26 أكتوبر، 2024 10:14 ص
Search
Close this search box.

“ایندیپندنت” تقرأ .. انتخاب “بزشكيان” فرصة لإنعاش النظام !

“ایندیپندنت” تقرأ .. انتخاب “بزشكيان” فرصة لإنعاش النظام !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لم يواجه “نظام الملالي” مطلقًا؛ على مدار (45) عامًا من عُمر “الجمهورية الإيرانية”، تحدي كبير على غِرار ما حدث في أيلزل/سبتمبر 2022م، حيث ثورة “مهسا أميني”، تلك الشابة التي توفيت عقب اعتقالها من جانب عناصر دوريات الإرشاد. بحسب تقرير “كامليا انتخابي فرد”؛ المنشور بصحيفة (ایندیپندنت) النسخة الفارسية.

أزمات متوالية لنظام الملالي..

وقد راح ضحية هذه المظاهرة أكثر من: (100) قتيل وآلاف المصابين والمعتقلين، وقد وضعت الحكومة الإيرانية المتخوفة من أن تُفضي هذه المظاهرات إلى انتفاضة وطنية، الكثير من العقبات والعراقيل، بالإضافة إلى التشاور مع باقي المسؤولين في الدولة للحيلولة دون سقوط النظام.

بالتوازي مع ذلك ازدادت العقوبات شدة وغرق الاقتصاد الإيراني غير المسُّتقر بالأساس في دوامة التضخم الجامح، بخلاف جروح لم تلتئم نتيجة القمع الشديد والدامي للمتظاهرين، الأمر الذي زاد من الشعور بالنفور والحِقد، ويُهيء للتظاهر مرة أخرى في الوقت المناسب.

وتحول البرنامج الصاروخي والنووي الإيراني؛ على مدار السنوات الثلاثة الماضية، إلى تحدي سياسي أساس للنظام الإيراني. فقد ازدادت العقوبات، والبرنامج النووي يتسبب في أضرار للنظام و”الجمهورية الإيرانية” بشكٍل يومي.

مغامرات مع الكيان الإسرائيلي..

وفي نيسان/إبريل الماضي؛ استهدفت “الجمهورية الإيرانية”، للمرة الأولى في تاريخ هذا النظام، “تل أبيب” بأكثر من: (200) صاروخ ومُسيّرة. في المقابل استهدف الكيان الإسرائيلي بعملية محدودة وانتقامية مواقع عسكرية إيرانية.

وقد كانت حرب كبرى تنتظر خلف البوابة الإيرانية مع “إسرائيل”؛ المدعومة من “الولايات المتحدة الأميركية”.

تلك المغامرة التي كان من الممكن أن تكون ذريعة للقضاء على نظام “الجمهورية الإيرانية” وتدمير دولة “إيران” بالكامل. وكان “كمال خرازي”؛ رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قد توعد علنًا بالمضي قدمًا في تصنيع قنبلة نووية حال استمرار التهديدات الإسرائيلية. وهو ما وضع تحدي أكبر بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية” والملف النووي.

“اللعب” بالميليشيات الوكيلة..

ثم كانت الصراعات الإقليمية الجبهة الثالثة في مواجهة النظام، فقد تسببت الميليشيات المحسّوبة على “الجمهورية الإيرانية”؛ في “اليمن وسورية ولبنان والعراق”، في أزمات كثيرة لدول المنطقة.

وكانت النتيجة المزيد من الاضطرابات الجديدة داخل الدولة. بداية من هجمات (جند الله) وحتى الميليشيات الإرهابية التي دخلت البلاد عبر الحدود الجنوبية بهدف نشر الرعب والفزع عبر سلسلة من العمليات الانتحارية.

بداية من هجوم على “مسجد شاه جراغ”؛ بمدينة “شيراز”، عام 2022م، وحتى استهداف الذكرى السنوية الرابعة لإحياء ذكرى مقتل “قاسم سليماني” في “كرمان” على أيدي ميليشيات أعلنت ارتباطها بتنظيم (داعش) وتمكنت من تهديد الأمن الداخلي.

هندسة انتخاب “بزشكيان” لرئاسة الجمهورية !

ومع انتخاب “مسعود بزشكيان”؛ الذي يُقدم نفسه كإصلاحي، نجح نسّبيًا في تهدئة جبهة “مهسا” أو انتفاضة الشعب للإطاحة بالنظام. فالشعب هو الجبهة الأخطر في مواجهة النظام.

والسقوط غير المسّبوق في معدلات المشاركة رُغم الدعاية غير المسّبوقة، ولم تُفلح مسّاندة “جواد ظريف”؛ وكذلك الاستفادة من “محمد خاتمي” و”مهدي كروبي”، في خلق موجة دعم لصالح “بزشكيان”.

وقد سمعنا قلق آية الله “علي خامنئي” من تراجع نسّب المشاركة في الجولة الأولى، ورأينا بوضوح أن ثقل النظام واستمراره رهن بالمشاركة الواسعة. ذلك أن المشاركة تعني رضا الشعب، ولن يذهب باتجاه التظاهر والإطاحة بالنظام.

وقد تمكن “خامنئي”؛ بذكاء، من تهدئة الجبهات الثلاث التي تُمثل تحديًا للنظام باستقدام “بزشكيان”، ورُغم الوعود الكاذبة للإصلاحيين المحسّوبين على النظام، سوف يسّعون هذه المرة بمهارة إلى إلهاء الشعب فترة من الزمن عبر إجراء تغييرات جزئية على الأوضاع الداخلية، مثل حل المشكلة المعروفة باسم “دورية الإرشاد”، وحجب الإنترنت وغيرها.

بالنهاية تمكن آية الله “علي خامنئي”؛ بهندسة هذه الانتخابات، من تهدئة الحرب في الجبهات الثلاث سابقة الذكر، والأهم الحيلولة دون خطر ثورة “مهسا” الوشيك. وكلما نمُّعن النظر في مسّار الأحداث الأخيرة، مثل مصيبة وفاة “إبراهيم رئيسي”؛ أو كما قالوا/ “استشهاد”، فسوف نراها كأداة ساعدت النظام على الخروج من أزمة كبرى.

لقد جلب “بزشكيان” لتهدئة الجبهات الثلاث، بينما يُراقب (الحرس الثوري) الجبهة الرابعة، وذلك للتقدم في المفاوضات والحصول على امتيازات دون تقديم تكلفة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة