بإنشائه الحزب “الوطني” .. هل يستطيع “ترامب” استعادة نفوذه والهرب من محاكمته ؟

بإنشائه الحزب “الوطني” .. هل يستطيع “ترامب” استعادة نفوذه والهرب من محاكمته ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

“نخطط لشيء ما”؛ جملة قالها الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، قبل مغادرته “البيت الأبيض” بساعات قليلة، أثارت العديد من التكهنات حول ما يمكن أن يكون مقصده منها، خاصة وأنه بدا هاويًا للسياسة مما فعله حتى اللحظات الأخيرة، التي أكد بها تشبثه المستميت بمنصب الرئيس، لهذا قد يذهب هذا التكهن إلى ما ذكرته صحيفة (وول ستريت جورنال)؛ أن “ترامب” بحث مع معاونيه فكرة إنشاء حزب سياسي جديد، في: “مسعى لممارسة تأثير مستمر بعد مغادرته البيت الأبيض”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن “ترامب” ناقش فكرة تأسيس “حزب الوطنيين”؛ مع عدد من مساعديه وأشخاص مقربين، وينوي تسمية الحزب الجديد بـ “الحزب الوطني” (Patriot Party).

ولفتت الصحيفة إلى تدهور العلاقة بين “ترامب” وعدد من قادة “الحزب الجمهوري”، على رأسهم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، “ميتش ماكونيل”، الذي قال، الثلاثاء الماضي، إن “ترامب”: “يستحق” أن يلقى عليه اللوم في تحريض مؤيديه لاقتحام مبنى (الكابيتول)، في 6 كانون ثان/يناير 2021، في حين تظهر الاستطلاعات دعمًا قويًا لـ”ترامب” بين الناخبين الجمهوريين العاديين.

ورفض “البيت الأبيض” التعليق على تقرير الصحيفة.

يملك قاعدة جماهيرية كبيرة..

ومن غير الواضح بعد مدى جدية “ترامب” في تأسيس حزب جديد، وهي خطوة تتطلب كمًا هائلاً من الوقت والموارد، وفقًا لـ (وول ستريت جورنال)، التي نوهت بأن “ترامب” يملك قاعدة كبيرة من المؤيدين، بعضهم لم ينخرط في السياسات الجمهورية، قبل حملة “ترامب” للرئاسة الأميركية، عام 2016.

ورغم كل ما جرى في الأسابيع الأخيرة من “ترامب” وأنصاره، بما في ذلك اقتحام “الكونغرس”، إلا أنه ووفقًا لاستطلاعات الرأي يحظى بتأييد 6 من أصل كل عشرة جمهوريين، وهي شعبية قد تسمح لـ”ترامب” أن يستخدمها في تأسيس حزب جديد أو غير ذلك من الحسابات السياسية.

وفي السابق، فشلت محاولات تأسيس حزب ثالث في الحصول على دعم كافٍ كي يلعب دورًا أساسيًا في الانتخابات الأميركية، وتوقع التقرير أن يعترض المسؤولون في “الحزب الجمهوري” بشدة على فكرة قيام “ترامب”، بـ”خطف”، أصوات من المرشحين الجمهوريين.

التهديدات تمنحه النفوذ..

وفي إطار حمايته من الدعاوى القضائية بحقه، ذكرت صحيفة (واشنطن بوست)، في تقرير؛ أن: “ترامب ينظر في إنشاء حزب جديد يدعى: (الحزب الوطني)، وأصدر تعليماته لمساعديه بإعداد تحديات الانتخابات للمشرعين الذين عبروا عنه في الأسابيع الأخيرة في المنصب، بمن فيهم النائبة، ليز تشيني، حاكم ولاية جورجيا بريان كيمب، والسناتور ليزا موركوفسكي، وفقًا لأشخاص مطلعين على الخطط”.

وأضاف أن: “العديد من الأشخاص في فلك ترامب، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة محادثات خاصة، يقولون إن ترامب أخبر الناس أن التهديدات التي يتعرض لها تمنحه نفوذًا لمنع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من التصويت لإدانته أثناء محاكمة عزل مجلس الشيوخ”.

وتابع أن: “مستشاري ترامب يقولون أيضًا إنهم يخططون لتجنيد مرشحين أساسيين معارضين ولجنة الاقتراع، الأسبوع المقبل، في مقاطعات للمشرعين المستهدفين، ويقول هؤلاء الأشخاص إن ترامب لديه أكثر من 70 مليون دولار من أموال الحملة التي تم صرفها لتمويل جهوده السياسية”.

توسيع الانقسام داخل “الحزب الجمهوري”..

وواصل أن: “احتمال نشوب معركة مثيرة للانقسام؛ يهدد بتوسيع الانقسام داخل الحزب الجمهوري، وقد أزعج القادة في واشنطن، الذين كانوا يطالبون علنًا بتجنب أي جولات انتقامية جديدة”.

وأشار التقرير إلى أن: “القضية المركزية بين عناصر الحزب المتحارب؛ هي ما إذا كان الجمهوريون سيستمرون في تنظيم أنفسهم حول الولاء لترامب أو ما إذا كان ينبغي بناء تحالف أوسع في السنوات المقبلة يمكن أن يرحب بكل من أكثر مؤيديه حماسة وأولئك الذين أدانوا سلوكه”.

ضربة موجعة للحزب..

وفيما إذا أقبل “ترامب” على هذه الخطوة، قال المحلل السياسي، “إيليس هينكان”، إن “ترامب” يستطيع بالطبع تأسيس حزب جديد، لكنه حذر من تأثيرات ذلك على الرئيس السابق شخصيًا وعلى “الحزب الجمهوري” و”الولايات المتحدة” عمومًا, مضيفًا في الوقت نفسه أن “ترامب” بالتأكيد لديه ما يُلزم من المؤيدين والطاقة والإحساس بالظلم؛ لأن يطلق حزبًا جديدًا إن قرر ذلك.

وأشار “هينكان” أيضًا إلى أن “ترامب” سيبقى اسمًا متداولاً في السياسة الأميركية لفترة طويلة؛ قد تتراوح من شهور إلى سنوات.

وإن مضى “ترامب” قدمًا في خططه هذه، فمن المتوقع وفقًا لتقارير صحافية، أن يسحب معه شريحة واسعة من مؤيدي “الحزب الجمهوري”، بالإضافة إلى جزء كبير من مناصري التيار الديني المحافظ في البلاد، وهو ما قد يشكل ضربة موجعة للحزب وقاعدته الشعبية.

من جانبها؛ أكدت المحللة السياسية، “بيفلين بيتي”، أن هذه الخطوة لو تمت فإنها ستؤثر على “الحزب الجمهوري” بشكل كبير جدًا, فمعظم أنصار الحزب يشعرون بأن القيادات قد خانت ثقتهم ولم تفِ بوعودها على حد قولها.

للضغط على الجمهوريين..

في المقابل, نفى مراقبون هذا الأمر, مؤكدين أن “ترامب” يلوح به فقط من أجل الضغط على أعضاء “مجلس الشيوخ” من الجمهوريين؛ لمنع تصويتهم ضده في محاكمة العزل المرتقبة الشهر المقبل.

وصوت “مجلس النواب” الأميركي، يوم 13 كانون ثان/يناير 2021، لصالح إقرار تشريع ينص على مساءلة الجمهوري، “دونالد ترامب”، بتهمة التحريض على التمرد في أعقاب حادث اقتحام “الكونغرس”، من قِبل بعض أنصاره، يوم 6 كانون ثان/يناير 2021، في موجة اضطرابات أسفرت عن مقتل 5 أشخاص.

وبالتالي أصبح “ترامب”، الذي ترك منصبه، يوم 20 كانون ثان/يناير الجاري، مع بدء ولاية خلفه، الديمقراطي، “جو بايدن”، أول رئيس في تاريخ “الولايات المتحدة” يواجه المساءلة مرتين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة