باحثة إيرانية ترصد .. تأثير الأزمة الأوكرانية على دول الخليج !

باحثة إيرانية ترصد .. تأثير الأزمة الأوكرانية على دول الخليج !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

العلاقات بين الدول وتأمين المصالح الوطنية في الدول العربية الخليجية بصدد التغير في الغالب. وتحظى التحالفات باعتبارها أداة بمكانة خاصة قد تزيد من التقريب وقد تكون سببًا في الخلافات.

وموقف الدول العربية الخليجية نتيجة العلاقات مع “الولايات المتحدة” وباقي القوى العالمية الأخرى، وفقدان الضغط السياسي الداخلي، أتاح لهم المزيد من الحرية في ترجيح تتبع المصالح الوطنية في الأزمة الأوكرانية؛ بحسب “فاطمة خادم شيرازي”؛ الباحث والمدرس الجامعي؛ في تحليلها الذي نشره موقع (المركز الدولي لدراسات السلام) الإيراني.

والخلل في سوق الطاقة، والاضطرابات الاقتصادية نتيجة العقوبات الدولية على “روسيا”، والعلاقات السياسية مع إدارة؛ “جو بايدن”، كان له تأثيرات ثانوية قد تؤثر على مصالح ومكاسب هذه الدول.

ويبدو أن الحرب الأوكرانية سوف تُغير الجغرافيا السياسية في هذه المناطق بشكل عميق. وسوف تؤثر هذه التغيرات على علاقات القوى والتحالفات في دول الخليج. لذا وجب البحث في ردود أفعال وتطور سياسات هذه الدول إزاء الأزمة الأوكرانية.

تغير علاقات القوى العربية الخليجية بسبب الأزمة الأوكرانية..

في النظام العالمي الجديد الذي تُريده “روسيا”، يبدو أنها تُريد تحديد قواع اللعبة وكسر الاحتكار “الأميركي-الأوربي” لقضايا “أوروبا الشرقية”. ويمتلك الشرق الأوسط؛ وخصوصًا دول الخليج دورًا حيويًا في اللعبة الروسية الجديدة. ولو تريد “روسيا”؛ فإن بمقدورها تقييد الدبلوماسية الدولية والمساعي السياسية الغربية في المنطقة، سواءً في الميدان أو في “منظمة الأمم المتحدة”.

وطول الأزمة الأوكرانية؛ سوف يؤثر على كيفية مناورة الدول العربية، وبخاصة الخليجية، في علاقاتها مع “أميركا” و”روسيا”. ولطالما كان خطر تحول الدول العربية إلى “روسيا” قائمًا؛ وتذكير “الولايات المتحدة” باستمرار بعدم الانسحاب من التحالف أو التعاون التاريخي مع الدول العربية في الخليج.

موقف غامض متعمد..

وحتى الآن؛ تتبنى الدول العربية موقفًا غامضًا إزاء الأزمة الأوكرانية، ولا تميل إلى إعلام الخصومة مع أي من الطرفين. وتتحوط سائر دول الخليج وتدعو الطرفين إلى ضبط النفس فقط. والحقيقة وتلعب الدول الست أعضاء “مجلس التعاون الخليجي” دورًا بارزًا في الحرب الأوكرانية. إذ تمتلك قيادات المنطقة؛ من المنظور التاريخي، علاقات عميقة مع الغرب، لكن تمتع بالوقت نفسه بعلاقات متعددة الأوجه مع “روسيا”، لذلك تسعى هذه القيادات إلى توخي الحذر في مناقشة هذا الموضوع.

على سبيل المثال؛ تنحو “الإمارات” و”السعودية” باتجاه الشرق، وتحديدًا “روسيا” و”الصين” و”الهند”. وهذا يفرض على قيادات “أبوظبي” و”الرياض” مراعاة التوازن الجيوسياسي في ظل الصراع “الغربي-الروسي”.

وهاتان القوتان العربيتان تريدان تطوير علاقاتهما مع “روسيا” وأن تستمران في الوقت نفسه ضمن مجموعة الدول التي تُعارض الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”. وكان من نتيجة هذا الحياد المحافظة على الأمن والاستثمارات والعلاقات التجارية بين البلدين و”موسكو”، بالإضافة إلى عدم الحاجة للتدخل المباشر.

ولـ”السعودية” استثمارات هائلة مع “روسيا” تدفعها إلى الترفع عن العداء مع “موسكو”. وفي المقابل لو تريد الدولتان العربيتان معاداة “روسيا” برعاية أميركية، فلن تحصلا على أي إمتيازات أميركية في المقابل.

البندول العربي والتغير العالمي..

وكأي موضوع آخر؛ هناك اختلاف عميق في العالم العربي إزاء الأزمة الأوكرانية؛ سواءً على المستوى الحكومة أو الرأي العام. إذ تختلف نظرة الدول الخليجية الصغيرة عن مثيلاتها. على سبيل المثال تُحاذر “قطر والكويت” من أن تُحسب على أي القطبين: (الروسي والغرب)، مع هذا فقد أعربت كلاهما عن القلق إزاء احتدام الصراع العسكري.

في المقابل؛ قلما تبدي “عُمان” و”البحرين” اهتمامًا بالأزمة، وإن كانت رود أفعال البلدين تعكس رؤى ترتبط بالجيوسياسية الإقليمية.

لذلك؛ فإي حديث عن موقف “السعودية” و”الإمارات”؛ تجاه الأزمة الأوكرانية، إنما يستدعي التأمل في الموضوعات السياسية والاقتصادية الرئيسة. ويبدو أن الحرب الأوكرانية سوف تُغير من العلاقات والتحالفات في الشرق الأوسط والعالم.

لكن من المتعجل الحديث عن المنطقة بعد “الولايات المتحدة”؛ في ظل تواجد القوات الأميركية بالمنطقة. مع هذا قد يُسرع الهجوم الروسي على “أوكرانيا” من مسار الإنحراف الجيوسياسي بين المصالح الأميركية وشركاءها في الخليج.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة