17 أبريل، 2024 11:43 م
Search
Close this search box.

انفجار وعصف وركام على سريره … لكن الصبي مصطفى ظل يغط بنومه

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يفلح دوي انفجار السيارة المفخخة الذي اتى على عشرات المحال التجارية وحطم عددا كبيرا من السيارات وسط بغداد الاربعاء في ايقاظ الصبي مصطفى من سباته العميق رغم انهيار سقف ثانوي فوق سريره. وبينما كان هذا الصبي الذي لا يتجاوز خمسة اعوام يغط في نوم عميق في سريره، انفجرت سيارة مفخخة امام مسكنه استهدفت موكبا لضابط كبير في امانة بغداد، اسفرت عن اصابة سبعة اشخاص وخلفت اضرارا جسيمة في المحال والشقق السكنية المحيطة.

ووقع الانفجار في شارع مجاور لفندق ميريديان فلسطين وسلسلة فنادق صغيرة في وسط بغداد، عند الساعة السابعة صباح الاربعاء.
وقال ابو علي والد مصطفى وعلى وجهه امارات التوتر والقلق “عندما وقع الانفجار سقطت السقوف الثانوية على رؤوسنا ونحن لا نزال نائمين”. واضاف “عندما فتحت عيني لم ار شيئا بسبب الغبار الكثيف ودخان الانفجار، وبدات اتفقد اولادي واخرجهم من تحت الانقاض”.
وتابع “عندما وصلت الى فراش ولدي مصطفى رايت تلة من الانقاض فوقه، ولما ازلتها شاهدته راقدا بدون حركة، فصرخت لشدة الصدمة ورحت احركه بيدي واذ به يفيق”. وقال الاب “تبين ان مصطفى كان يغط في نومه ولم يؤثر فيه دوي الانفجار ولا عصفه ولا حتى الانقاض التي انهمرت فوقه”.
واضاف بغضب “فقدت كل شي ودمرت كل اغراض منزلي، لم يبق فيه شي وحتى سيارتي التي انهيت اصلاحها امس دمرت بالكامل”.
وادى عصف الانفجار الى تدمير عشرة محلات وست شقق سكنية واتى على عدد من غرف احد الفنادق فضلا عن العديد من السيارات.
ولم تصدق والدة مصطفى وشقيقته الكبرى ان الصبي ظل على قيد الحياة، وقالت ام علي وهي تحاول ازالة الركام “لا يهمني ما جرى لبيتي ما دام اولادي بخير”.
اما مصطفى فلحق بابيه بعد ايقاظه لمعاينة الدمار الذي خلفه التفجير وعلى وجهه امارات الدهشة.
وبينما انهمكت الاسر المتضررة في تنظيف الدمار الذي لحق بمنازلها، اندفع عدد من افرادها بغضب نحو قوات الامن المنهمكة بالتحقيق لمطالبتها بتعويضات.
وصرخ محمد سامي الذي اصيب وجهه ويداه بجروح “اين المسؤولون؟ الاحزاب تتقاتل في ما بينها ونحن الضحية”. واضاف سامي الذي دمر مسكنه بشكل كامل “نريد ان ياتي المسؤولون ليشاهدوا الدمار باعينهم، نريدهم الا يكتفوا بالتصريحات من وراء مكاتبهم”.
والشارع الذي وقع فيه التفجير يربط شارعي ابو نؤاس والسعدون، وبقي مغلقا لاكثر من ستة اعوام قبل اعادة فتحه قبل نحو عام اثر تحسن الوضع الامني نسبيا في بغداد.
وتفجير اليوم واحد من سلسلة تفجيرات منسقة ضربت عددا من مدن العراق واوقعت نحو 15 قتيلا واكثر من مئة جريح.
ورغم تراجع وتيرة العنف في عموم العراق مقارنة بالموجة التي اجتاحت البلاد بين العامين 2006 و2008، فان احداث العنف ما زالت مشهدا يوميا في مختلف مناطق البلاد.
 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب