19 أبريل، 2024 8:23 م
Search
Close this search box.

باحثون : العامل النفسي ضروريًا لمرضى السرطان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

وجد الباحثون في علم النفس أن تأطير مرض السرطان، وتحليله واستخدام المصطلحات الحادة في وصفه؛ مثل أنه مرض مزمن، أو قاتل، جعل العلاج يبدو أكثر صعوبة، بسبب الخوف والقلق الذي بات ينتاب المرضى والذي يُشعر بعضهم أنه لا جدوى من استخدام العلاج، والبعض الآخر يستسلم للمرض، معتقدين أنه لا يوجد الكثير مما يمكنهم فعله للحد من مخاطر المرض.

وعلى الرغم من أن “اللغة” تهدف إلى تحفيز الناس وجعلهم أكثر يقظة عند اكتشاف الأعراض وفحصها، لم تجد الدراسة أي دليل على أن هذا هو الحال.

أهمية “اللغة” في المكافحة..

وفي هذا السياق؛ قال “ديفيد هاوزر”، عالم النفس بجامعة “كوينز” في “أونتاريو”، كندا: “يوحي عملنا بأن المصطلحات المستخدمة لوصف مرض السرطان؛ يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على تفكير الناس في المرض”.

ودرس “هاوزر” و”نوربرت شوارز”، أستاذ علم النفس بجامعة جنوب “كاليفورنيا”، تأثير المصطلحات المستخدمة في رعاية مرضى السرطان بعد ملاحظة مدى انتشار هذه “اللغة”. على سبيل المثال، بدلاً من مجرد الإصابة بالسرطان، تم غزو المرضى بواسطة خلايا العدو التي قاتلت بأحدث ذخيرة في مخزن الأورام، في معركة خسرها العديد من الأبطال الشجعان.

وقال “هاوزر”، لصحيفة (الغارديان) البريطانية: “يستخدم الناس هذه الاستعارات ظنًا أن لها تأثيرًا مفيدًا، أو على الأقل ليس لها تأثير سلبي”.

في أربع تجارب منفصلة، شملت حوالي 1000 متطوع يتمتعون بصحة عامة، درس الباحثون كيف تباينت آراء الناس حول فقرات القراءة عن مرضى السرطان؛ الذين شملوا اصطلاحات مثل “قتال” و”هجوم” و”غزو”.

العبارات العسكرية..

وجدت الدراسة أن هذه الاستعارات، التي وصفتها بـ”العسكرية”، قد لا تكون حميدة. بعد قراءة روايات مرضى السرطان الذين تم مخاطبتهم بكلمات جافة عن مرضهم، وجد أن سرعة استجابتهم للعلاج بطيئة مقارنة بالمرضي الآخرين الذين يتلقون دعم نفسي، حيثُ حذر الباحثون من أن تسليط الضوء على صعوبة علاج السرطان يمكن أن يولد الخوف الذي جعل الناس يخرجون عن الأعراض، مع عواقب ضارة محتملة.

أخيرًا، بدلاً من تشجيع الناس على الوصول إلى الطبيب بشكل أسرع إذا كانت لديهم أعراض مشبوهة، فقد وجد أن “العبارات العسكرية” ليس لها أي تأثير مفيد.

ودعا “هاوزر”، الجمعيات الخيرية للسرطان، والعاملين في وسائل الإعلام، وغيرهم، إلى أن يكونوا أكثر وعيًا في إنتقاء “اللغة” و”الكلمات” التي يستخدمونها عند التحدث عن المرض أو في مخاطبة المرضى.

وقالت “ماندي ماهوني”، وهي أم لطفلين وعاملة دعم في مجال التوعية في “لندن”، تعاني من سرطان الثدي النقيلي غير المستقر: “أعتقد أن الكلام الناجم عن السرطان، باعتباره مرض قاتل، يعكس بالسلب على صحة المريض، فالعبارات التي يستخدمها البعض لوصف المرض تمثل ضغط  كبير على المريض”.

وأضافت: “أدرك جيدًا خطورة المرض الذي أعاني منه، وقد أخبرتني الطبيبة المعالجة أن المرض غير قابل للشفاء، هذه الكلمة عززت من الشعور القاتل بالآلم، لكن حاولت أن أكون شخصًا ملهمًا وشجاعًا، وحاولت أن أتعايش مع المرض”.

وقالت “مارغريت مكارتني”، وهي طبيبة ومقرها “غلاسكو”، إن استخدام الاستعارات العسكرية من قِبل الجمعيات الخيرية يعد مشكلة. مؤكدة أن العديد من المصابين بالسرطان يقولون إن ذلك يزعجهم بشدة، بالإضافة إلى أنه يؤثر على حملة التبرعات.

وأضافت: “الأشخاص الذين ماتوا بسبب السرطان لأنهم لم يحاولوا بجد بما فيه الكفاية. يجب أن يعطي هذا البحث وقفة للتفكير للمنظمات التي تواصل استخدام هذه المصطلحات لما لها من عواقب وخيمة”.

ومن جانبها؛ قالت “كارين روبرتس”، رئيسة قسم التمريض في مركز دعم “ماكميلان” للسرطان: “أن قصص الناجين من مرض السرطان الممزوجة بالأمل والصبر والعزيمة، يمنح المرضى أمل ويزيدهم إصرار وتحمل على مواصلة العلاج”. مشددًا على الحالة النفسية ودورها في المساعدة على الشفاء.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب