9 أبريل، 2024 2:57 م
Search
Close this search box.

باتريك كوكبرن : الطبقة الحاكمة العراقية بالاتحاد مع ميليشيات إيران لن يستسلموا للمظاهرات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

على ما يبدو أن المؤسسة السياسية العراقية اليوم تواجه أكبر تهديدًا وجوديًا لها على الإطلاق بعد تقدم تنظيم (داعش) الإرهابي في أنحاء البلاد والسيطرة على معظمها، وهو التهديد الذي تشكله المظاهرات العارمة منذ الأوب من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

تحاول قوات الأمن العراقية والقوات شبه العسكرية الموالية لـ”إيران” بإطلاق النار على حشود من المتظاهرين في محاولة لطردهم من وسط “بغداد” وإنهاء ستة أسابيع من المظاهرات التي تحدت النظام السياسي إلى حد لم يسبق له مثيل، منذ سقوط “صدام حسين”، في عام 2003، وفقًا للكاتب البريطاني البارز، “باتريك كوكبرن”.

خطر أكبر كثيرًا من “داعش” !

استعادت الشرطة العراقية السيطرة على ثلاثة جسور عبر “نهر دجلة” تؤدي إلى “المنطقة الخضراء” المحصنة، يوم السبت الماضي، كما تسيطر الآن على “ساحة التحرير”، المحور الرئيس للاحتجاجات.

وفي “شارع الرشيد”، بالقرب من الميدان، أشعلت الشرطة النار في خيام أقامها أطباء متطوعون لعلاج المتظاهرين المصابين. ووفقًا لأرقام “منظمة العفو الدولية”، قُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في المواجهات الأخيرة، أربعة منهم بالرصاص وإثنان بقنابل الغاز المسيل للدموع الثقيلة التي أطلقت مباشرة على رأس وأجساد المتظاهرين.

تقول المنظمة أن 264 شخصًا شاركوا في المظاهرات لقوا حتفهم، منذ الأول من تشرين أول/أكتوبر 2019، على الرغم من أن “اللجنة العراقية العليا لحقوق الإنسان” أكدت على رقم أعلى؛ وهو 301 قتيلًا و15 ألف جريح.

وفي مقاله بصحيفة (ذا إندبدنت) البريطانية، أكد “كوكبرن”؛ على أن الاحتجاجات والمحاولة القاسية للحكومة للقضاء عليها، تُعد أكبر تهديد لسلطة المؤسسة السياسية العراقية، منذ تقدم (داعش) في “بغداد”، في عام 2014. وفي العديد من النواحي، أصبح الخطر على الوضع الراهن أكبر، لأن (داعش) كان تهديد وجودي للأغلبية الشيعية الذين لم يكن لديهم خيار سوى دعم النخبة الحاكمة في مواجهة الإرهاب، مهما كانت مفترسة وغير كفؤة.

إستراتيجية إيرانية..

ولفت الكاتب البريطاني إلى أنه على مدار الشهر ونصف الشهر الماضي، تكرر استخدام القناصة الذين يطلقون النار عشوائيًا على المظاهرات العراقية أو يستهدفون قادة الاحتجاجات.

وأوضح أن هؤلاء الأشخاص، الذين ينفذون عمليات القتل، هم جزء من أجهزة الأمن الحكومية العراقية المنقسمة إلى حد كبير وفصائل من قوات (الحشد الشعبي)؛ المعروفة بولائها لـ”إيران”.

مبينًا أن “نظام خامنئي”، وتحديدًا الجنرال “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني المصنف إرهابيًا، المسؤول عن سياسة “طهران” الإقليمية، ينظم حملة لسحق الاحتجاجات من خلال استخدام العنف، حيث ساهمت سياسة “إطلاق النار للقتل”، غير المسبوقة، التي إتخذتها السلطات في تحويل هذه التجمعات إلى حركة جماهيرية أشبه بالانتفاضة العامة.

ونوه إلى أن الميليشيات الطائفية، الموالية لـ”إيران”، تلجأ لعمليات الاختطاف والترهيب، حيث أرسلت مسلحيها المتشحين بالسواد إلى محطات التلفاز، التي تغطي الاحتجاجات، لتدمير معداتها ومقراتها، كما هاجموا المتظاهرين المصابين في المستشفيات واختطفوا وهددوا الصحافيين والأطباء وأي شخص آخر يدعم المظاهرات.

القضاء على المظاهرات من أجل المصالح..

ولفت الكاتب البريطاني إلى أن الأفراد والمؤسسات المؤيدة للوضع الراهن والموالية في الوقت ذاته لـ”إيران”، داخل النظام السياسي العراقي، أصبحت أكثر هيمنة، بينما إلتزمت الصمت، الكيانات المنتقدة للوضع الراهن.

وأختتم الكاتب، بالقول: “إن الطبقة السياسية العراقية ككل قررت القضاء على الاحتجاجات للحفاظ على مصالحها”.

الاحتجاجات العراقية 2019؛ أو “ثورة تشرين”، هي تظاهرات اندلعت في “بغداد” وبقية محافظات جنوب “العراق” احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة. ووصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة “عادل عبدالمهدي”، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة. وندّد المتظاهرين أيضًا بالتدخل الإيراني في “العراق” وحرق العديد منهم العلم الإيراني.

واجهت القوات الأمنية، هذه المظاهرات، بعنف شديد واستعملت قوات الأمن صنف القناصة واستهدف المتظاهرين بالرصاص الحي، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضًا قطع شبكة “الإنترنت”.

تأجلت التظاهرات لفترة، لأجل مراسيم الزيارة الأربعينية للامام “الحسين”، ثم تجددت في يوم الجمعة 25 تشرين أول/أكتوبر 2019، وأعلنت “مفوضية حقوق الإنسان العراقية”، مساء السبت 26 تشرين أول/أكتوبر، عن مقتل 63 شخصًا وإصابة 2592 بجروح في تظاهرات اليومين الماضيين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب