19 نوفمبر، 2024 11:41 م
Search
Close this search box.

انقلاب على “نظام تقاسم السلطة” .. سر قوة “الصدر” في إبتلاع خصومه وعلى رأسهم “المالكي” !

انقلاب على “نظام تقاسم السلطة” .. سر قوة “الصدر” في إبتلاع خصومه وعلى رأسهم “المالكي” !

وكالات – كتابات :

اعتبر موقع (ميدل إيست آي) البريطاني، أن التجاذب السياسي العراقي القائم حاليًا، يتمثل بسعي زعيم (التيار الصدري)؛ “مقتدى الصدر”، لفرض سيطرته الكاملة وتغيير قواعد اللعبة القائمة، بينما يسعى رئيس الوزراء الأسبق، “نوري المالكي”؛ إلى: “استعادة عرشه”؛ من خلال استقطاب: “خصومه” المصابين بكدمات الخسارة.

وقال الموقع البريطاني، في تقرير؛ أن الصدريين يُراهنون على التخلص من نظام تقاسم السلطة القائم، منذ العام 2003، والإنفراد بالحكم، وهو ما منح معسكر “المالكي” أملاً جديدًا في أن يتعاظم نفوذه.

إعادة رسم خريطة النفوذ الشيعي..

ولفت التقرير إلى أن الانتخابات الأخيرة: “أعادت رسم خريطة نفوذ القوى الشيعية بشكل حاد، وزادت من حدة التنافس بين: مقتدى الصدر؛ ونوري المالكي”.

العد اليدوي ورقة خاسرة !

ونقل التقرير، عن مسؤولين وسياسيين عراقيين قولهم، أن نتائج إعادة العد والفرز اليدوية لن تكون وشيكة؛ ولن تُغير نتائج الانتخابات بشكل كبير.

وأشار التقرير إلى أن (الكتلة الصدرية) تُمثل الآن الكتلة الأكبر في البرلمان، وتتمتع بالحق الحصري في ترشيح رئيس الوزراء المقبل وتشكيل الحكومة، ولهذا فإن “الصدر” يبدو مبتهجًا، وهو يتجاهل شكاوى الفصائل المدعومة من “إيران” من أجل مواصلة مفاوضات تشكيل الحكومة، تاركًا تلك الجماعات تخشى أن يسعى إلى فرض الهيمنة الكاملة، وبالتالي، تهميشها.

وبحسب مسؤولين ومراقبين وقادة فصائل، فإن “المالكي” يستغل هذه المخاوف ويستخدمها كوسيلة ضغط ليتمكن من نيل منصب قوي.

مخاوف “الفصائل”..

ونقل التقرير عن زعيم سياسي شيعي كبير مقرب من “إيران”، قوله أن: “الجميع يعلم أن إعادة فرز الأصوات يدويًا غير مجدية، وأن النتائج لن تتغير”.

واعتبر أن الفصائل المدعومة من “إيران” في: “وضع لا تُحسد عليه”، بعدما كانت تُسيطر على البلد والسلطات من خارج الدولة، “لكنهم فقدوا كليهما الآن”.

وتابع “الزعيم السياسي” قوله؛ أنهم: “جميعًا، بمن فيهم المالكي، قلقون من أن يبتلعهم، مقتدى الصدر، ويبتلع الدولة، ولهذا فإنهم يبحثون عن وسيلة لإعادة الأمور إلى وضعها السابق بطريقة أو بأخرى”.

ووفقًا للمسؤول نفسه، فإن الفصائل المسلحة المصابة بكدمات بعد الانتخابات، تتجمع حول “المالكي” على أمل أن يكون بمثابة ثقل موازن لـ”الصدر”، “لكن المشهد معقد جدًا؛ بحيث أن الأمور لن تكون بهذه البساطة”.

وتابع المسؤول أن: “الاختلافات الكبيرة بين الأحزاب في الساحة الشيعية، والتي نتجت عن الانتخابات، تجعل من الصعب للغاية تقبل الحلول التقليدية التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية”.

مشروع “الصدر” المخيف..

ولفت التقرير أن “العراق” يُحكم، منذ العام 2006، من خلال نظام تقاسم السلطة الذي يوزع المناصب بشكل متناسب بين أكبر الفائزين في الانتخابات، موضحًا أنه برغم أن كل الانتخابات الأربعة الماضية؛ أسفرت عن فائز بارز، إلا أنه كان يتم ضم أحزاب مختلفة إلى الحكومات التي تتشكل.

لكن قياديًا كبيرًا في (التيار الصدري)؛ قال للموقع البريطاني؛ أنه نظام: “أنتج حكومات توافقية يستفيد منها الجميع، لكن لا أحد مسؤول عن فشلها.. الصدر يُريد أن ينتهي هذا حتى لو كلفه ذلك حياته”.

وكان “الصدر” قد أعلن، الأحد الماضي؛ دعوته إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية، ليكون هناك في البرلمان حزبان: “موالاة ومعارضة”.

وأشار القيادي الصدري، للموقع البريطاني؛ إلى أن مشروع “مقتدى الصدر” يتمحور حول تشكيل حكومة يتبناها بالكامل ويتحمل المسؤولية كاملة عنها في حال نجاحها أو فشلها، مضيفًا أن الصدريين سيختارون رئيس الوزراء، ويُشكلون الحكومة ويشرفون على عملها.

وتابع أن: “الصدر؛ هذه المرة لن يسمح، تحت أي ظرف من الظروف؛ بالعودة للعب في المنطقة الرمادية. الحكومة ستكون حكومتنا والصدر نفسه سيتابع كل التفاصيل بشكل يومي”.

انقلاب صدري..

ولفت التقرير إلى أن خصوم “الصدر”؛ مثل: “المالكي وعمار الحكيم وحيدر العبادي”؛ ينظرون إلى مطلب الهيمنة الكاملة على الحكومة الجديدة على أنه: “انتهاك صارخ” للقاعدة السياسية التي أبقت على هيمنة مختلف القوى والفصائل السياسية والمسلحة، منذ العام 2003.

واعتبر التقرير أن: “الصدر يُمزق الآن كتيب القواعد” المعمول بها منذ ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن المنافسين والشركاء السابقين، على حدٍ سواء؛ ينددون الآن بخطط “مقتدى الصدر”، باعتبارها: “انقلابًا” ضدهم.

ونقل التقرير؛ عن قيادي كبير في فصيل مسلح موال لـ”إيران”، قوله: “معارضو الصدر؛ يعتقدون أن القبول بما انتجته الانتخابات، يعني خسارة حتمية على المدى المتوسط، وبالتالي يجب مواجهة ذلك الآن من أجل محاولة ضمان استمراريتهم وحمايتهم”.

وتابع قائلاً: “لا يمكنهم مواجهة مقتدى بشكل مباشر، لا سياسيًا بسبب قله مقاعدهم، ولا عسكريًا، لأن هذا يعني اندلاع قتال بين الشيعة، لذلك لجأوا إلى المالكي”.

وأضاف القيادي أن: “المالكي؛ يحتاجهم أيضًا لمواجهة الصدر، وإعادة تسويق نفسه على أنه المُنقذ للفصائل المسلحة والشيعة”.

“المالكي” ومعارضو “الصدر”..

ونقل التقرير عن سياسي شيعي قوله؛ أن “المالكي” بينما كان في المعارضة، استخدم خبرته واتصالاته وموقعه لجمع معارضي “الصدر” من حوله؛ في محاولة: “لمحو هزيمته واستعادة عرشه المفقود، من خلال تشكيل تحالف يُعادل أو أكبر من تحالف الصدر”.

وبرغم أن البعض اتهم معارضي “الصدر”؛ بأنهم يُحاولون إلغاء الانتخابات والتسبب بأزمة أمنية، إلا أن أحد مستشاري “المالكي”؛ قال أن رئيس الوزراء الأسبق؛ يسعى بدلاً من ذلك إلى تطوير فكرة: “تصحيح الوضع الحالي سياسيًا. أنه (المالكي)؛ لا يسعى إلى رئاسة الحكومة، وإنما ما يُريده هو ضبط وتيرة الفصائل المسلحة”.

وأوضح مستشار “المالكي” أن هذه الفصائل المسلحة: “تعرضت لصدمة غير متوقعة؛ وهي خاسرة حاليًا، ولا يمكنها السير مع مقتدى لأنهم لا يثقون به، وهم أيضًا لا يميلون إلى خيار الاعتراف بهزيمتهم والانسحاب”.

وتابع قائلاً أن: “التصحيح السياسي للوضع هو الحل. والاتفاق السياسي الذي يحفظ نفوذ الجميع ويوفر لهم الحماية المطلوبة؛ بإمكانه أن يُنهي المشكلة ويُرضي كل الأطراف”.

أما عن طبيعة هذا: “التصحيح السياسي”، الذي يقترحه “المالكي”، فيقول قيادي في (عصائب أهل الحق)، أنه يتمثل بالعودة إلى التوافق وتشكيل حكومة: “مشاركة وطنية”، أي أن يتوحد معسكرا: “الصدر” و”المالكي”، وبذلك: “يعود الجميع إلى منازلهم دون مشاكل”.

وقال قيادي سياسي مقرب من “المالكي”؛ أن رئيس الوزراء الأسبق: “يعتقد أنه الوحيد القادر على احتواء الفصائل المسلحة، لذا حان الوقت لتقديم نفسه كعراب ومرشد للعملية السياسية، وليس كرئيس للوزراء؛ كما يُروج البعض. فهل ينجح في أي من مساعيه ؟.. هذه قضية أخرى”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة