7 أبريل، 2024 3:27 م
Search
Close this search box.

بأيدي “داعشية” .. هل لإسرائيل أصبع خفية وراء تفجيرات “كرمان” بإيران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

على الرُغم من إعلان تنظيم (داعش) الإرهابي مسؤولية تفجيرات “إيران”، خلال إحياء ذكرى اغتيال “قاسم سليماني”، إلا أن الجاني الحقيقي قد يكون طرفًا آخر.. فمن هو ؟

منصة (أسباب)؛ المختصة بالتحليل السياسي والاستراتيجي، نشرت تحليلاً يرصد ملابسات التفجيرات في “إيران” وإعلان المسؤولية ومؤشرات وجود فاعل أصيل يعمل من وراء الكواليس.

تفجيرات ذكرى اغتيال “سليماني”..

أعلن تنظيم (داعش) مسؤوليته عن تفجيرين؛ في 03 كانون ثان/يناير 2024، استهدفا احتفالاً بذكرى اغتيال قائد (فيلق القدس) الإيراني؛ “قاسم سليماني”، بالقرب من ضريحه في مدينة “كرمان”؛ ما أسّفر عن مقتل: (95) شخصًا وإصابة: (150) آخرين، فيما كشف وزير الداخلية الإيراني؛ “أحمد وحيدي”، أن أحد الانتحاريين طاغيكي الجنسية يُدعى: “أمان الله بازيروف”، ورجّح أن المهاجم الآخر طاغيكي أيضًا.

كما أعلن الادعاء العام إلقاء القبض على: (32) شخصًا في (06) محافظات بشّبهة التورط في تنفيذ الهجوم، فضلاً عن العثور على: (16) عبوة ناسفة في محافظة “كرمان”. ويُعد هجوم “كرمان” هو الأضخم من حيث عدد الضحايا داخل الأراضي الإيرانية خلال: (04) عقود، ولم يتمكن التنظيم في أوج قوته بـ”العراق” و”سورية” من تنفيذ هجوم بهذا الحجم في “إيران”.

“وراء كواليس” تفجيرات إيران..

يحمل تكتيك شّن هجمات دموية على مدنييّن لقتل عدد كبير من الضحايا، مع استهداف أماكن تحمل رمزية دينية أو سياسية، بصمة تنظيم (داعش)، وبالأخص فرعه في “خراسان”، والذي نفذ عدة هجمات داخل “إيران” خلال السنوات الماضية، من آخرها اقتحام مهاجم طاغيكي لضريح “شاه جِراغ”؛ في مدينة “شيراز”؛ بمحافظة “فارس”، في 13 آب/أغسطس 2023؛ ما أسّفر عن مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين، وذلك في ثاني هجوم على الضريح بعد أن تعرض لهجوم كبير؛ في 26 تشرين أول/أكتوبر 2022، أسّفر عن مقتل نحو: (15) شخصًا وإصابة: (20) آخرين. كما يُشّبه الهجوم تفجيرًا قُرب ضريح قائد الثورة؛ آية الله “الخميني”، في حزيران/يونيو 2017، والذي أسّفر عن مقتل سبعة عشر شخصًا.

تُشير التحقيقات إلى تسّلل خبير متفجرات طاغيكي عبر الحدود إلى “إيران”؛ في 28 كانون أول/ديسمبر 2023، ليُشرف على تصنيع السّترات المتفجرة، ثم مغادرته البلاد قبل تنفيذ الهجوم، فيما انتقل الانتحاري الأول من “فان” التركية إلى “أفغانستان” ثم دخل “إيران” تهريبًا، فيما لا زالت تفاصيل دخول الانتحاري الثاني مجهولة.

يُركز تنظيم (داعش) الإرهابي في “أفغانستان”؛ على تجنيد عناصر من “طاغيكستان وأوزبكستان” لتنفيذ هجماته في “إيران وأفغانستان”؛ حيث يسّتفيد من وجود جالية أفغانية كبيرة في “إيران” تُقدر بنحو: (03) ملايين شخص في بناء شبكة دعم لوجستي وجمع معلومات استخبارية. وهو ما دفع “المجلس الأعلى للأمن القومي” الإيراني؛ في كانون أول/ديسمبر 2023، لحظر تواجد وإقامة وتوظيف الأفغان في: (16) محافظة إيرانية.

يتزامن الهجوم مع حملة إسرائيلية واسعة ضد أهداف إيرانية؛ بداية من اغتيال أحد أبرز قادة (فيلق القدس) بـ”سورية”؛ العميد “رضي موسوي”، وصولاً إلى شّن هجمات مكثفة على خطوط الإمداد ومواقع في “سورية والعراق”، وهو ما يُلبيّ توجهات “تل أبيب” الراغبة في الانتقام لخسّائرها الكبيرة في (طوفان الأقصى)، وتحمّيلها لـ”إيران” مسؤولية إمداد “المقاومة الفلسطينية” بالمال والسلاح والخبرات.

وكانت “إسرائيل” قد شنَّت، منذ عملية (طوفان الأقصى) العسكرية، يوم السابع من تشرين أول/أكتوبر، قصفًا جويًا وبحريًا على “قطاع غزة”، تبعه اجتياح بري، معلنةً عن هدفين رئيسيين هما: “تدمير المقاومة، وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية”.

و(طوفان الأقصى)؛ هو الاسم الذي أطلقته “حركة المقاومة الإسلامية”؛ (حماس)، على العملية العسكرية الشاملة، التي بدأت فجر ذلك اليوم، ردًا على: “الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني”. ففي تمام الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي في “فلسطين”، شنَّت (حماس) اجتياحًا فلسطينيًا لمسّتوطنات “الغلاف” المحاذية لـ”قطاع غزة” المحاصَر؛ حيث اقتحم مقاتلون من (كتائب عز الدين القسّام) البلدات المتاخمة للقطاع، في ظل غطاء جوي من آلاف الصواريخ التي أُطلقت من “غزة” باتجاه “تل أبيب والقدس” ومدن الجنوب.

ووسّط حالة الذعر والصدمة التي انتّابت الإسرائيليين، وانتشار مقاطع فيديو وصور لدبابات ومدرعات تابعة لجيش الاحتلال، إما محروقة أو تحت سيّطرة المقاومين الفلسطينيين، وأسّر العشرات من جنود جيش الاحتلال والمسّتوطنين، وسيّطرة فلسطينية كاملة على مسّتوطنات، أعلنت دولة الاحتلال أنها: “في حالة حرب”، للمرة الأولى منذ حرب تشرين أول/أكتوبر 1973.

هل لـ”إسرائيل” يدٍ خفية داخل “داعش” ؟

لذلك؛ فإن تبّني (داعش) للهجوم لا ينفي فرضية وجود أيادٍ إسرائيلية محركة له، ولا يعني هذا أن تنظيم (داعش) صناعة إسرائيلية وأميركية، مثلما تُردد الدعاية الإيرانية، ولكنّ الفرضية تسّتند إلى ما يحدث داخل صفوف التنظيم، بالأخص فرعه الأفغاني؛ حيث تؤكد التقارير الأممية؛ خلال الفترة من 2015 حتى 2021، أن المئات من عناصر التنظيم استسلموا لقوات الحكومة الأفغانية في عهد “أشرف غني”؛ بعد أن خاضت (طالبان) ضدهم معارك شرسة، واتهمت (طالبان)؛ جهاز المخابرات الأفغاني السابق، بالإشراف على نشاط عناصر التنظيم، وإمداده بالسلاح، بل وقصفت الحكومة السابقة قوات (طالبان) في شرق “أفغانستان”؛ خلال هجومها على معاقل التنظيم، قبل أن تُسّيطر عام 2021 على كامل البلاد.

يعمل تنظيم (داعش) على تقويض حكومة (طالبان)؛ حيث استهدف عام 2022؛ سفارتي “روسيا” و”باكستان” في “كابول”، و”فندق لوغان”؛ الذي يُقيم به مواطنون صينيون، ثم اغتال عام 2023 والي “بلخ”؛ “محمد مزمل”، وحاول اغتيال وزيري الداخلية والدفاع؛ “سراج حقاني” والملا “محمد يعقوب”، فضلاً عن استهدافه لمعبد للسّيخ وأماكن تجمع للشيعة “الهزارة”.

تُشير المصادر الأمنية في “كابول” إلى أن أجهزة أمنية إقليمية تلعب دورًا في تحريك التنظيم بالتعاون مع مسؤولين أمنيين سابقين. وخلال العامين الماضيين أسّس رئيس المخابرات السابق؛ “رحمة الله نبيل”، في “ألمانيا”؛ حزب (التحرير الوطني الأفغاني)، وأسس خلفه: “معصوم ستانكزاي”، رفقة مستشار الأمن القومي السابق؛ “حنيف أتمر”؛ (حركة السلام والعدالة الوطنية)، بينما يعمل القادة الأفغان من جماعة القائد الطاغيكي؛ “أحمد شاه مسعود”، عبر (المجلس الأعلى للمقاومة)، على إسقاط حكم (طالبان)، ويتردد العديد منهم على “الإمارات” التي يتواجد فيها أيضًا الرئيس السابق؛ “أشرف غني”، كما احتفظوا باتصالاتهم مع “الهند”، ويوجد تنسّيق أمني رفيع المستوى بين “الهند والإمارات وتل أبيب”، فضلاً عن تحالف (I2U2)، والذي يضم: “الهند والإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة”.

وبالتالي؛ فإن احتمال ضلوع “إسرائيل” في تنفيذ هجوم “كرمان” عبر اختراق شبكات تنظيم (داعش) في “أفغانستان”، يظل غير مسّتبعد، وقد سّبق للأجهزة الأمنية الإسرائيلية اغتيال القيادي الحمسّاوي: “مازن فقها”، في “غزة”، عام 2017، على يد عناصر داعشية ظنت أنها تتلقى أوامر من قيادة التنظيم، بينما كان ضباط (الشاباك) هم من يشرفون على تشّغيلها.

ومن المُرجّح أن تعمل الأجهزة الأمنية الإيرانية على تطوير التنسّيق الأمني مع (طالبان)، والذي سبق أن تمخض في 05 تشرين ثان/نوفمبر الماضي؛ عن إلقاء القبض في عملية مشتركة على ثلاثة عملاء إيرانيين لـ (الموساد) خلال تجهيزهم لإطلاق طائرات مُسّيرة انتحارية من الحدود الأفغانية باتجاه أهداف في “إيران”.

وضمن هذا السّياق، اجتمع بعد هجمات “كرمان”، المبعوث الرئاسي الإيراني الخاص لشؤون “أفغانستان”: “حسن كاظمي قمي”؛ مع نائب رئيس الوزراء الأفغاني؛ “مولوي عبدالكبير”، لمناقشة التصدي للتهديدات الأمنية المشتركة.

ليس من المُرجّح أن تتغاضى “طهران” عن احتمال ضلوع “تل أبيب” من خلف السّتار في تنشّيط هجمات تنظيم (داعش) داخل الأراضي الإيرانية، للانتقام وإحراج السلطات والأجهزة الأمنية أمام الشعب، وإبراز إخفاقها في تأمين البلاد. وهو ما يُفهم من تصريح المرشد الأعلى الإيراني؛ “علي خامنئي”، الذي شّدد فيه على الأجهزة الأمنية في بلاده بضرورة الكشف عن: “الأسباب الحقيقية” لهجمات “كرمان”، وتوعد بمعاقبة: “مرتكبي الحادث الإرهابي الحقيقيين في كرمان، من هم خلف الكواليس”. ويتوقع أن ترد “إيران” بشكلٍ مباشر عبر تصّعيد حملاتها ضد أنصار تنظيم (داعش) والأجانب داخل البلاد، فضلاً عن احتمال استهداف مصالح إسرائيلية في المنطقة بشكلٍ غير مباشر.

وأمس؛ تبنى (الحرس الثوري) الإيراني هجومًا بصواريخ (باليستية) وطائرات مُسيّرة طال عدة مواقع في محافظة “أربيل”، قال إنها تعود: “لإرهابيين وموساد” لهم علاقة بالهجوم الانتحاري في “كرميان”، فيما أعلنت حكومة “إقليم كُردستان”، مقتل: (04) وإصابة: (06) مدنيين جراء الهجوم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب