this search box.

باحث إيراني يكشف .. لماذا ينأى الإصلاحيون بأنفسهم عن مظاهرات الشعب الإيراني ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

بعد موجة الإحتجاجات الواسعة التي ضربت إيران خلال الأسبوع الماضي، التي كانت بلا قيادة، وكانت تشبه في عفوية تنظميها طرق إنتفاضات “الربيع العربي”، لم يُبد الإصلاحيون الإيرانيون أي نوع من المشاركة بتلك المظاهرات، وقد عزا البعض عزوفهم إلى الخوف من عدة أمور؛ أولها تحول إيران إلى “سوريا” جديدة، وثانياً دعمهم السابق لحكومة “حسن روحاني”، وأخيراً عدم توافق الأساليب العدوانية المتبعة في المظاهرات مع أساليبهم الإصلاحية السلمية.

يقول الباحث السياسي الإيراني، “محمد علي كاديفار”، في مقاله بصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أنه من خلال أبحاثه وجد أن قرار الإصلاحيين بالعزلة، متأصل في التفكير الاستراتيجي لديهم، والذي تشكل في أواخر التسعينيات.

لماذا تحتاج هذه المظاهرات إلى قادة ؟

قد يكون عدم وجود القائد نعمة لمثل هذه الحركات على المدى القصير، حيث أن الحركة لا تقدم أي هدف واضح للنظام لقمعه. لكن على المدى الطويل، يخلق عدم وجود رمز قيادي مشاكل، ويقوض قدرة الحركات على وضع الاستراتيجيات وتركها بدون وكلاء للتفاوض مع السلطات أو التعبير عن المطالب.

وكان قد قدم الإصلاحيون الإيرانيون هذه القيادة والتوجيه في مظاهرات عام 2009، عندما أحتج مئات الآلاف على إعادة إنتخاب “محمود أحمدي نجاد”. وأطلقت حركة 2009 إحتجاجات واسعة النطاق في “طهران”، ولكن في معظمها لم تنتشر إلى المقاطعات أو لم تشترك بها الطبقة العاملة بشكل فعال.

وعلى الرغم من أن موجة الإحتجاج الحالية تتيح فرصة لسد الفجوات بين طهران والمحافظات وبين الطبقات الدنيا والمتوسطة، إلا أن هذا لم يتحقق.

كيف ينأى الإصلاحيون عن موجة الإحتجاجات ؟

يقول الباحث الإيراني أن الإصلاحيون يرسمون خطوطاً واضحة فيما بينهم وبين المتظاهرين.

يقول “حامد رضا جلايبور”، وهو استراتيجي إصلاحي بارز، إن مثل هذه الإحتجاجات يمكن أن تدمر إيران وتحولها إلى “أفغانستان”. وإعترف بأن مطالب المتظاهرين يجب أن تتحقق، لكنه قال: “يجب أن نقول لشعبنا إن مشاكل بلادنا لا يمكن حلها عبر الشوارع”.

وقال “مصطفى تاج زاده”، وهو أحد أعضاء تيار الإصلاح البارزين، سجن لعدة سنوات بعد عام 2009، إن من واجب الإصلاحيين منع الإشتباكات؛ وعدم السماح لإيران بالتحول إلى “سوريا”.

ووصف “عباس عبدي”، زعيم إصلاحي بارز، الإحتجاجات بأنها غير محسوبة وغير منطقية.

حتى أن التيار الإصلاحي قد دشن وسماُ على مواقع الإنترنت، “أمنوا بالإصلاح”  (#BelieveinReforms)، لتبادل تعريفهم للإصلاحية، وشرح لماذا تنأى الحركة بنفسها عن موجة الإحتجاج.

لماذا لم يقف الإصلاحيون إلى جانب المتظاهرين ؟

شرح الباحث كيف قامت حركة الإصلاحيون في إيران، حيث أوضح أنه في أواخر التسعينيات، كان الإصلاحيون فصيلاً من النظام الذي حاول إضفاء الطابع الديمقراطي على الجمهورية الإسلامية من الداخل. وإزدادت إصلاحية الإصلاحيين داخل السلطتين التنفيذية والتشريعية بعد عام 1997، من خلال التعبئة الواسعة للمثقفين والطلبة والنساء والطبقة الوسطى، الذين يطالبون بإرساء الديمقراطية والحريات الاجتماعية وسيادة القانون.

وبطبيعة حال التفكير الاستراتيجي المهيمن داخل حركة الإصلاح كان التشاؤم هو المسيطر، إذ أنهم لم يؤمنوا بأن الإحتجاجات الشعبية تأتي بجدوى. ومع تفشي مظالم عميقة وإضفاء الطابع الراديكالي وتزويد المتشددين في الجمهورية الإسلامية بذريعة القمع، تم إلقاء القبض أكثر من مرة على قياديين إصلاحيين من قبل التيار المحافظ.

ولكن رد الإصلاحيين كان يأتي متزناً بشكل مبالغ فيه، على سبيل المثال، عندما ألقي القبض على زعيم إصلاحي بارز، كتبت صحيفة إصلاحية أن الاعتقال “قد يكون خطة لتهييج المشاعر، ولا ينبغي أن نعطي أي فرصة لوقوع القمع وأي تجمع إحتجاجي، قالت الصحيفة عنه، سيخدم مصالح الديكتاتوريين.

وقد صاغت إحدى المنظمات الإصلاحية الرائدة مصطلح “الهدوء النشط” لهذه الاستراتيجية، التي تدعو الإصلاحيين إلى الاستمرار في الضغط  بمطالبهم، ولكن مع تجنب المواجهة، بهدف كسب ثقة المتشددين. ورأى الاصلاحيون أيضاً أن صندوق الإقتراع هو الطريق الرئيس للدفع سلمياً من أجل التغيير السياسي وتعارضه مع التعبئة الجماهيرية.

فلماذا شارك الإصلاحيون في تعبئة مظاهرات الحركة الخضراء لعام 2009 ؟

حدثت إنتفاضة شعبية، أعقبت الإنتخابات في 12 حزيران/يونيو، ليلة الجمعة، عام 2009، وبدأ الطهرانيون التظاهر بغضب شديد؛ وتواصلت الإحتجاجات يومي السبت والأحد التاليين دون أي دعوة من القادة الإصلاحيين.

عند ذلك الوقت، طلب الزعماء الإصلاحيون من وزارة الداخلية الحصول على تصريح لتنظيم مظاهرة يوم الإثنين التالي، لكن طلبهم رفض. وبعدها ذهب المرشحون المعارضون الذين خسروا الإنتخابات وقتها، وهما “مير حسين موسوي” و”مهدي كروبي”، إلى موقع الإحتجاجات في ذلك اليوم، ليس للمطالبة بالتعبئة ولكن لأنهم كانوا يخشون أن الناس لا يدركون أنه لم يصدر أي تصريح للتظاهر، وأنهم متورطون في مظاهرة غير قانونية. وعندها وجدوا أن الناس لا يهتمون برفض وزارة الداخلية، وتظاهر الملايين في أكبر مظاهرة شهدتها إيران منذ ثورة 1979، مما أدى إلى ظهور موجة إحتجاج لدعم القادة الإصلاحيين، بغض النظر عن عدم موافقتهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب