26 ديسمبر، 2024 6:56 ص

بإرساله قوات إضافية للشرق الأوسط .. “ترامب” يمارس ضغطه على إيران ويقطع الطريق على روسيا !

بإرساله قوات إضافية للشرق الأوسط .. “ترامب” يمارس ضغطه على إيران ويقطع الطريق على روسيا !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في رد فعل عملي من جانب “واشنطن” على تفجيرات “أرامكو” السعودية، والذي وصفه البعض بالمتأخر وألقوا باللائمة علي الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بعدم القيام به، أعلن وزير الدفاع الأميركي، “مارك أسبر”، أمس الأول، إن الرئيس الأميركي وافق على إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط على خلفية الهجوم الإيراني المزعوم على “المملكة العربية السعودية”.

وقال “أسبر”، في إحاطة إعلامية، إن: “الرئيس ترامب أعطى موافقته لنشر قوات أميركية في الشرق الأوسط ستتركز مهامها بشكل أساس على الدفاع الجوي والصاروخي”.

وأضاف وزير الدفاع أن: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع إيران. لكن لديها عدد كبير من الخيارات العسكرية”، لافتًا إلى أن إرسال القوات “ليس سوى الخطوة الأولى للرد على العدوان الإيراني على المملكة العربية السعودية”.

وأشار رئيس (البنتاغون) إلى ان “الولايات المتحدة” تركز جهودها الآن لمساعدة “المملكة العربية السعودية” على تعزيز بُنيتها التحتية الدفاعية.

ليس من مصلحة واشنطن..

إلى ذلك؛ هاجمت “نانسي بيلوسي”، رئيس مجلس النواب الأميركي، هذه الخطوة، وأكدت أنه ليس من مصلحة “واشنطن” الدخول في صراع آخر في الشرق الأوسط، خاصة إن كان بالنيابة عن “السعودية”.

قد يسبب مشاكل لأمن الطاقة في العالم..

فيما قال الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إن بلاده يجب أن تقود عملية ضمان الأمن الإقليمي في الخليج العربي الاستراتيجي.

وأضاف “روحاني”، في بداية عرض عسكري في “طهران” أمس؛ والذي اعتبره البعض رد على القرار الإميركي بإرسال هذه القوات لدول الخليج، أن “إيران” تمد “يد الصداقة والأخوة” للتعاون مع دول المنطقة، مضيفًا أن وجود قوات أجنبية في الخليج قد يسبب مشاكل “لأمن الطاقة في العالم”.

وأكد “روحاني” أنه سيقدم خطة سلام إقليمية خلال زيارته إلى “الأمم المتحدة” هذا الأسبوع، وهو الأمر الذي أبدى “ترامب” استعداده لتقبله.

لممارسة سياسة الضغط الأقصى ضد إيران..

هذا وفي وقت سابق، اتهمت “الولايات المتحدة”، “إيران”، بمهاجمة البنية التحتية للنفط في “المملكة العربية السعودية”. وتنفي “إيران” ذلك.

ويأتي قرار “ترامب” بإرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط؛ في إطار نهج إدارته لممارسة سياسة الضغط الأقصى ضد “إيران”، وعلى خلفية الهجوم على منشآت شركة “أرامكو” النفطية، في الـ 14 من أيلول/سبتمبر الحالي، والتي أعلن “الحوثيون”، مسؤوليتهم عنه.

لمحاصرتها وتأجيج المنطقة..

تعليقًا على تلك الخطوة، يقول الباحث في العلاقات الدولية، “زيدان خويلف”: “إن هذا الدعم الأميركي للسعودية والإمارات هو لمحاصرة إيران بعدما وقع منها، الأسبوع الماضي، في السعودية، ولتأجيج المنطقة وردع الحوثيين، نظرًا لما تراه أميركا من تجاوب بين الإيرانيين والروس”.

وأكد “خويلف” أنه بالرغم من فشل الأسلحة الأميركية في تحقيق المرجو منها دفاعيًا، إلا أن “المملكة العربية السعودية” لا يمكنها شراء أسلحة من أي مكان آخر وتحديدًا، “روسيا”، لأن هناك اتفاقية لا تزال سارية بين “السعودية” و”أميركا”، منذ عهد الملك “عبدالعزيز”، والدليل على ذلك التحذير الذي جاء لولي العهد السعودي، “بن سلمان”، من “ترامب” عندما لمح الأول نيته شراء صواريخ (إس-400) من “روسيا”.

رد فعل أولي لحماية المصالح..

في هذ الإطار، قال الكاتب والمحلل السياسي، “أحمد المصري”، إن إرسال قوات أميركية إلى “السعودية” جاء كرد أولي على الهجمات التي شنتها “إيران” في المنطقة ضد شركة “أرامكو”؛ وبالتالي هذه القوات ليست فقط في “السعودية”؛ بل في “السعودية” و”الإمارات” كرد فعل أولي لحماية المصالح السعودية والأميركية في المنطقة.

وأضاف أن: الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها جادون في الرد هذه المرة؛ لأن هذه الهجمات أثرت على أسواق النفط العالمية ومصالح الدول العظمى وليست المملكة العربية السعودية وحدها”.

محاولة لإقصاء روسيا..

فيما أوضح الدكتور “عبدالخبير عطا”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “بني سويف”، أن إرسال الرئيس الأميركي لقواته “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات المتحدة” مستجيبًا لطلبهم، ما هو إلا محاولة لإقصاء “روسيا” من التدخل في المنطقة، لحل الأزمة بعد هجوم “أرامكو”، لافتًا إلى أن تلك الخطوة كانت ستأتي من الجانب الروسي إذا لم يبادر “ترامب” بها، حفاظًا منه على مصالحه في منطقة الشرق الأوسط.

مضيفًا أن الرئيس الأميركي على أعتاب انتخابات رئاسية لفترة ثانية، كما أنه يدرك أن دخوله في أي حروب في الوقت الحالي من الممكن أن يهدد فوزه بفترة رئاسية ثانية، مبينًا أن تلك القوات المرسلة لن تتعدى كونها مساندة عسكرية للجيش الإماراتي والسعودي لردع الجانب الإيراني من التفكير بإفتعال هجوم آخر.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه أصبح من الصعب بعد تلك الخطوة أن تقوم “إيران” بهجوم آخر على المنطقة، فإذا حدث ذلك سيكون إعلان صريح وواضح، من الجانب الإيراني، بالرغبة في إحداث مواجهة عسكرية مع الجانب الأميركي، وهذا بعيد تمامًا عن سياستها التي تتبعها بالمواجهات الغير مباشرة.

لا يعني إعلان الحرب..

أما الدكتورة “نورهان الشيخ”، أستاذ العلاقات الدولية، فتقول أن إرسال الرئيس الأميركي لقوات جوية لمساندة حلفاءها من “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات المتحدة”، لا يعني أن هناك نية من الجانب الأميركي في إعلان حرب على “إيران”، وإنما جاء ذلك تلبية لرغبة حلفاءها في المنطقة لحماية مصالحها الاقتصادية معهم، لافتًة إلى أن “الولايات المتحدة” فرضت حزمة من العقوبات على “البنك الوطني الإيراني”؛ وإذا كان هناك نية لمواجهتها عسكريًا ما كان فرض تلك العقوبات.

وأضافت أن “السعودية” و”الإمارات” طلبتا المساندة العسكرية من الجانب الأميركي أملًا في الحماية الجوية للمنطقة، ولكن كان بإمكانهما اللجوء إلى السلاح الروسي الذي أثبت جدارته متفوقًا على السلاح الأميركي، وظهر ذلك عندما اخترقت إحدى الطائرات الأميركية من طراز (غلوبال هوك) المجال الجوي في جنوب “إيران”؛ وتم إسقاطها بصاروخ من صنع “روسيا”.

قدرات القوات المسلحة الأميركية..

يُذكر أن القوات المسلحة الأميركية هي القوة الأعظم في وقتنا الحالي، فهي اليد العليا في الكثير من القضايا وربما الكثير من القرارت المهمة.

وتمتلك القوات الخاصة الأميركية، (US Army Special Forces) 450,000، جندي يعمل في 135 دولة من أصل 195 دولة في العالم كله، وتشمل المهام التي تقوم بها القوات المسلحة الأميركية في تلك الدول ما يسمى بـ”الحرب غير التقليدية”، (unconventional warefare)، وتعني دعم القوات المسلحة الأميركية لجهات مقاومة أو حركات التمرد في تلك البلاد.

كما تشمل أيضًا قوات الدفاع المشترك، (foreign internal defense)، والتي تكون بهدف الدفاع عن “الولايات المتحدة” بالاشتراك مع قوى أجنبية أخرى؛ كـ”فرنسا” و”ألمانيا” ومكافحة الإرهاب، (counterterrorism)، وإلى غيرها من المهام الرئيسة للجيش.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة