11 أبريل، 2024 3:57 م
Search
Close this search box.

باحث إسرائيلي يتساءل : لماذا يخاف “خامنئي” التفاوض مع “الولايات المتحدة” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ناقشت “مؤسسة أورشليم للدراسات الإستراتيجية” احتمالات المفاوضات الإيرانية المباشرة مع “الولايات المتحدة الأميركية”؛ وأسباب تخوف المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، من هذه المفاوضات. وعرضت مقدمة المقالة، التي كتبها الباحث بمركز الدارسات الإيرانية والخليج، “یوسي منشروف”، عضو وحدة دراسات الشرق الأوسط بـ”جامعة حيفا”، وأعادت نشرها صحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة للنظام الإيراني، لاقتراح “دونالد ترامب”، الرئيس الأميركي، للقاء “حسن روحاني”، نظيره الإيراني، دون شروط مسبقة، وهو ما يعكس عزم الأجهزة التنفيذية الأميركية التفاوض بشكل مباشر مع “إيران” بالتوازي مع الضغوط السياسية والاقتصادية الشديدة ضد “إيران”.

وكان “باراك أوباما”، الرئيس الأميركي السابق، و”جون كيري”، وزير خارجيته، يعتقدان أن “الاتفاق النووي” سوف يزيد من قوة الاحتمالات أن يقبل “خامنئي” بالتفاوض مع “الولايات المتحدة” بشأن القضايا الأخرى. مع هذا لم يسمح “خامنئي” بلقاء “أوباما” و”روحاني” لأسباب؛ منها أن “خامنئي” يتخوف مما أسماه “نفوذ الثقافة الغربية”، حيث يتخوف “خامنئي” من تهديد أميركا لماهية “الجمهورية الإيرانية”. وتركيز “خامنئي” في خطاباته مؤخرًا على هذه المسألة إنما يعكس وعيه بحجم هذه التهديدات وتأثيرها.

خوف “خامنئي” الدائم من التفاوض مع أميركا..

رغم سياسات “أوباما” التطبيعية؛ كان “خامنئي” يتخوف من تورط “الولايات المتحدة” في ثورة ناعمة بـ”إيران”. وهو يعتقد أن نفوذ “الثقافة الأميركية” الهائل سوف يُسقط النظام الإيراني. والحقيقة أن نفوذ وانتشار “الثقافة الأميركية” يهدد هيكل “الجمهورية الإيرانية” ومقاومة النظام الطويلة ضد “الولايات المتحدة”. وإصرار “النظام الإيراني” على وصف “الولايات المتحدة”، بـ”الشيطان الأكبر”، إنما يمثل أحد العناصر الأساسية لهوية “النظام الإيراني”.

ومع ظهور أول بادرة من “ترامب” للقاء “روحاني”؛ دارت الكثير من المناقشات بين مسؤولي “النظام الإيراني”. وعارض “خامنئي” و”الحرس الثوري” بشدة المفاوضات المباشرة مع أميركا؛ لأن مثل هذه المفاوضات سوف تبعث على هزيمة “نظام الجمهورية الإيرانية”، لاسيما في ظل الضغوط الأميركية.

من جهة أخرى؛ فقد أبدى عدد من أنصار “خامنئي” الرغبة في التفاوض المباشر مع “الولايات المتحدة الأميركية”. وكان موقع (عصر إيران)، المقرب من “روحاني”، قد نشر مقالة إيجابية تعليقًا على مطلب “ترامب”. وهذه المقالة تأتي في إطار نشاطات، (عصر إيران)، مؤخرًا لإحياء علاقات “طهران-واشنطن”، وفيها: “إحياء العلاقات لا يعني موافقة إيران على السياسات الأميركية العامة”.

مع هذا؛ فقد أعلن “روحاني”، (تحت وطأة ضغط سياسات “خامنئي”)، رفض الدعوة الأميركية للتفاوض. وهنا تجدر الإشارة إلى مسألة أنه ربما يخضع المرشد الإيراني للتفاوض حين تتدخل المصالح على غرار التعاون بين “إيران” و”أميركا”، (رغم تصاعد حدة الخلافات)، في “حرب العراق” والتفاوض على مستقبل هذا البلد، أو كما حدث في “أفغانستان”، أو مباحثات عام 2011، بوساطة عمانية لمناقشة أزمة “البرنامج النووي الإيراني”، والتي إنتهت بالتوقيع على “الاتفاق النووي”، عام 2015م.

خيار الحرب غير مطروح..

يستطرد “یوسی منشروف”: “قامت الولايات المتحدة بخطوة كبيرة بإعلان التفاوض مع إيران، وهو ما يعكس إنعدام نية الإطاحة بالنظام أو حتى اللجوء للخيار العسكري. وهذا واضح من تصريحات، جيمس ماتيز”، وزير الدفاع الأميركي الأخيرة. وعلى عكس تصريحات، جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، يبدو أن الأصوات التي تصدر عن حكومة، ترامب، ضد إيران تتسم بالبنرة الهادئة والمعتدلة على أمل تحطيم جدار عدم الثقة بين واشنطن وطهران. مع هذا من المستبعد أن يسمح خامنئي، (من منطلق شكوكه في الولايات المتحدة)، للرئيس روحاني بلقاء، ترامب، لما في ذلك من اعتراف إيران الرسمي بالسياسات الأميركية، وهو ما يعتبر تغييرًا دراميًا في سياسات الجمهورية الإيرانية، بينما لن تقوم الولايات المتحدة إزاء ذلك بأي إجراء خاص. فلو يُصر، ترامب، على إجراء مفاوضات عامة دون التطرق إلى الملف النووي، فسوف يكون النظام الإيراني مضطر إلى تفسير وتوضيح أسباب هروبه من المفاوضات !!.. والشعب الإيراني يعاني بشدة تداعيات الضغوط الاقتصادية، والتي من المتوقع أن تزداد في تشرين ثان/نوفمبر المقبل. في حين أن النظام لا يمتلك ذريعة قوية لتبرير مسألة عدم التفاوض مع أميركا، ولذا من المحتمل أن تزداد وتيرة الاحتجاجات في إيران بنفس قدرة، ترامب، على زيادة الضغوط ضد النظام الإيراني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب