9 أبريل، 2024 3:11 م
Search
Close this search box.

بإرسال قوات برية لسوريا .. “ترامب” يطالب ألمانيا بفاتورة حماية أوروبا ماليًا وعسكريًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة أرادت بها “واشنطن” أن تدفع “ألمانيا” ثمن حمايتها، طلبت “الولايات المتحدة” من “ألمانيا” دعم الحرب ضد فلول تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، وذلك بإرسال قوات برية لدعم “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يقودها الأكراد في شمال شرق “سوريا”.

ويريد “جيمس غيفري”، مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي ضد (داعش)، من الحكومة الألمانية أن ترسل قوات تدريب وخبراء لوجيستيين وعمال تقنيين من “البوندسفير”، (الجيش الألماني).

وقال “غيفري”، لوكالة الأنباء الألمانية، (د. ب. أ)، وصحيفة (فيلت أم زونتاغ) الألمانية الأسبوعية: “نريد قوات برية من ألمانيا لتحل محل جنودنا جزئيًا”، وقال إنه يتوقع الحصول على رد قبل نهاية هذا الشهر.

وتدعم القوات الأميركية تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تضم ميليشيات تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكُردية. وفي آذار/مارس الماضي، أستولت “قوات سوريا الديمقراطية” على آخر معقل لـ (داعش) في “سوريا”، على الرغم من استمرار نشاط التنظيم الإسلامي المتطرف من تحت الأرض.

وأعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في كانون أول/ديسمبر الماضي، عن خطط لسحب جميع الجنود الأميركيين، البالغ عددهم ألفي جندي، من شمال شرقي “سوريا”. وتراجع فيما بعد؛ وقال إن حوالي 400 فرد سيبقون للمساعدة في استقرار المنطقة الكُردية، التي تمتد على الحدود بين “العراق” و”سوريا”.

وتعمل “الولايات المتحدة”، منذ ذلك الحين، على الحصول على دعم إضافي من حلفائها الثمانين في “تحالف مكافحة تنظيم داعش”، الذي يتضمن “ألمانيا”، مع بدء سحب القوات الأميركية.

وقال المبعوث الخاص، بعد محادثات في “برلين”، يوم الجمعة الماضي: “نبحث هنا؛ ومن بين شركاء التحالف الآخرين، عن متطوعين للمشاركة، ونؤمن بأننا سوف ننجح في النهاية”.

وتدعم “ألمانيا”، تحالف مكافحة تنظيم (داعش)، من خارج “سوريا”، وذلك بتوريد طائرات (تورنادو) للاستطلاع وإعادة تزويد الطائرات بالوقود من “الأردن”، فضلاً عن تدريب قوات في “العراق”. وكان من المفترض أن تنتهي مهمة القوات الألمانية، في 31 تشرين أول/ أكتوبر 2019، لكن وزير الخارجية الألماني، “هايكو ماس”، أوضح خلال زيارة له إلى “العراق”، الشهر الماضي، أنه يمكن تمديدها. وسيناقش البرلمان الألماني، الذي يتعين عليه الموافقة على أي تمديد، المسألة في شهر أيلول/سبتمبر المقبل على أقرب تقدير.

رفض ألماني..

وقوبل الطلب الأميركي بالرفض من جانب “ألمانيا”، أمس، وهو الأمر الذي من المرجح أن يغضب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الذي يريد من المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، الإلتزام بدور عسكري أكبر في الشرق الأوسط.

ونقلت (رويترز) عن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، “شتيفن زايبرت”، خلال مؤتمر صحافي اعتيادي قوله: “عندما أقول إن رؤية الحكومة هي الإلتزام بالإجراءات الحالية في التحالف العسكري ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، فهذا لا يشمل قوات برية كما هو معروف”.

انقسام سياسي داخل الائتلاف الحاكم..

وحدث انقسام في الائتلاف الحاكم بـ”ألمانيا”؛ بعد طلب “أميركا” إرسال “قوات برية” ألمانية إلى “سوريا”، حيث رفض عضو الهيئة الرئاسية الثلاثية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم في برلين، “تورستن شيفرـ غومبل”، ما طلبه الممثل الأميركي الخاص لسوريا، “جيمس غيفري”، من “ألمانيا” بشأن إرسال “قوات برية” إلى شمال “سوريا”.

ولفت “شيفرـ غومبل”، عبر موقع (تويتر)، أن: “تفويض من هذا النوع سيرفضه الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لن نوافق على إرسال قوات برية ألمانية إلى سوريا، ولا أرى أن الشريك في الائتلاف الحكومي يريد ذلك”، وذلك في إشارة إلى “الاتحاد المسيحي”؛ الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”.

إنهاء دعم “التحالف الدولي”..

وزاد “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، الشريك بالائتلاف الحاكم في “ألمانيا”، من الضغط على المستشارة، “أنغيلا ميركل”، في ظل الخلاف القائم حاليًا حول مشاركة “ألمانيا” في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف باسم (داعش)، في “سوريا” و”العراق”.

وشدد رئيس الكتلة البرلمانية للحزب بالوكالة، “رولف موتسنيش”، على مطلب حزبه بإنهاء توفير طائرات الاستطلاع الألمانية، (تورنادو)، وكذلك طائرة التزود بالوقود للتحالف الدولي ضد (داعش)، بحلول 31 تشرين أول/أكتوبر القادم، حسب التفويض الحالي الذي منحه البرلمان للحكومة.

وأكد “موتسنيش” على أن حزبه “يصر على هذا التفويض وعلى قرار البرلمان الألماني، (بوندستاغ)، بهذا الشأن”. وأضاف أن “ألمانيا” حققت إلتزاماتها السياسية داخل الحلف طوال أعوام، وقدمت إسهامًا كبيرًا للمكافحة العسكرية لتنظيم (داعش).

كما جدد الاشتراكي الألماني البارز؛ رفض حزبه لإرسال قوات برية ألمانية إلى “سوريا”. وقال “موتسنيش”: “أفضل لجنة دولية للمشاركة السياسية المستدامة في سوريا؛ هي الأمم المتحدة”، لافتًا إلى أن “ألمانيا” عضو غير دائم حاليًا في “مجلس الأمن الدولي”، ولهذا السبب يمكنها دعم “الأمم المتحدة” في تسوية النزاع.

لا يجب معاملة ألمانيا كدولة تابعة !

بدوره دعا المستشار الألماني السابق، الاشتراكي الديمقراطي، “غيرهارد شرودر”، إلى عدم السماح للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بمعاملة “ألمانيا” كدولة، “تابعة”، حسب تعبيره، مضيفًا في تصريحات لصحيفة (هاندلسبلات): “لسنا جمهورية موز هنا !”.

يجب التفكير في الأمر..

وفي المقابل قالت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، “أنغريت كرامب ـ كارنباور”، حزب المستشارة “ميركل”، إنها منفتحة مبدئيًا على إجراء نقاش حول الموضوع.

وفي مقابلة مع القناة الألمانية الثانية، (ZDF)، اشارت زعيمة “الحزب المسيحي الديمقراطي” إلى أنه إذا استدعت الضرورة سيكون علينا إجراء نقاش حول إضافة بعض الأمور للأداء الألماني في إطار التفويض القائم في “التحالف الدولي” ضدّ الإرهاب.

وفيما يخص نشر “قوات برية” ألمانية في “سوريا”، قالت “كرامب كارينباور”: “إنها قفزة كبيرة بالنسبة إلينا، لكن يجب على الناس أن يدركوا في ألمانيا أن الأمر هنا يتعلق بجزء كبير من الأمن الذاتي في ألمانيا؛ وليس فقط ما ترغب فيه الولايات المتحدة”.

كما دعا نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي إلى فحص متأن لطلب “أميركا”؛ بإرسال قوات برية ألمانية إلى “سوريا”.

وقال “يوهان فادفول”، أمس، لوكالة الأنباء الألمانية، (د. ب. أ)، إنه يجب “ألا يتم رفض الطلب بشكل تلقائي”، ودعا إلى مواصلة الاستعانة بطائرات الاستطلاع، (تورنيدو)، التابعة للجيش الألماني “على أي حال” في مكافحة تنظيم الدولة، (داعش)، مؤكدًا: “في هذه المنطقة يتعلق الأمر بأمننا، وليس بالأميركيين”.

يشار إلى أنه يتم التعامل مع “فادفول”، وهو خبير السياسة الخارجية وشؤون الدفاع، على أنه مرشح لخلافة وزيرة الدفاع الاتحادية، “أورزولا فون دير لاين”، في منصبها، حال تم انتخابها رئيسة لـ”المفوضية الأوروبية” في “بروكسل”.

مخالف للقانون..

أما خبيرة شؤون الدفاع من حزب “الخضر”، “أغنيسكا بروغير”، فقد حثت، الحكومة الألمانية، على “توجيه رفض واضح” لتوسيع التفويض القائم، مؤكدًة على أن التدخل الألماني إلى حد الآن “مخالف للقانون؛ ولا يتوافق مع المعطيات الدستورية لتدخلات الجيش الألماني في الخارج”.

فيما أفادت “وزارة الخارجية الألمانية”، أن “برلين” في “حوار بناء” مع شركائها حول العمل المستقبلي لـ”التحالف الدولي” ضدّ (داعش)، تدعم “ألمانيا” إلى الآن “التحالف” في “سوريا” و”العراق”، لا سيما بطائرات الاستطلاع، (تورنادو)، إنطلاقًا من “الأردن”، وهذا التفويض الممنوح من البرلمان الألماني يبقى ساري المفعول؛ حتى الـ 31 من شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل.

لدفع فاتورة حماية أوروبا ماليًا وعسكريًا..

تعليقًا على الطلب الأميركي والرفض الألماني، قال المحلل السياسي، “د. نصير العمري”، إن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يريد من أوروبا، وخصوصًا “ألمانيا”، دفع فاتورة حماية أوروبا ماليًا وعسكريًا، لذلك يطالب “ألمانيا” بإرسال قوات برية لـ”سوريا”، وهو ما رفضته “برلين”.

مضيفًا أن: “ترامب لم يعجبه رد ألمانيا الرافض لإرسال قوات برية إلى سوريا؛ لأن هناك شكوك في أوروبا في مقدرة ألمانيا في الدفاع عن نفسها وعن الأوربيين تجاه المخاطر التي تأتي من الشرق الأوسط”.

وأشار إلى أن “سوريا” تُعتبر منطقة مهمة لـ”أوروبا”، لذلك يريد “ترامب” أن  تساهم “ألمانيا” في صد هذه المخاطر من هناك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب