11 يناير، 2025 11:48 ص

بائعو الكحوليات في بغداد يعملون ورشاشاتهم بأيديهم

بائعو الكحوليات في بغداد يعملون ورشاشاتهم بأيديهم

 مرة اخرى، يعود الخوف الى قلوب بائعي المشروبات الكحولية في بغداد، بعد مقتل 12 شخصا في ‏محلات متجاورة لبيع الكحول بدم بارد على ايدي مسلحين مجهولين في منطقة زيونة في شرق ‏العاصمة.‏

ويقول مراد خضر الذي يعمل في محل لبيع المشروبات الكحولية في الكرادة وسط بغداد “انا خائف، ‏فكيف يمكن الا اخاف؟”، متحدثا لوكالة فرانس برس عن مقتل قريب له في هجوم زيونة.‏
ويضيف وهو يقف داخل محله الذي تعج رفوفه بزجاجات المشروبات الكحولية “ابني يعمل معي هنا، ‏لكنني طلبت منه اليوم العودة الى المنزل. قلت له: لماذا نبقى نحن الاثنان في المحل؟”. ويرى خضر ‏انه “اذا كان السياسيون يريدون تحويل العراق الى دولة اسلامية، فليقولوا ذلك، وعندها سنترك هذه ‏المهنة ونعمل باخرى”.‏

بدوره، يعبر ابو زينة الذي يعمل في محل اخر لبيع الكحول وسط بغداد عن خشيته من ان يتعرض ‏للقتل بسبب طبيعة عمله.‏
ويوضح “نشعر بالخوف يوميا، نسال الله ان ينعم علينا بالامن، ونطلب من الحكومة ان تهتم بالامن ‏لان هذا عملها وليس عمل الناس”، مضيفا “في اي لحظة يمكن ان تتعرض للتهديد، وفي اي لحظة ‏يمكن ان تتعرض للاستهداف والاصابة”.‏
ويتمركز ابو زينة والعمال الذي يساعدونه خلف باب حديدي كبير يقف خلفه الزبائن من دون ان ‏يعبروا الى داخل المحل، وذلك خوفا من هجمات قد يتعرض لها هو والعاملين معه.‏
كما وضع صاحب المحل كاميرات مراقبة وابقى على رشاش من نوع كلاشنيكوف الى جانبه.‏
وقتل مساء الثلاثاء 12 شخصا بعدما هاجم مسلحون مجهولون محلات لبيع الخمور في منطقة زيونة ‏في شرق بغداد. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان “اربع سيارات رباعية الدفع وصلت الى زيونة عند ‏الساعة السابعة مساء وترجل منها مسلحون دخلوا محلات بيع المشروبات الكحولية المتلاصقة وقاموا ‏بقتل 12 شخصا فيها”. واضاف المصدر ان “الهجوم وقع بعدما تمكن المسلحون من مهاجمة نقطة ‏تفتيش قريبة للشرطة حيث قاموا بتقييد ايادي عناصر الامن المتواجدين عندها من دون ان يلحقوا بهم ‏اذى”.‏
ولم تتبن اي جهة حتى الان هذا الهجوم الدامي، علما ان جماعات متشددة عادة ما تشن هجمات مماثلة ‏ضد بائعي المشروبات الكحولية منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003.‏
ولا يزال القليل من محال بيع الخمور في بغداد التي تعود الى ما قبل العام 2003، تعمل في هذه ‏التجارة بعد هجمات مكثفة ضدها توقف منذ اشهر، علما ان غالبية من يعملون ببيع المشروبات ‏الكحولية هم من اتباع الاقليتين الازيدية والمسيحية.‏
واعتبرت لجنة حقوق الانسان في البرلمان اليوم ان “الاستهدافات المتكررة لابناء الشعب العراقي من ‏قبل الارهاب باتت اليوم تتعدى على كل الحريات والمعتقدات الدينية ولم تستثن احدا”. واستنكرت ‏اللجنة “العمل الاجرامي الآثم الذي طال عمال من الطائفة الايزيدية مما ادى الى مصرعهم من قبل ‏مجموعة ارهابية خلال عملهم”، في اشارة الى الهجوم على محلات بين الكحول.‏
وطالبت اللجنة “الاجهزة الامنية بملاحقة الجناة وتقديمهم الى العدالة وتناشد المجتمع الدولي ‏والمؤسسات الحكومية بحماية الاقليات وتوفير الامن الكامل لهم باعتبارهم جزءا لا يتجزء عن الشعب ‏العراقي”.‏
كما اصدر رئيس البرلمان اسامة النجيفي بيانا اعرب فيه عن “قلقه البالغ ازاء استمرار حالة التردي ‏الامني في عموم البلاد وعجز الاجهزة الامنية عن توفير الحماية لابناء الشعب، بعد زيادة حالات ‏الاغتيال والقتل”.‏
وحمل النجيفي “الحكومة والقيادات الامنية مسؤولية التغاضي عن ضعف ادارة الملف الامني، والذي ‏ادى بالنتيجة الى عودة الجثث المجهولة والاغتيالات بالاسلحة الكاتمة وتفجير العبوات والسيارات ‏المفخخة الى شوارع بغداد والمحافظات مع ارتفاع مؤسف لعدد الشهداء والجرحى جراء هذه ‏الاعمال”.‏
وقتل منذ بداية الشهر الحالي نحو 150 شخصا في اعمال عنف متفرقة في العراق. وفي نيسان/ابريل ‏الماضي، قتل بحسب ارقام الامم المتحدة 712 شخصا، ما جعله الشهر الاكثر دموية في العراق منذ ‏حزيران/يونيو 2008.‏
‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة